بورتريه

"أسد الحرس الجمهوري" العميد زهر الدين.. من قتله؟ (بورتريه)

سوريا العميد زهر الدين النظام السوري بورتريه
يعتبره المؤيدون لرئيس النظام السوري بشار الأسد "أهم القادة العسكريين في سوريا، وأكثرهم نجاحا"، في حين تتهمه المعارضة بـ"ارتكاب جرائم حرب"، وبأن دمشق روجته إعلاميا قائدا عسكريا كبيرا لهدف سيأتي لاحقا.

وبحسب المعلومات المتوفرة عنه، فهو يتحدر من عائلة معظم أفرادها عملوا في الجيش السوري، فجده لأبيه هو الفريق عبد الكريم زهر الدين وزير الدفاع السوري السابق، وأحد قادة الانفصال في سوريا.

ولد العميد عصام جدعان زهر الدين في عام 1961، في بلدة الصورة الكبيرة في ريف السويداء، وينتمي إلى الطائفة الدرزية.

خدم عصام زهر الدين ضابطا في صفوف قوات الحرس الجمهوري السوري.

ويمتد نفوذه في جنوب سوريا بشكل خاص، حيث يقول ناشطون سوريون إن له يدا في كل ما يحصل في الجنوب السوري، عبر ابنه يعرب زهر الدين، الذي يعتبرونه "قائد مليشيات" في السويداء، التي تعمل بالتنسيق مع فرع الأمن العسكري.

أما الشقيق الأصغر للعميد عصام، فهو العميد أسامة زهر الدين، الذي يقود أحد أهم الفروع الأمنية في الجنوب السوري، وهو فرع سعسع شمال القنيطرة.

وبرز اسم عصام زهر الدين في "مجزرة مسرابا" في ريف دمشق في 2012، التي راح ضحيتها عشرات في إعدامات ميدانية.

كان الظهور الأول للعميد زهر الدين، كقائد ميداني في القوات السورية في مطلع 2012، عقب قيادته للعمليات العسكرية في حي "بابا عمر" في حمص، ذلك الحي الشهير الذي ارتبط اسمه بـ"الثورة السورية"، و"التل" في محافظة ريف دمشق، لينتقل بعدها لقيادة القوات السورية في محافظة دير الزور عقب مقتل قائد القوات في المدينة العقيد علي خزام.

تسلم قيادة اللواء "104" التابع للحرس الجمهوري في عام 2012، بعد انشقاق العميد مناف طلاس، وقال زهر الدين: "مناف مش مؤثر، ورح تشوفوا إنه في ضباط ما شايفين وجّو".

وقاد عمليات لقوات الأسد ضد فصائل المعارضة السورية في حمص وحلب، قبل أن ينتقل إلى المنطقة الشرقية لقتال "تنظيم الدولة".

أسس في مدينة دير الزور ما يُعرف بمجموعة "نافذ أسد الله" وقام بتجنيد العشرات من أبناء محافظة السويداء من الطائفة الدرزية في صفوف هذه المجموعة، وكان له دور في التقدم الذي أحرزته قوات الأسد في محافظة دير الزور، التي وصلت خلالها إلى مدينة الميادين الاستراتيجية.

وكانت القوات السورية و"المليشيات الرديفة" بقيادة زهر الدين، فكت الحصار عن قواتها المحاصرة داخل مدينة دير الزور بعد معارك متسارعة، إضافة إلى فك الحصار عن مطار المحافظة العسكري.

وكان زهر الدين يرى أن "تنظيم الدولة" عبارة عن "بعبع"، مؤكدا أنهم "بالتكبير احتلوا نصف المنطقة"، وأن "فصائل جيش الفتح أقوى بكثير".

وفي حوار صحفي قديم معه، أوضح زهر الدين أن "دير الزور والمنطقة الشرقية هي الأهم (...) فهي سلة نفطية وغذائية ومنطقة استراتيجية (...) بالحد الأدنى يجب أن تكون بأولوية حلب".

لكن العميد الملقب بـ"نافذ أسد الله"، يفضل عدم البقاء في دير الزور "الشباب وحوش وصامدين، بس متل ما هو الوضع بفضّل روح على أي جبهة تانية، كلّو إلّا الدير"، بحسب قوله.

تصريحه غير المسبوق حول اللاجئين السوريين وضعه في دائرة التوقعات بإزاحته في أي وقت، فقد حذر عصام زهر الدين، اللاجئين الذين خرجوا من سوريا من العودة إليها.

وقال في مقابلة مع قناة "الإخبارية" السورية، إن "من هرب ومن فر من سوريا إلى أي بلد آخر أرجوك ألا تعود".

وأضاف: "إذا الدولة سامحتك، فنحن عهدا لن ننسى ولن نسامح، ونصيحة من هالدقن لا حدا يرجع".

واعتبر ناشطون أن كلام زهر الدين تهديدا واضحا ومباشرا لكل من يريد العودة إلى سوريا في ظل بقاء النظام.

ويأتي تحذيره في وقت شهدت فيه تقارير تتحدث عن ازدياد عودة السوريين إلى داخل سوريا وتسوية أوضاعهم السياسية والأمنية، إضافة إلى حديث يدور في أروقة دمشق عن عودة بعض المعارضين من بينهم عضو الائتلاف محمد بسام الملك.

وتراجع زهر الدين بعد يومين عن تصريحاته، وقال في تسجيل صوتي: "حاول البعض الاصطياد في الماء العكر، وتفسير الكلام كما يحلو لهم، نحن في دولة مؤسسات وتحت ظل القانون"، وشدد على أنه بإمرة بشار الأسد، "وما يقوله كلام منزل وملتزمون به". 

ورحب بمن سيعودون من "الشرفاء إلى حضن الوطن"، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن كلامه موجه للذين حملوا السلاح ضد النظام وليس للمواطن العادي الذي هرب من ويلات الحرب.

وسرت شائعات في أيلول/ سبتمبر عام 2016 عن مقتل أو إصابة عصام زهر الدين على خلفية الغارة الأمريكية (الخطأ) التي استهدفت تجمعا للقوات السورية في محيط مطار دير الزور العسكري، بالإضافة لعدد من الضباط كانوا يشرفون على سير المعارك ضد "تنظيم الدولة" في محيط المطار، في حين رجحت مصادر معارضة عدة أن زهر الدين أصيب خلال الغارة ولم يقتل.

لكن ظهور زهر الدين في ريف القنيطرة وتحديدا في بلدة خضر ذات الغالبية الدرزية، نفى الخبر تماما.

لكن الأنباء التي وردت قبل أيام، أكدت مقتله بانفجار لغم أرضي بحويجة صكر في دير الزور، خلال عمليات قوات النظام السوري العسكرية ضد "تنظيم الدولة" في منطقة "حويجة صكر" في دير الزور.

وألمح بعض الإعلاميين السوريين المعارضين وبعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أن مقتل عصام زهر الدين، قد يكون مرتبطا بتصفيات لإبعاد بعض الضباط الذين ارتبطت أسماؤهم بارتكاب جرائم حرب وإبادة، مثل العميد زهر الدين الذي تم إدراجه على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي عام 2017.

وسبق للعميد أن أثار ردود أفعال عنيفة بحقه، عندما علّق جثثا مقطعة، على الحامل المعدني لمكيف هواء، والتقط معها صورا أثارت ردود فعل متباينة، باعتبار تلك الصور تمثيلا علنيا بالجثث من قائد عسكري كبير في جيش نظامي، وهو ما يعتبره القانون الدولي من الجرائم التي يحاكم عليها مرتكبوها.