نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية مقالا لدويل ماكمانس، يتحدث فيه عن تعامل الإدارة الأمريكية مع الحوثيين في
اليمن.
ويقول ماكمانس إن الحوثيين أو الثوار الشيعة، الذين أعلنوا الأسبوع الماضي أنهم سيطروا على الحكومة في صنعاء، لا يبدو أنهم حلفاء طبيعيون للولايات المتحدة.
ويبين التقرير أن أحد شعارات الحوثيين المفضلة هو "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، لعنة الله على اليهود". ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم حصلوا على المال والتسليح والتدريب من إيران. وقد تشدق مسؤول إيراني بقوله شكرا للحوثيين، أصبحت صنعاء الآن بيد إيران، بالإضافة إلى العراق وسوريا ولبنان.
ويعلق الكاتب قائلا: "بالرغم من هذا فإن المسؤولين الأمريكيين يتسابقون للاتصال بقيادات الحوثيين لتطمينهم أن الولايات المتحدة لا تعدهم عدوا. وأخبرني أحد المسؤولين: (نحن نتحدث مع الجميع.. كل من لديه استعداد للحديث معنا). ولم تبد القيادات الحوثية الكبيرة استعدادها للتحدث مع الأمريكيين، ولكن واشنطن تحاول فتح قناة معهم".
وتساءل ماكمانس: لماذا تحرص الولايات المتحدة على التحدث مع منظمة تسعى لتحجيم التدخل الأمريكي في بلادها؟، والجواب هو لأن الحوثيين وحلفاءهم هم من يسيطر على اليمن، وهي أحد الميادين الرئيسية في حرب الولايات المتحدة على تنظيم
القاعدة، والحوثيون يبغضون تنظيم القاعدة.
وتشير الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين يعدون فرع تنظيم القاعدة في اليمن هو التهديد الأكبر؛ لميله للقيام بعمليات بعيدة المدى ضد الأمريكيين. فتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، حاول تفجير طائرات أمريكية أكثر من مرة، ولم ينجح.
ويوضح التقرير أن الحوثيين مسلمون شيعة، بينما تنظيم القاعدة سني التركيب، ولكن الصراع ليس طائفيا، بل هو صراع تقليدي على النفوذ، فقد سيطر
الحوثيون على معظم الشمال الغربي لليمن لقرون، وأقلقهم دخول تنظيم القاعدة إلى جنوب الأراضي التي يسيطرون عليها.
ويذكر الكاتب أن الجانبين قد خاضا معارك على الأرض، وكانت إحدى شكاوى الحوثيين على الحكومة التي انقلبوا عليها، أنها لم تبذل جهدا كافيا في حرب تنظيم القاعدة، وقد أصدر الأخير بيانا ضد الحوثيين يتهمهم بأنهم "شركاء أوفياء للولايات المتحدة".
ويلفت ماكمانس إلى أن أمريكا تنظر إلى الحوثيين استنادا لمبدأ عدو عدوي هو صديقي، ولكن ماذا عن علاقتهم بإيران؟ وقد حذر السيناتور ماكين من خطر الزحف الإيراني، وقال يجب إرسال قوات عمليات خاصة إلى اليمن.
ويفيد التقرير بأن إدارة أوباما تحاول التقليل من شأن هذه التحذيرات، وتقول إنها مبالغ فيها. وبحسب أحد المسؤولين الأمريكيين، فإن الحوثيين "يحصلون على الدعم من إيران، ولكنهم ليسوا تحت سيطرة إيران".
وتورد الصحيفة أن الحوثيين قاموا يوم الجمعة بحل البرلمان اليمني، بعد تعثر الحوار لأسابيع، والآن يحاولون إقامة حكومة مؤقتة، ويقولون إنها ستحتوي على ممثلين عن أطياف المجتمع كلها، ويشكل الحوثيون ثلث المجتمع اليمني المؤلف من 25 مليون نسمة، ولن تنجح أي حكومة حوثية في الحصول على ثقة الجنوب السني.
ويجد الكاتب أن السؤال الرئيسي بالنسبة لأمريكا، هو إن كانت الحكومة القادمة مستعدة للانضمام للحرب ضد
الإرهاب بحماس الحكومة السابقة ذاته. وقد جرى اختبار ذلك عندما قامت الطائرات الأمريكية دون طيار بتجديد ضرباتها ضد تنظيم القاعدة في اليمن، بعد التوقف لشهور؛ نتيجة الفوضى في صنعاء.
وأعرب المسؤولون الأمريكيون عن رضاهم من عدم وجود إي معارضة تذكر، ولكن هذا الصمت قد لا يطول، حيث رفضت القيادات الحوثية قبل ذلك التدخل الأمريكي في اليمن، وقالوا إن بإمكانهم التعامل مع تنظيم القاعدة بأنفسهم، بحسب الصحيفة.
وينقل الكاتب عن الخبراء الأمريكيين قولهم إن سياسة الطائرات دون طيار تجد معارضة شديدة في اليمن، ولا أحد يؤيدها هناك.
ويخلص ماكمانس إلى أن تلك الهجمات قد تكون أحد أسباب سقوط الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي ارتاح له المسؤولون الأمريكيون بسبب تعاونه، ولكنه لم يستطع الحفاظ على دعم القوى السياسية له.