رغم ان مفاعيل الاتفاق النووي بين ايران ودول (5+1) لم تطبق بشكل كامل حتى الان وخصوصا على الصعيد المالي، فان انعكاسات هذا الاتفاق على الوضع الداخلي الايراني تزداد بروزا يوما بعد يوم، مما يجعل القيادة الايرانية تشعر بالقلق والحذر وتعمل لمواجهة اثار هذا الاتفاق بكل الوسائل الممكنة، كي لا تخسر ايران في الحرب الناعمة التي تشن عليها ما ربحته في الصراع العسكري والامني ومن خلال الاتفاق حول الملف النووي.
فبعد انتهاء الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في ايران برز بوضوح ان التيار الاصلاحي حقق تقدما مهما على الصعيد الشعبي وقد اضيف ذلك الى النتائج البارزة التي حققها هذا التيار في انتخابات مجلس الخبراء والتي اظهرت الحضور القوي لقيادات هذا التيار على الصعيد الشعبي ومنهم الثلاثي الرئاسي: رئيس مجلس تشخيص المصلحة الشيخ هاشمي رفسنجاني، الرئيس الحالي الدكتور حسن روحاني، والرئيس السابق الدكتور محمد خاتمي.
وبموازة الخطوات التطبيقية للاتفاق النووي، كانت القيادات الايرانية وعلى رأسها مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية تطلق حملة سياسية واعلامية وثقافية وشعبية للتحذير من الحرب الناعمة التي تشن ضد ايران والتي تهدف الى حرف الشعب الايراني عن قيمه واهدافه الاسلامية والثورية.
والملاحظ انه خلال الاشهر القليلة الماضية حرص السيد خامنيء على توليه شخصيا قيادة المعركة ضد الحرب الناعمة من خلال استقباله للوفود الشعبية والعلمائية والعسكرية واطلاق المواقف والتصريحات التفصيلية والتي تتحدث عن مخاطر الحرب الناعمة وكيفية مواجهتها.
وقبل حوالي الاسبوع استقبل السيد خامنئي وفودا طلابية من المرحلة الثانوية والذين تترواح اعمارهم ما بين سن الرابعة عشر والثامنة عشر وخلال الخطبة التي القاها في اللقاء تحدث مرشد الجمهورية الاسلامية عن تفاصيل اوضاع الطلاب في مدارسهم الثانوية ودورهم على صعيد النشاطات الثورية وكيفية التنسيق بين النشاط الثوري والتحصيل العلمي والعوائق التي يواجهها الطلاب في هذا الاطار.
وتزامنت مواقف وخطب السيد الخامنيء مع تعزيز دور ونشاطات المؤسسات التي تعنى بالحرب الناعمة ولم يقتصر الامر على الجبهة الايرانية بل وصلت الانشطة الى لبنان والذي يشكل بالنسبة للايرانيين جبهة متقدمة في مواجهة الضغوط والتحديات الغربية، حيث تم انشاء مركز خاص للحرب الناعمة ويجري حاليا تعزيز الهيئات والمؤسسات التي تعنى بدور وسائل اعلام التواصل الاجتماعي وكيفية العمل للحفاظ على مناعة الجبهة الثقافية والفكرية.
ومع انه من السابق لاوانه معرفة الانعكاسات المستقبلية للاتفاق النووي على الداخل الايراني وعلى السياسات الايرانية الخارجية فان الجدل والنقاش في ايران يزداد يوما بعد يوم وقد صدرت العديد من المواقف والتصريحات من الشخصيات الايرانية المحافظة ومن بعض وسائل الاعلام الايرانية المحافظة والتي تحذر من تداعيات هذا الاتفاق ومن خبث السياسة الاميركية تجاه ايران وعدم التزام الاميركيين ببنود الاتفاق حتى الان.
ويبدو ان ايران اليوم تواجه صراعا حادا بين عدة اولويات ومنها اولا: كيفية تطوير الوضع الاقتصادي والمالي والتخلص من اثار العقوبات الاقتصادية السابقة، وثانيا الحفاظ على الدور السياسي والاقليمي في ايران في المنطقة في ظل ازدياد الضغوط والتحديات امام ايران في اكثر من موقع سياسي وجغرافي، وثالثا الحرب الناعمة الي تشن على الداخل الايراني والمخاطر الثقافية والاجتماعية والفكرية والتي تزداد يوما بعد يوم وتنعكس مباشرة على المشهد السياسي الايراني الداخلي.
وعلى ضوء ذلك يجب الحرص في هذه المرحلة على المتابعة الدقيقة لخطب ومواقف مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي خامنيء لانها تشكل ميزان دقيق لحجم التحديات التي تواجهها ايران ولانها تتضمن معلومات ومعطيات حول هذه التحديات وكيفية مواجهتها.
ايران تتغير ولو ببطء والسؤال الهام: من سينتصر في الحرب الناعمة بين ايران والغرب في المرحلة المقبلة؟
منظر المقاولة لم تعد لكم مصداقية عند العرب او المسلمين . لذلك انصح ان تكتب بالفارسي فعندك جمهور هناك ينتظر تنظراتكم الفذة . اذا علقت فليس معناه انني قرأت لك . فانا لن اكلف نفسي عناء قراءة مالا يقرأ اصلا
مُواكب
الخميس، 05-05-201604:10 ص
ليست هناك حرب ناعمة أو خشنة بين الغرب وإيران، ما هو موجود هُو " وهم صراع " تحتاجه ايران لِتغذية أدبياتها الثورية. الصراع القائم هو بين سُنَّة العرب ، ولا أقول الحكومات العربية، وبين دولة الخامنئي العنصرية الطائفية التي تُوزع الشر في المشرق العربي. ألم يسمع الكاتب هُتافات مئات الآلاف العراقية: برا برا ....ايران تطلع برا"؟ أمريكا وروسيا يستثمران في هذا الصراع، وبهدف توفير الموارد المالية لتستمر إيران خامنئي في نشر الخراب في دُول سنة العرب، سارعت الدولتين بإبرام الاتفاق ألنووي. يطيب للغرب وروسيا أن يُنهي المسلمون والشيعة بعضهم بعضاً. لكن حرام على الكاتب أن يدعي أن الطاغية ،مُجرم العصر والزمان خامنئي ايران، له قيم من أي نوع