يقف الأردن حائرا أمام
إعلان موقفه من المشاركة في ورشة البحرين الاقتصادية المزمع عقدها في المنامة
بتنسيق بحريني أمريكي، في 25 و26 حزيران/ يونيو المقبل تمهيدا لطرح صفقة القرن.
الحيرة الأردنية تأتي
بعد أن أعلنت مؤسسات صنع القرار قاطبة في الأردن وعلى رأسها القصر رفضها لصفقة
القرن وتبعاتها، في وقت يشكك فيه محللون من خروج الأردن عن سرب دول الخليج
المشاركة في الورشة.
الناطقة باسم الحكومة
الأردنية جمانة غنيمات، لم تجب على استفسارات متكررة لـ"عربي21" حول
مشاركة الأردن من عدمها في ورشة البحرين، وهو جزء من الضبابية التي تحيط الموقف
الرسمي الأردني الذي لم ينبس ببنت شفة حول الموضوع.
ويصوم المسؤولون
الأردنيون عن التصريح حول المشاركة في الورشة، في وقت دعت فيه فعاليات أردنية
سياسية على رأسها جماعة الإخوان المسلمين لعدم الذهاب إلى الورشة التي وصفتها في
بيان صحفي وصل لـ"عربي21" نسخة منه بأنها "إحدى مراحل ما يسمى
بصفقة القرن، ومنصة للانخراط العربي الرسمي في هذه الصفقة، وتبنيها ضمن رؤية اليمين
الصهيوني المحتل، مما يشكل تآمرا على الشعب الفلسطيني ونضالاته وتضحياته
وتفريطا بحقوقه الراسخة، وفي مقدمتها حق العودة وتحرير أرضه وإقامة دولته
المستقلة".
الكاتبة لميس اندوني، تعتبر أن مشاركة الأردن في الورشة تعني أن "لا قيمة لللاءات الثلاث (لا لإسقاط
حق العودة، ولا للتوطين، لا للتفريط بالقدس، التي أطلقها الملك) ولا قيمة لأي رفض
رسمي لصفقة القرن، ففي حال شاركت الأردن في الورشة ستدخل إلى نفق مظلم لا تستطيع
العودة منه".
تقول: "ما يزال
الموقف الأردني غير واضح، ولكن مصداقية لاءات الملك عبدالله الثاني الرافضة صفقة
القرن تتلاشى يوميا وبسرعة، فالقبضة الأمنية التي لجأت لها الأجهزة لتكميم
الأفواه، والتعامل بارتياب مع أي صوت معارض، وخصوصا بعد التغييرات التي طالت
مدير المخابرات وضباطا كبارا بتهمة تسريب أخبار صحيحة وكاذبة عن صراع قوى داخل
العائلة المالكة، لا توحي بالثقة".
اقرأ أيضا: ما
شكل الضغوط التي تحدث عنها ملك الأردن بملف القدس؟
وتقرأ اندوني ما يكتبه
بعض المحللين المقربين من القصر والحكومة في الصحف الأردنية، "محاولة لترويج
مشاركة الأردن في ورشة البحرين"، وتضيف لـ"عربي21" أن "ورشة
البحرين تعني الدفع للدول المشاركة مسبقا كي تقبل بالصفقة، إذ تريد الولايات
المتحدة إبرام صفقة مالية معلنة، يتخلى العالم العربي فيها عن أي ادّعاء، صادقا كان أو كاذبا، بدعم الحقوق الشرعية والوطنية للشعب الفلسطيني في مقابل وهم
الازدهار الاقتصادي".
الأردن طالما حذر من صفقة القرن
وتداعياتها، وأعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في آذار/ مارس الماضي
ثبات موقفه من القدس رغم الضغوط التي يتعرض لها، مشددا بلاءات ثلاث رفضه "للتوطين، والوطن البديل،
والتفريط بالقدس".
"دعوة للمشاركة"
إلا أن أصواتا أخرى تدعو للمشاركة في
الورشة، وألا يبقى الأردن منعزلا، وغير مطلع على الأحداث.
الكاتب والمحلل عامر السبايلة، يرى أن "على الأردن المشاركة بأية فعالية؛ على قاعدة إذا كنت مشاركا سيكون لك كلمة، و تكون على تماس مباشر مع الأمور، أما فكرة عدم الذهاب فهي تؤسس لفكرة العزلة، ومن ثم تؤسس إلى سياسة فرض الأمر الواقع ".
يقول السبايلة لـ"عربي21" إن
"صفقة القرن لم يعلن عنها، حتى ما غرد به مبعوث أمريكا للشرق الأوسط، جيسون
غرينبلات أنه لا يوجد كونفدرالية أو وطن بديل بالنسبة للأردن، هناك محاولات لفكرة
أن يسود القرار الشعبوي في النهاية، يجب على الأردن أن يعرف التفاصيل وأن يعلم وأن
يكون على اطلاع وفرض وجهة نظره، واتخاذ استراتيجية مواجهة في حال سيفرض عليه
شيء".
وحسب السبايلة فإنه "من الصعب التحدث
عن تصعيد بهذه الطريقة أو عزل الأردن الذي يجب أن يكون موجودا مطلعا على التفاصيل كافة، وبعدها يأتي التقييم إذا كانت
في صالحه أم ضدها، في النهاية ورشة البحرين هي لقاء سياسي، وفكرة مقاطعته يجب أن
تكون واضحة ضمن استراتيجية، ولماذا المقاطعة؟ وهل يوجد بديل؟ هناك حديث عن فرص
استثمارية يجب أن يكون الأردن مطلعا عليها وأن يفرض رؤيته".
مصادر سياسية أردنية، ترجح في حديث
لـ"عربي21" مشاركة الأردن في الورشة ضمن تمثيل رسمي متواضع، قد يتمثل في
السفير الأردني لدى البحرين إلى جانب طاقم حكومي اقتصادي من الصف الثاني، كي لا
تترك المشاركة صدى لدى الأصوات الرافضة".
انتظار مخرجات
قمة مكة
الوزير الأسبق حازم قشوع يعتقد أنه من
المبكر الحديث عن المشاركة من عدمها، لحين انعقاد القمة الطارئة لمجلس التعاون
الخليجي في مكة المكرمة في 30 أيار/ مايو الجاري.
يقول قشوع لـ"عربي21" إن
"الملك يجري لقاءات مع الطرف الفلسطيني المعني، إلى جانب لقاءات في الكويت
والعراق والإمارات، كما يسبق ورشة البحرين قمة مكة التي من المتوقع أن تتناول
كيفية وآلية المشاركة في ورشة المنامة، كون القضية الفلسطينية ليست ملكا
للفلسطينيين وحدهم، إنما تخص كل العرب".
رغم ضبابية الموقف الأردني من المشاركة في
ورشة البحرين، إلا أن فعاليات أردنية استبقت ذلك لتأكيد رفض الخوض في أي
قنوات تقود إلى خطة السلام الأمريكية (صفقة القرن)، التي تمس المصالح والثوابت الأردنية
وعلى رأسها حق العودة، ورفض الوطن البديل، والوصاية الهاشمية على المقدسات.
أبرز محطات تطبيع البحرين مع الاحتلال الإسرائيلي (إنفوغراف)
مطعم طلبة ماليزيين بالأردن يقدم وجبات مجانية للفقراء (شاهد)
إذاعات عربية وأجنبية توحد بثها بذكرى النكبة (شاهد)