قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن نظام بشار
الأسد يجند
مرتزقة من
الأفغان الشيعة لمحاربة تنظيم الدولة.
ويكشف التقرير، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، عن أن الحليف القوي لنظام الأسد
إيران، تقدم آلاف الدولارات لمرتزقة من أفغانستان وباكستان للقتال في صفوف النظام السوري.
وتشير الصحيفة إلى أنه بحسب قادة الطائفة الشيعية في العاصمة الأفغانية كابول، فإن السفارة الإيرانية تقوم بتنسيق جهود التجنيد. وتصدر السفارة تأشيرات سفر لمئات الراغبين بالسفر إلى
سوريا، فيما يقوم موقع على الإنترنت باللغة الأوردية بتنسيق جهود التجنيد الباكستانية، حيث يمنح كل راغب بالقتال ثلاثة آلاف دولار.
ويبين التقرير أن محللين يعتقدون أن هناك ما يزيد على خمسة آلاف أفغاني وباكستاني يقاتلون في صفوف النظام السوري، ما يرفع من معنويات الجيش السوري، الذي تعرض لنكسات وهزائم في الفترة الأخيرة.
وتذكر الصحيفة أن الجيش السوري قد خسر أراضي لصالح المعارضة، التي باتت أكثر تنظيما، وذلك بسبب التنسيق والدعم التركي والسعودي والقطري لها، فيما تعد إيران المزود الرئيس للنظام عسكريا وماليا وبشريا.
ويلفت التقرير إلى أن جهود التجنيد في أفغانستان تركز على أبناء الطائفة الشيعية، المعروفين باسم "الهزارة".
وتنقل الصحيفة عن أحد القيادات الشيعية في كابول قوله إن الدافع الرئيس وراء التجنيد هو "البطالة إضافة إلى الدوافع الدينية". ويعد اللاجئون الأفغان في إيران المصدر الرئيس للتجنيد، حيث يعيش هناك حوالي مليوني أفغاني، يقيم معظمهم بصورة غير قانونية. وهناك تقارير تقول إن بعض المجندين تعرضوا لتهديد بالترحيل، في حال رفضهم التطوع في سوريا.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن مصادر المعارضة السورية تقول إنها ألقت القبض على عدد من الأفغان وباكستاني، وقتلت بعضهم. وقال من أسروا في الجنوب السوري قالوا إنهم جزءا من كتيبة أفغانية مكونة من 600 مقاتل.
وتنوه الصحيفة إلى أنه قد نشر أول خبر عن مقتل أفغاني في سوريا نهاية عام 2014، حيث ذكرت صحيفة إيرانية أن جنازة عقدت له في إيران. ومنذ تلك الفترة تقول المعارضة السورية إنها لاحظت زيادة في مشاركتهم.
وينقل التقرير عن المتحدث باسم المعارضة السورية في الجنوب عصام الريس، قوله: "في الأشهر الأربعة الأخيرة شاهدنا 80% من المقاتلين الأجانب، و20% من الجيش السوري". وفي معركة حدثت الشهر الماضي كان معظم المقاتلين ضد المعارضة هم من الأفغان.
وتورد الصحيقة قول قائد في المعارضة: "ألقينا القبض على تسعة أفغان، وشاهدنا الكثير من القتلى، وتعرفنا على وجوههم. وقالوا إنهم حصلوا على خمسة آلاف دولار مقابل القتال، وإنهم قد سافروا من طهران، وقالوا إنهم خيروا بين القتال أو الترحيل إلى أفغانستان، لقد أرسلوهم إلى الموت".
ويتطرق التقرير إلى أن لقطات الفيديو، التي وضعها المعارضون في إدلب على الإنترنت، تظهر صور أربعة من الأسرى الأفغان. وقال أحدهم، وهو شاب صغير، إنه تطوع للقتال من أجل الدفاع عن مزار السيدة زينب في جنوب دمشق.
وتكشف الصحيفة عن أن شريط فيديو بثته قناة تركية الأسبوع الماضي، أظهر مقاتلين بزي الجيش السوري وهم يستمعون إلى الأغاني الأفغانية، ويتحدثون بلغة البشتو، وهي اللغة الرئيسة في أفغانستان.
ويذكر التقرير أن قادة شيعة في أفغانستان قالوا إن المدارس ومراكز المجتمع تعد مراكز تجنيد، بالإضافة إلى الجامعة التي تدعمها إيران، وهي "جامعة خاتم النبيين". وتحدثوا عن جهود للتجنيد في وادي باميان في وسط أفغانستان وهيرات القريبة من الحدود مع إيران.
وتذهب الصحيفة إلى أن الحكومة الإيرانية تقوم وبشكل هادئ بمنح الأفغان حوافز للقتال في سوريا. وبثت القناة التلفزيونية "أفق"، المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، فيلما أثنى فيه على المقاتلين الافغان في سوريا، وأثنت فيه على علي رضا تافسولي، الأفغاني المولد وقائد لواء الفاطميين، الذي قتل بداية هذا العام في معركة في الجنوب.
ونشرت الصحيفة الليبرالية الإيرانية "شرق" خبرا مفاده أن البرلمان الإيراني قد يناقش مشروع قرار لتعديل قانون يسمح بمنح الأجانب الذين يقاتلون في سوريا الجنسية الإيرانية.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى تحذير باحثين من أن ازدياد المقاتلين الذين يقاتلون في سوريا، يحمل مخاطر كبيرة. وبحسب خبير شؤون الشرق الأوسط في مدرسة لندن للاقتصاد توبي دودج، فإن "هذا يشير إلى الإبداع الشخصي الإيراني". وما يثير القلق هو القضايا المتعلقة بالطائفية في المنطقة، حيث ترتبط الأزمة الطائفية في غرب آسيا بدعم إيراني.