أقدمت "قوات
سوريا الديمقراطية"، التي تشكل
الوحدات الكردية عمودها الفقري، على تسليم العشرات من الشبان في ريف حلب؛ لقوات النظام السوري.
وتم تسليم هؤلاء الشبان للنظام السوري الأسبوع الماضي، ليتم الزج بهم في الخدمة العسكرية في صفوف قوات النظام على الفور.
وحصلت "
عربي21" على معلومات مفصلة حول الأشخاص الذين قامت قوات سوريا الديمقراطية، المعروفة اختصارا باسم "قسد"، بتسليمهم للنظام السوري في منبج، حيث أكد أحد الشباب الذين اعتقلوا في فرع الأمن العسكري بعد أن أفرج عنه لصغر سنه (15 عاما)، أن النظام يقوم بتجنيد جميع من اعتقلتهم قسد في منبج في الخدمة الإلزامية.
وأشار الفتى إلى أن قسد، التي تتلقى دعما وتسليحا أمريكيين، تقوم بنصب الحواجز بشكل مفاجئ في مداخل ومخارج المدينة والطرقات الفرعية وتحتجز الذكور بين سن 18 و40، إلا أن الحملة الأخيرة استهدفت الأشخاص بشكل عشوائي، "ولهذا السبب تم اعتقالي وأنا دون سن
التجنيد"، كما يقول لـ"
عربي21".
وقامت قسد، بحسب الفتى الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، بإيداع الشباب الذين اعتقلتهم مؤخراً في مبنى المالية داخل مدينة منبج، وأطلقت سراح البعض، فيما تم تسليم البعض الآخر لفرع الأمن العسكري بمدينة حلب الذي قام بسوق العديد منهم للخدمة العسكرية.
وممن أطلق سراحهم، نشأت العبد الله (من قرية خفية الحمر بريف الخفسة)، ونضال الأحمد (من دير حافر) وغيرهما، فيما لا يزال آخرون محتجزين ضمن الأمن العسكري في حلب، مثل وليد ياصف الأحمد، وعبد الله شيخ عبيد (من بلدة الخفسة)، وشاكر خلف الشريد، وأسامة اللوشي (من مسكنة).
وتحدث الفتى عن تعذيب تعرض له المعتقلون الذين سلمتهم "قسد" في فرع الأمن العسكري، وذلك قبل الزج بهم ضمن الخدمة الإلزامية.
بدوره، أكد الناشط الإعلامي أحمد محمود، وهو أحد أبناء ريف الشرقي، أن قوات سوريا الديمقراطية تقوم بين الفترة والأخرى بحملات اعتقال عشوائية للشباب في مدينة منبج وما حولها، تحت مزاعم وجود خلايا نائمة تابعة إما لتنظيم الدولة أو لقوات درع الفرات.
وبيّن في حديث لـ"
عربي21"، أن "قسد" كانت تقوم خلال الفترة السابقة بعمليات تجنيد لهؤلاء الشباب ضمن صفوفها، لكن مؤخراً بعد أن أصبح هناك تواجد علني للنظام السوري في المدينة ومحيطها، باتت قوات سوريا الديمقراطية تسلم العديد من الشباب للنظام الذي يزجهم ضمن الخدمة العسكرية الإلزامية في صفوفه.
وكانت الهيئة السياسية لمدينة منبج وريفها، قد اتهمت في بيان صدر عنها 30 أيار/ مايو الماضي، حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، بتسليم خمسين شاباً من أبناء منطقة منبج شرقي حلب، إلى قوات النظام السوري خلال حملات
اعتقالات شنتها الشهر الماضي.