نقلت صحيفة "
التايمز" البريطانية، الاثنين، قصصا لنازحين التقتهم في مخيم "الدباغة"، أثناء وجودهم في الموصل، تحت حكم
تنظيم الدولة.
ونقلت "التايمز" في تقريرها، الذي ترجمته "
عربي21"، أن الذكرى الوحيدة لحسن محمد علي عن شقيقه سلطان كانت صورة وحيدة تظهره مطعونا في ظهره، مع بيان من الهيئة الشرعية لتنظيم الدولة.
واستلم علي صورة شقيقه عندما كان في قرية حجي علي، جنوبي الموصل، عندما دقت دورية لتنظيم الدولة بابه، مع صورة لشقيقه سلطان مستلقيا على ظهره، ومطلقا عليه النار من مسافة قريبة في رأسه، بعدما قبض عليه وهو يحاول الهرب "والانضمام للكفار"، بحسب التوضيح الموقع من تنظيم الدولة.
وقال علي، بعدما الهرب قبل ثلاثة أسابيع مع شقيقه: "أنا أحتفظ بالصورة لأنها كل ما تبقى لي من ذكرى أخي"، ، وأضاف: "أنا أحتفظ بها لأتذكر لماذا هربت".
مخيم الدباغة
ويعيش علي مع آلاف السنة الآخرين في المنطقة المحيطة بالموصل، في مخيم "الدباغة" في كردستان
العراق، حيث يعيشون تحت مدرجات ملعب مهجور، قائلا: "إنها حرية نوعا ما، رغم أنها ليست كما توقعت".
ويعيش آلاف العراقيين الآخرين، معظمهم أطفال، في ظروف شبيهة بمخيم الدباغة، الذي صمم لخمسة آلاف شخص، لكنه يضم الآن 26 ألف شخص نزحوا من القتال في الموصل، ومن المتوقع أن تستاء الحالة أكثر مع توقعات بنزوح مليون شخص عند بدء عملية استعادة الموصل.
وبالرغم من التحذيرات المتكررة بحصول أزمة إنسانية، فإن مؤسسات الأمم المتحدة والجمعيات المحلية لم تحسن إدارة مصير الآلاف في مخيم الدباغة، حيث أطلقت الأمم المتحدة طلبا لـ284 مليون دولار لإعداد مخيمات ومساعدات للنازحين، وتتوقع أنها ستحتاج إلى 1.8 مليار دولار عند نزوح مليون مدني من الموصل خلال عام.
ويقدر المسؤولون في كردستان العراق، التي تضم الآن 1.3 مليون نازح، عجزا ماليا يصل إلى 275 مليون دولار، في حين مررت الحكومة المركزية اثنين بالمئة فقط من هذه الميزانية بناء على طلب السلطات التي بدأت ببناء ستة مخيمات جديدة.
"غوانتنامو"
ويفتقد القادمون إلى المخيم الماء والمأوى والرعاية الصحية، وأسوأ قسم فيه هو قسم التسجيل الذي يسمى "غوانتنامو"، حيث يعيش أربعة آلاف قادم حديثا وينتظرون الموافقة الأمنية قبل السماح لهم بالدخول، في عملية تستغرق 72 ساعة.
ويعيش معظم هؤلاء بدون خيم، ويبحثون عن الصفائح التي تحميهم من الشمس التي تصل درجة حرارتها إلى 52 درجة في هذه الأيام، كما أن الدعم الغذائي قليل، وخدمات الصرف الصحي سيئة.
صدمات نفسية
ويعيش معظم اللاجئين في صدمات نفسية، بعدما نبذتهم حكومة بغداد، وقصفهم التحالف، وضيق عليهم تنظيم الدولة، وتمت متابعتهم لهربهم من "أراضي الخلافة" التي يدعيها.
ويروي زاهر إبراهيم أنه اضطر للمغادرة تاركا جثث عائلته، وابن عمه، وأطفاله الثلاثة الصغار في الصحراء، عندما هرب من قرية جنوبي الموصل، حيث انفجرت بهم عبوتان ناسفتان.
ويروي إبراهيم قائلا: "بعدها بدأوا بإطلاق النار علينا، فبدأنا نهرب جميعا، خمسة وستون شخصا، تاركين أشلاء الجثث خلفنا"، واصفا الحياة بالمخيم بأنها "أفضل من الحياة في ظل التنظيم، لكنها أشبه بالسجن".