توقع المحلل في صحيفة "إندبندنت" كيم سينغوبتا أن تدخل
إيران الحرب "رسميا"، إلى جانب الدول الغربية وضد
تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن إيران طالما تمنت أن تؤدي دورا في النزاع، وقد جاءت هجمات باريس يوم الجمعة وحققت لها أمنيتها.
ويقول الكاتب: "من المتوقع أن تظهر إيران كونها عضوا في
التحالف الذي يقاتل تنظيم الدولة في مرحلة ما بعد مذبحة باريس، وذلك بحسب مصادر دبلوماسية بارزة".
ويربط سينغوبتا دخول إيران للحرب، من خلال تغير التحالفات بين الغرب وروسيا، التي تعد حليفا لنظام بشار الأسد ولإيران.
وبشير التقرير إلى تصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي أعلن بعد الهجمات التي قتلت 132 شخصا، أن بلاده في "حالة حرب". واتصل الرئيس الإيراني حسن روحاني مع نظيره الفرنسي، وأكد في مكالمته "(أهمية) قتال الإرهاب و(داعش) (أي تنظيم الدولة) بكل ما نملك من قوة"، حيث قدم تعازيه للرئيس هولاند.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين شابها الكثير من العراقيل في الماضي، إلا أن روحاني اختار كلا من
فرنسا وإيطاليا كأول دولتين يزورهما في أوروبا، بعد توقيع الاتفاق النووي في تموز/ يوليو من هذا العام. وقد تم إلغاء الرحلة التي كان سيوقع فيها الرئيس روحاني اتفاقيات تجارة وتعاون اقتصادي بسبب الهجمات. إلا أن المسؤولين الفرنسيين قالوا إنه سيتم تحديد موعد جديد للزيارة في أقرب وقت.
ويلفت الكاتب إلى أن المسؤولين الغربيين تحدثوا عن أرضية مشتركة مع إيران، بعد توقيع الاتفاق النووي، فيما يتعلق بتنظيم الدولة. وأكد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن بريطانيا وإيران تتفقان على أهمية مواجهة التهديد الجهادي.
ويذكر التقرير أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أكد في الماضي أنه من غير المناسب مشاركة إيران في محادثات السلام المتعلقة بسوريا، لكن طهران شاركت في مؤتمري فيينا، وهو أمر ظلت واشنطن تعارضه. وفي الوقت ذاته هناك تقارير عن تنسيق غير مباشر بين الولايات المتحدة وإيران في العراق لمواجهة تنظيم الدولة هناك.
وترى الصحيفة أن دعوة هولاند المؤثرة هذا الأسبوع، التي ناشد فيها "لاتحاد كل من يستطيع قتال الإرهابيين في جبهة واحدة"، ربما تؤدي إلى حرف الميزان باتجاه دخول إيران للحملة العسكرية ضد الجهاديين. وقد دعا الرئيس الفرنسي كلا من
روسيا وإيران لحشد مصادرهما. وسيلتقي الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين للضغط باتجاه تحقيق "نتيجة تأخرت إلى الآن".
وينقل سينغوبتا عن دبلوماسي غربي بارز قوله: "أعلنت روسيا وبشكل علني أنها تتشارك في المعلومات الاستخباراتية مع
سوريا وإيران والعراق، فيما تشارك أمريكا العراق بالمعلومات الأمنية حول تنظيم الدولة. ونحن نعرف أن العراق يمرر الكثير منها إلى إيران".
وأضاف المسؤول للصحيفة: "لدينا الرئيس هولاند الذي يدعو إلى رد دولي على الهجمات البربرية، التي شنت على بلاده، والإيرانيون راغبون بشدة لتقديم المساعدة، وهناك شعور أنه يجب السماح لهم".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن السعودية وإسرائيل، اللتين عارضتا الاتفاق النووي، تريان أن فرنسا كانت من أكثر الدول تشددا مع طهران، "ولكن الوضع تغير" كما يقول مسؤول غربي ثان.
ويضيف المسؤول الغربي: "سيكون هناك الكثير من العقود الاقتصادية بين إيران وأوروبا، ولهذا السبب يتم دمج البلد (إيران) في المجتمع الدولي من جديد. ومن خلال السماح لها بأداء دور في التحالف ضد الخطر الإرهابي الأعظم الذي نواجهه الآن، وسيرى البعض خطوة أخرى في هذا الاتجاه".
ويتابع قائلا: "التعاون الكبير بين روسيا والغرب لمواجهة تنظيم الدولة يعد وبشكل متزايد أمرا محتملا. والتقى الرئيس أوباما، الذي يواجه نقدا متزايدا فيما يتعلق بسياسته في سوريا، في قمة دول العشرين التي انعقدت في تركيا، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وقال المسؤولون الأمريكيون والبريطانيون إن اللقاءات كانت إيجابية".
وتورد الصحيفة أن الرئيس الروسي أعلن في تحرك مفاجئ أثناء القمة أن بلاده ستقدم دعما عسكريا للجماعات السورية المعتدلة في الحرب ضد تنظيم الدولة. مشيرة إلى أن الكرملين قد أكد أنه لا توجد هناك معارضة سورية معتدلة، وأن من تدعي منها الاعتدال فهي متطرفة في الخفاء.
ويجد الكاتب أنه مع ذلك، فقد زادت روسيا من اتصالاتها مع الجماعات السورية المعارضة المدعومة من الغرب. وقال بوتين إن "بعض الجماعات المسلحة تفكر بإمكانية بدء العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة وبدعم روسي، ونحن مستعدون لتقديم الدعم من الجو".
وينوه التقرير إلى أنه في الوقت الذي تعارض فيه السعودية العمل مع إيران، إلا أنها لم تؤد دورا في الحرب في سوريا، حيث حولت جهودها كلها لقتال المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن مسؤولا غربيا يقول: "هناك مشكلة في الربط. فالسعوديون يرون فيما يحدث في اليمن وإيران تهديدا. أما نحن، فنرى أن العدو هو تنظيم الدولة، ولن يكون هناك اتفاق في المواقف".