آخر نماذج النساء العربيات اللواتي يتفوقن خارج أوطانهن السيدة
الفلسطينية رشيدة طلاب، فقد أعلنت عن ترشيح نفسها عن الحزب الديمقراطي، لا كرئيسة
بل كحاكمة ولاية، لمعرفتها أن تأنيث البيت الأبيض لا يزال محرما، ومن سبقتها من
النساء العربيات إلى تسلم مناصب في باريس ولندن وأمريكا وهولندا وسائر بلدان
العالم الغربي لم يقفزن بالمظلات أو يتسللن من مجلدات ألف ليلة وليلة ومصباح علاء
الدين، بل كن عصاميات إلى الحد الذي دفعهن إلى الهجرة بحثا عن مجالات غير متاحة في
بلاد الأهل وذوي القربى، وهناك إضافة السفيرات ومن تبوأن مناصب في الأمم المتحدة وأثبتن
قدرات تتحدى ملايين الذكور في هذا العصر هناك عالمات نوويات تعرضن للاغتيال
والتسميم، ولم ينلن الشهرة التي نالها رجال ذوو شوارب ولحى؛ لأن المجتمع لا يزال
ينظر بشيء من الاستخفاف بالمرأة، ويعز عليه الاعتراف بأن المرأة حطمت صندوق
باندورا الأسطوري، وقفزت منه إلى مواقع لم تكن جدتها تحلم بها.
لكن
بمرور الوقت وتحرير الرجل العربي من سطوة أيديولوجيا الذكورة بات حضور المرأة أمرا
لا يمكن تجاوزه فهي كتبت وفكرت وأبدعت في مختلف العلوم والمجالات ونسبت إليها
براءات اختراع في الفيزياء والكيمياء وعلم النفس!
ولأن
هؤلاء يعشن في المنافي وبعيدا عن صخب هذا العالم العربي وانغماساته في شجون محدودة
القيمة وقد تكون عابرة فإن أسماءهن لامعة في الميديا بدءا من فرنسا وأمريكا إلى
الشرق الأقصى وأشهر الأكاديميات الآسيوية، وهناك أحيان كثيرة تتفوق فيها نون
النسوة وتاء التأنيث على واو الجماعة وما يرشح منها من إحساس موروث بالتفوق.
العربية
الآن تشهر امتيازها وعقلها وتحطم ما سماه هنريك ابسن القفص الذي تمردت عليه!
عن صحيفة الدستور الأردنية