تعاني
جامعة الأقصى الحكومية في
غزة من أزمة متفاقمة؛ باتت تهدد مستقبل أكثر من 25 ألف طالب وطالبة، وتعطل الحياة الأكاديمية في الجامعة التي تعد من أكبر الجامعات
الفلسطينية، وذلك نتيجة استمرار
الانقسام الحكومي بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتطورت الأزمة التي بدأت منذ قرابة ثمانية أشهر بشكل دراماتيكي متسارع، بعد تجميد رواتب 11 أكاديميا وإداريا، وإقالة أربعة من أعضاء مجلس الجامعة، واستقالة نقابة العاملين بفعل الضغوط التي مارستها
وزارة التربية والتعليم العالي في
رام الله عليهم؛ لتصبح الجامعة في "وضع حرج" بعد هذه الإقالات، بحسب مصادر خاصة لـ"
عربي21".
تناقض القرارات
وقالت المصادر التي فضلت عدم كشف هويتها، إن أزمة الجامعة تعكس حالة عدم الثقة الناجمة عن استمرار حالة الانقسام السياسي في جناحي الوطن الفلسطيني، مشيرة إلى أن أن "السبب المباشر لما يجري؛ يعود إلى عدم الالتزام بقرار وزيرة التربية والتعليم العالي السابقة خولة الشخشير، الصادر في 8 تموز/ يوليو 2015، بتعيين الدكتور عبدالسلام أبو زايدة قائما بأعمال رئيس الجامعة، خلفا للدكتور علي أبو زهري الذي قدم استقالته على خلفية الحد من مهامه كرئيس للجامعة، في الوقت الذي عينت فيه وزارة التربية والتعليم بغزة؛ الدكتور محمد رضوان قائما بأعمال الرئاسة".
والتقت "
عربي21" بالقائم بأعمال رئيس الجامعة الحالي، محمد رضوان، ونفى صحة الأنباء التي تحدثت عن سحب وزارة التعليم العالي الاعتراف بجامعة الأقصى، مؤكدا أن "ما وصل من هذه الأخبار تم عبر وسائل الإعلام، وليس للوزارة الحق في تجاوز إدارة الجامعة في اتخاذ قرارات كهذه".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "جامعة الأقصى راحت ضحية الخلافات السياسية بين وزارة التربية والتعليم العالي في الضفة الغربية، والوزارة في قطاع غزة"، مبينا أن "إدارة الجامعة تحاول قدر الإمكان تجنيب المسيرة التعليمية هذه الخلافات".
اتصالات لحل الأزمة
وأكد رضوان أن "هناك اتصالات ولقاءات تمت مؤخرا بين عدد من الفصائل الفلسطينية وشخصيات سياسية فلسطينية، لوضعهم في صورة ما يجري في الجامعة حقيقة"، راجيا أن تكون هذه اللقاءات مقدمة لحل الأزمة.
من جهته؛ استغرب المحاضر في جامعة الأقصى، الدكتور زهير عابد، القرارات التي أصدرتها وزارة التربية والتعليم العالي برام الله في ما يخص سحب الاعتراف من الجامعة، قائلا لـ"
عربي21" إن "هذا الأمر سيتسبب بأزمة حقيقية لدى الجامعة، وسيدفع العديد من الموظفين الحاصلين على الماجستير والدكتوراه إلى الجلوس في المنازل".
وأشار عابد إلى أن الوزارة في رام الله قطعت راتبه بسبب حضوره اجتماعا دعا له رئيس الجامعة الدكتور محمد رضوان، مضيفا أن "محاربة الموظف في راتبه ولقمة عيشه من أجل إنهاء الأزمة؛ ليس حلا للأزمة التي يحتاج حلها إلى رؤية واضحة ومتكاملة".
احتجاجات طلابية
بدورهم؛ نظم طلبة جامعة الأقصى في غزة وقفات احتجاجية الأحد والاثنين الماضيين، دعت إليها سكرتاريا الأطر الطلابية رفضا لسحب الاعتراف بالجامعة.
وحمل المعتصمون أمام بوابة الجامعة شعارات نددوا من خلالها بقرار سحب الاعتراف، داعين إلى سرعة إيجاد حل توافقي للأزمة، وعدم زج الطلبة في خلافات الجامعة، بحسب البيان الذي ألقاه ممثل جبهة العمل الطلابي التقدمي، محمود ترامسي.
من جانبه؛ أكد وكيل مساعد وزارة التربية والتعليم العالي في غزة، خليل حماد، أن الوزارة تتابع ملف جامعة الأقصى بخطورة كبيرة في هذه الأيام، حيث إن "الأمور قد وصلت إلى مراحل خطيرة تنذر بضرورة تحييد المسيرة التعليمية لخلافاتنا السياسية".
وقال لـ"
عربي21" إن مدى التقدم في حل أزمة الجامعة؛ مرهون بمدى إدراك وزارة التعليم في رام الله لمسؤوليتها الواقعة عليها تجاه عشرات الآلاف من الطلبة الذين أصبحت حياتهم التعليمية في خطر؛ بعد قرار وزير التعليم صبري صيدم سحب الاعتراف من الجامعة، وإخلاء المسؤولية تجاه الطلاب الجدد.