ناقش محرر شؤون الشرق الأوسط بصحيفة "الغارديان" البريطانية
إيان بلاك، تداعيات الانتخابات البرلمانية
الإيرانية التي تقدم بها الإصلاحيون، مشيرا إلى أن "المتشددين" هم الخاسرون الأكبر في هذه الانتخابات.
وبدأ بلاك تقريره بالقول إن النتائج الأولى للانتخابات تظهر تقدما كبيرا لمؤيدي الرئيس الإيراني حسن
روحاني، ما يساعده على تعزيز الانفتاح نحو الغرب، مقابل القليل من التوسع داخل إيران نفسها، مشيرا إلى أنها ستضمن له الفوز في جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية.
وتم تمديد انتخابات البرلمان و"مجلس الخبراء" الذي يختار المرشد الأعلى الجديد، لست ساعات بسبب الإقبال الكبير، والذي يبدو أنه لمصلحة المعسكر الإصلاحي المعتدل، بحسب بلاك.
وكانت أبرز هذه النتائج تصدر أكبر هاشمي رفسنجاني، الرئيس السابق ورئيس "مجلس تشخيص مصلحة النظام"، لنتائج انتخابات مجلس الخبراء، بحسب وكالة "إيرنا" الرسمية للأنباء.
وقالت وزارة الداخلية إنها أحصت 33 مليون صوت من أصل 55 مليونا حتى مساء السبت، ولن تعرف النتائج الرسمية حتى الاثنين، في حين أوضحت أن المشاركة في الانتخابات البرلمانية كانت 60 بالمئة، أقل من 70 بالمئة التي كانت تتوقعها.
وأظهرت النتائج عدم قدرة أي من التيارات على الفوز بالأغلبية في مجلس البرلمان، إلا أن الإصلاحيين والمعتدلين في طريقهم لتحصيل أكبر وجود لهم منذ عام 2004، في حين أوضح بلاك أن الدعم الكبير سيعزز سلطة روحاني في النظام الهجين الذي ما زالت القرارات الكبرى فيه بيد المرشد الأعلى علي خامنئي.
وقرأ بلاك عفي تقارير عن وكالتي "فارس" و"مهر" الإيرانيتين شبه الرسميتين، وإحصاءات قامت بها وكالة "أسوشييتد برس"، أن المتشددين هم الخاسر الأكبر في الانتخابات.
الاقتصاد أولا
وأوضح بلاك أن هذه الانتخابات هي الأولى بعد إجراء الاتفاق النووي الإيراني في الصيف الماضي، ورفع العقوبات الذي تبعه في منتصف كانون الأول/ يناير الجاري، مشيرا إلى أن الحملة الانتخابية القصيرة والمسيطر عليها من النظام الإيراني، عبر إقصاء مئات المرشحين، كانت مرتبطة بالاقتصاد بالدرجة الأولى، الذي تحسن بشكل ضئيل "دون أن يصل هذا التحسن إلى الإيرانيين العاديين"، بحسب قوله.
ومن جانب آخر، تمثل هذه الانتخابات أهمية لشعبية روحاني، الذي يأمل في أن يفوز بالانتخابات الرئاسية مجددا العام المقبل. وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران صادق زيباكالام إن "الإصلاحيين والمعتدلين سعوا لأخذ ثلث الأصوات على الأقل".
وأشار زيباكالام إلى أن نجاح رفسنجاني مهم بالدرجة نفسها كذلك، موضحا أن "المتشددين لم يهزموا تماما، لكنهم لم يعودوا يملكون سطوتهم السابقة نفسها".
وقاطع الإصلاحيون الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي حصلت عام 2009، عندما فاز الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد برئاسة ثانية، في حين وضع قادة الحركة الخضراء والفائزون الفعليون في الانتخابات، حسين موسوي ومهدي كروبي، تحت الإقامة الجبرية، وهو ما لم يستطع روحاني رفعه، ما يمثل فشله بالتقدم في القضايا السياسية الداخلية الحساسة، بحسب بلاك.
وأشار بلاك إلى أن كلا من وكالتي "فارس" و"تسنيم" المقربتين من المتشددين، بدأتا بنشر قوائم غير رسمية للفائزين، ادعتا فيها أن المحافظين حصلوا على بعض المقاعد، وقد أحصت "فارس" فوزهم بثلاثين مقعدا في البرلمان، وأكثر من 20 بمجلس الخبراء، معظمهم محافظون.
"يتطلب وقتا"
وقال بلاك إن الشكل الدقيق للبرلمان القادم سيأخذ وقتا حتى يظهر تماما، موضحا أن إقصاء الكثيرين من الإصلاحيين والمستقلين جعل الكثير من المرشحين غير معروفين للعامة، كما أنه جعل الخطوط الحزبية والانحيازات غير واضحة، خصوصا في ظل دعم بعض المحافظين الأقوياء لروحاني.
وقال المعقل السياسي المقرب من الإصلاحيين سعيد ليلاز، إن "بعضهم مثل البطيخ، لا تستطيع أن تعرف ما فيه حتى تفتحه"، متوقعا أن يكون البرلمان القادم أقل معارضة لروحاني.
وأشار بلاك إلى أن النتائج في طهران، التي تضم 36 مقعدا من المجلس، محل انتظار من الجميع بسبب أهميتها السياسية، حيث يتنافس 5000 مرشح، بينهم 500 امرأة.