نشرت مجلة "ذا أتلانتك" مقالا للكاتب صمويل سيغال، يقول فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب سيقوم بزيارة إلى
إسرائيل والسعودية والفاتيكان في نهاية الشهر الحالي، مشيرا إلى أن هذه هي أول زيارة له خارج الولايات المتحدة منذ انتخابه رئيسا للولايات المتحدة.
ويقول الكاتب إن ترامب يخطط لإلقاء خطاب في مرتفع "
الماسادا"، الذي تقول الرواية الإسرائيلية إنه كان المعقل الأخير لمقاتلين يهود ضد الرومان.
ويعلق سيغال في مقاله، الذي ترجمته "
عربي21"، قائلا إنه "اختيار غريب كما يبدو؛ لأن رحلة ترامب هي محاولة لبناء تحالف ضد المتطرفين، لكن اختيار المكان الذي يحتفل فيه
اليهود بذكرى 960 مقاتلا يهوديا، اختاروا الانتحار في بداية القرن الميلادي الأول، بدلا من الاستسلام للرومان، يمكن وصفه بأنه اختيار متطرف".
ويقول الكاتب إن "رحلة ترامب هي من أجل دفع عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن الحديث في هذا المكان الذي تحول اليوم إلى أحد رموز القومية الصهيونية سينفر
الفلسطينيين، حيث إن هذا الاختيار قد يكون عن العظمة، خاصة عظمة الطرف الضعيف".
ويضيف سيغال: "ترامب يحب الفخامة والعظمة، فقبل أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة كان يملك منظمة مسابقة جمال العالم، وقال عضو الكنيست الإسرائيلي إيران سيديز، إن ترامب تساءل قبل ستة أعوام عن إمكانية تنظيم مسابقة جمال العالم في ماسادا، ومن غير المعلوم متى عرف ترامب عن القلعة".
ويشير الكاتب إلى أن "ترامب يحب الطرف الضعيف، وقدم نفسه خلال الحملة الانتخابية على أنه الشخص الحامي للضعفاء، وكون شخصيته تعاديها المؤسسة والإعلام والنخب الليبرالية، فإنه قدم نفسه للناخبين بوصفه الذي يقف مع (الناس الصغار)، وسيبدأ الآن رحلته لحل أعقد مشكلة في العالم، محاولا الجمع بين الفخامة والتعاطف".
ويجد سيغال أنه "في هذا السيناريو فإنه هو المستضعف؛ لأنه لا يملك خبرة رجل دولة يتصدى لمشكلة عجز عن حلها من هم قبله، ولهذا فإنه يريد إضافة وجه من العظمة والاستعراض والبهرجة على مهمته".
ويلفت الكاتب إلى أن "الماسادا تحولت إلى محور الرواية القومية الصهيونية، وفي عام 1927 كتب الشاعر اليهودي يتسحاق لامدان قصيدة، استخدم فيها قصة الماسادا لوصف الاضطهاد الذي يعاني منه اليهود في أوروبا، وكانت تحمل عنوان (لن تسقط الماسادا مرة ثانية)، وأصبح هذا العنوان يردده المجندون اليهود بشكل جماعي في حفلات التخرج التي تجري في المكان ذاته، لدرجة أن رئيسة الوزراء غولدا مائير قالت: (لدينا مجمع الماسادا)، وقال وزير الدفاع السابق موشيه دايان: "قدمت الماسادا للتاريخ اليهودي المجد الغارق في دم البسالة والإيمان والكرامة، وليس فقط في مواجهة الموت، لكن في مواجهة معارك الحياة أيضا".
وتنوه المجلة إلى أن القلعة أصبحت مقصد السياح اليهود القادمين من الخارج، مشيرة إلى أنه يقدم للشباب اليهود الزوار جولة من مرشدين يتحدثون عن بسالة وبطولة اليهود، الذين رفضوا التخلي عن معتقداتهم أمام عدوهم الأبدي.
ويخلص سيغال إلى القول: "لن يكون ترامب هو الرئيس الأول الذي سيزور القلعة، حيث زارها بيل كلينتون وجورج دبليو بوش، لكنهما لم يتحدثا في المكان؛ لخشيتهما من الحديث في مكان رمزي يقدم رسالة إيجابية للإسرائيليين وليس للفلسطينيين".