قالت صحيفة "ديلي تلغراف" إن ماثيو هيجيز أجبر على تناول مجموعة من المخدرات المهدئة والأدوية المحفزة في السجن الإماراتي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن طالب الدكتوراه يعاني من أعراض التوقف عن تناول المخدرات، أو ما تسمى "أعراض الإقلاع"، لافتا إلى أن الطالب الذي سجن في الإمارات بتهمة التجسس وصف ما قدم له من مواد مخدرة أثناء اعتقاله.
وتفيد الصحيفة بأن هيجز، البالغ من العمر 31 عاما، ظل في السجن مدة ستة أشهر في زنزانة انفرادية، بعدما اعتقل في مطار دبي في أيار/ مايو؛ بتهمة التجسس لصالح المخابرات البريطانية الخارجية "أم آي 6"، مشيرة إلى أن محكمة إماراتية أصدرت عليه حكما بالسجن مدى الحياة، وصدر عنه عفو بعد أسبوع من صدور الحكم.
وينقل التقرير عن هيجيز، قوله إنه لا يزال يعاني من آثار العقاقير المختلفة التي قدمت له أثناء سجنه في الإمارات، فقدم له السجانون مجموعة من الأدوية، مثل "زانكاس" و"فاليوم"، وهما من العقاقير المهدئة التي تؤدي إلى الإدمان، ومن مجموعة المهدئات المعروفة باسم "بنزوديازيباينوز"، لافتا إلى أن سجانيه عندما شعروا أنه أصبح هادئا أعطوه أدوية محفزة مثل "ريتالين"، الذي يستخدم لحالات الصرع، بالإضافة إلى دواء "إي دي أتش دي".
وتورد الصحيفة نقلا عن أصدقاء هيجيز، قولهم إن خلطة الأدوية منحت دون أي استشارة طبية، وتركته في حالة صحية متعبة منذ أن عاد من الخليج إلى بريطانيا، وانضم إلى زوجته دانييلا تيخادا (27 عاما).
وينقل التقرير عن هيجيز، الذي عانى من حالات الاكتئاب قبل اعتقاله، قوله: "أعاني من القلق والاكتئاب، وكنت سأبدأ جلسات علاج طبيعي للمشكلات العقلية التي أعانيها بعد عودتي إلى بريطانيا.. قرر الذين اعتقلوني في الإمارات التعامل مع حالات القلق والفزع التي أعاني منها من خلال تقديم خلطة من العقاقير، وأنا الآن أواجه آثار ذلك، بما فيها أعراض الإقلاع" عن تناول هذه الأدوية.
وتلفت الصحيفة إلى أنه يعتقد أن هيجز يخضع الآن لعناية طبية من أجل مساعدته على التخلص من آثار الأدوية، والتوقف عن تناولها تماما.
وينوه التقرير إلى أن هيجيز كشف في مقابلته عن أنه اعتقل في زنزانة انفرادية حتى بعد إدانته أمام محكمة في أبو ظبي، وقال إنه لم يسمح له بالدخول إلى سجن عادي، ووصف كيف بقي طوال فترة احتجازه في غرفة تحقيق، فيما يعتقد أنه اعتقل في مركز المخابرات الإماراتية.
وتقول الصحيفة إن الإمارات أدانته بالتجسس لصالح المخابرات البريطانية، عقب طرحه أسئلة تتعلق بالأمن الخليجي كجزء من رسالة الدكتوراه التي يعدها، مشيرة إلى قول هيجيز، الطالب في جامعة درام، إنه يعتقد أن إماراتيا سجنته السلطات هو من قام باتهامه بالتجسس؛ في محاولة منه للتقرب من النخبة الحاكمة.
وبحسب التقرير، فإن هيجيز يحاول الآن تنظيف اسمه من تهمة التجسس، ويفكر في تقديم دعوى قضائية ضد الإمارات لسجنه دون داع، أو بناء على أرضية كاذبة، وطلب من المحامي المعروف رودني ديكسون البحث عن الطرق القانونية كلها لمعالجة الموضوع.
وتذكر الصحيفة أن تيخادا زوجة هيجيز انتقدت وزارة الخارجية البريطانية، التي رفضت في البداية التفاوض نيابة عن زوجها، وطلبت من عائلته الصمت، وسط مزاعم عن محاولة بريطانيا عدم مضايقة حليفتها الإماراتية.
ويشير التقرير إلى أن وزير الخارجية جيرمي هانت، أكد أنه لا يوجد دليل على تورط هيجيز بالتجسس، وقرر طرح الموضوع مع حاكم الإمارات الفعلي في بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، أي قبل الحكم على الطالب بالمؤبد، وهو ما أدى إلى صدع في العلاقات بين بريطانيا والإمارات.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول مدير المخابرات البريطانية ألكس يانغر، إنه يشعر "بالذهول" من تهمة التجسس لهيجيز، ونفى أن يكون الأخير عميلا لوكالته على الإطلاق.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
الغارديان: قصة هروب الشيخة لطيفة في فيلم لبي بي سي
الغارديان: هل ستتعافى العلاقات البريطانية الإماراتية قريبا؟
بلومبيرغ: توجه الرياض وأبو ظبي خطر على استقرار المنطقة