أكد المحلل
الإسرائيلي يعقوب عميدرور أن إيران مستعدة للتضحية بحزب الله ومقاتليه لضمان بقاء الأسد في
سوريا، لأن إيران تنظر لدعم النظام السوري كجزء من الجهد الواسع لبناء "القوس الشيعي" الذي يمتد من طهران مرورا ببغداد ووصولا إلى دمشق ولبنان.
وقال عميدرور في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" إن نجاحات
المعارضة السورية دفعت حزب الله، التنظيم اللبناني الشيعي الذي يعمل بإيحاء من إيران في سوريا، لزيادة عدد مقاتليه في سوريا؛ لأنّها جبهة مهمة جدا للحزب كجبهة داخلية لوجستية وكمنطقة للعلاقة الفيزيائية مع إيران.
وأشار إلى أن حزب الله خسر أكثر من 500 من مقاتليه وما زال الآلاف منهم يتكبدون أعباء الحرب الصعبة في سوريا، وأصبح "مصير
نظام الأسد معلقا بحزب الله أكثر من اعتماده على أي مساعدة أخرى بما في ذلك إيران وروسيا، رغم أهمية هؤلاء للأسد" على حد قول عميدرور.
كما ناقش الكاتب مستقبل سوريا بعد التقدم الملحوظ الذي حققته فصائل المعارضة السورية على عدة جبهات، بعد أن نجحت أمريكا والسعودية، والأردن والخليج، وبالتنسيق مع تركيا، بتوحيد المعارضة.
وبنى عميدرور مناقشته على سؤال محوري ماذا ستكون النهاية في سوريا؟ مؤكدا أنه لا يوجد حتى اللحظة جواب قاطع وواضح، ولكن قراءة المشهد بواقعية توحي بأنّ النهاية لن تكون سعيدة وسيتخللها إراقة حمامات من الدماء، بحسب مقالته المنشورة في صحيفة "إسرائيل اليوم"، الجمعة.
وقرأ المشهد السوري الحالي من خلال وضعه العديد من الحقائق من وجهة نظره، التي تتمثل في عدة محاور أهمّها؛ أنّ الحديث يدور عن أزمة طويلة ستمنع قيام نظام مستقر يسيطر على جميع سوريا.
واستدرك بالإشارة إلى السينياريو الأسوأ ألا وهو حمام من الدماء، "يعكس بشاعة النظام السوري والمعارضة غير المحدودة"، على حد تعبيره.
ونوه إلى أنه إذا انتصر السنيون فسيتم القضاء على العلويين، والدروز والمسيحيون سيتضررون جدا.
وافترض سيناريو آخر يتمثل في أنه إذا استطاع السنيون إسقاط النظام، فسيدخلون في حرب فيما بينهم حتى يتم الحسم من سيسيطر على ما تبقى من سوريا. المتطرفون من المحاربين ضد الأسد سيوجهون السلاح بعضهم ضد بعض، ببشاعة لا تقل عن بشاعة الأسد في الحرب الحالية.
وشدد عميدرور على أنه من الصعب معرفة من سينتصر في نهاية هذه الحرب، نظام الأسد أم المعارضة؛ ذلك لأنه توجد عناصر غير واضحة في الطرفين. ففي الجانب السني ليس واضحا مدى التعاون بين الأطراف، أو التنسيق الذي من شأنه تركيز القوة، لهذا يصعب معرفة مدى تهديدهم للنظام.
وأضاف أنه في الجانب العلوي ليس واضحا إلى أي حد إيران مستعدة لإنقاذ الأسد. هل ستكتفي بتعزيز حزب الله وتحارب "حتى اللبناني الأخير"؟ أم تستعد للتضحية بالكثير من الإيرانيين؟ ويشمل ذلك إرساليات عسكرية إيرانية من أجل إنقاذ دمشق إذا تفاقم الوضع.
وختم بالقول إنه وعلى المدى البعيد إذا توقفت إيران عن التدخل الحقيقي، فإن المعارضة ستنتصر. وسبب ذلك هو الديمغرافيا.
وتابع أنه يوجد للعلويين وحلفائهم في سوريا مصادر قوة إنسانية أقل بكثير من السنة، ومقابل كل واحد مؤيد للنظام، يوجد ثلاثة مستعدون لتدميره بوحشية. مشددا على أن "الكرسي السني أكثر عمقا"، وفي الحروب الطويلة هذا عنصر حاسم، على حد تعبيره.