تعكس النتائج
شبه الرسمية للانتخابات الإسرائيلية، تقدما واضحا لحزب الليكود اليميني الذي يقوده
بنيامين نتنياهو، ما قد يؤهل الأخير لتشكيل حكومة ضيقة، تتألف في مجملها من ائتلاف
مع الأحزاب اليمينية المتطرفة.
وأظهرت
نتائج انتخابات الكنيست الـ23 بعد فرز 92% أن حزب الليكود يحافظ على الصدارة بفارق
مقعدين عن تحالف "أرزق أبيض" الذي يقوده بيني غانتس أبرز منافسي نتنياهو، في حين ارتفع تمثيل
القائمة العربية المشتركة بمقعد إضافي، فيما انخفض تمثيل معسكر اليمين إلى 58
مقعدًا.
ووفقًا
للنتائج التي أعلنت عنها لجنة الانتخابات الثلاثاء، فقد حصل الليكود على 35 مقعدا، و"أرزق أبيض" 32 مقعدا، والقائمة العربية المشتركة 16
مقعدا، في حين توزعت باقي مقاعد الكنيست البالغة 120 مقعدا على الأحزاب الأخرى.
وفي خطوة لكسب الوقت عقد نتنياهو، الثلاثاء، اجتماعا في الكنيست لقادة كتلة أحزاب اليمين. واتفقوا على استمرار العمل ككتلة واحدة برئاسة نتنياهو بهدف تشكيل "حكومة قرية" بأسرع وقت.
وقدم
محللون ومختصون في الشأن الإسرائيلي قراءة للنتائج، وأوضحوا الأسباب التي دفعت
بحزب الليكود إلى الصدارة من جديد رغم تهم الفساد التي تلاحق زعيمه
"نتنياهو".
اقرأ أيضا: نتنياهو يبدأ اتصالاته لتشكيل الحكومة.. وقادة الاحتلال يعلقون
صحفي إسرائيلي قال إن "هناك جملة عوامل دفعت لتحقيق فوز كاسح لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، من بينها الكاريزما الشخصية، والدوافع الأمنية، والتحريض على العرب، وكل هذه الدوافع أثرت على فوزه، لكنه تساءل "ماذا عن الفساد؟".
وأضاف آساف فريدور، المحاضر في جامعة تل أبيب، في مقاله على موقع زمن إسرائيل، ترجمته "عربي21"، أن "فوز نتنياهو تم رغم أننا أمام ثلاث لوائح اتهام بالفساد موجهة إليه من مختلف مؤسسات الدولة القانونية والقضائية والشرطية، لكنها لم تؤثر -كما يبدو- على تأييد الجمهور الإسرائيلي لنتنياهو".
وأشار فريدور، أن "كل ذلك يؤكد أن الإسرائيليين لم يعودوا مهتمين كثيرا بفساد السلطة ونظام الحكم، لكن لمزيد من الدقة فإنه في طور الاعتبارات التي وضعها الناخب الإسرائيلي بين يديه لدى توجهه إلى صناديق الاقتراع، فإنه لم يضع موضوع الفساد عاملا حاسما في اختياراته الانتخابية والتصويتية حين يدعم هذا المرشح أو هذا الحزب".
المتخصص في الشأن الإسرائيلي، باسم أبو عطايا قال إن فشل زعيم تحالف "أزرق أبيض" بيني غانتس، أمام نتنياهو، كونه لم يتبن مواقف سياسية قوية، ولم يطرح برنامجا انتخابيا سياسيا يقنع الشارع الاسرائيلي، بل على العكس هو تبني موقف واحد، وهو إسقاط نتنياهو لفساده، إضافة إلى تأييده المطلق لبرنامج نتنياهو الانتخابي في تبني صفقة القرن وضم المستوطنات، متناسيا (غانتس) أن الشارع الإسرائيلي لا يهتم بفساد نتنياهو بقدر اهتمامه بما يقدم له سياسيا واقتصاديا وأمنيا.
الكاتب
الصحفي سهيل كيوان، عدد أبرز الأسباب التي أفضت إلى تقدم نتنياهو حين قال، إن تقدمه
وحزبه الليكود، يعود إلى نجاحه بإزاحة ملفات الفساد والمحاكمة إلى الظلّ، ووجّه
الرأي العام الإسرائيلي إلى إنجازاته في السياسة الخارجية والتركيز عليها، خصوصًا
علاقته بدونالد ترامب، وبعض قادة الدول المهمة مثل فلاديمير بوتين، وهرولة عدد من
الأنظمة العربية للتطبيع والتنسيق معه، ثم وضع البرنامج النووي الإيراني في
الواجهة، وتصوير نفسه على أنه الوحيد القادر على وقفه، ومنعه من خلال إقامة جبهة
عالمية عربية - إسرائيلية في مواجهة إيران.
"هذا
بالإضافة إلى إعلانه عن نيته البدء بتطبيق "صفقة القرن" بعد الانتخابات
وضم مساحات واسعة من الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل، ومنحه الضوء الأخضر للبناء
في الضفة الغربية من دون أي اعتبارات دولية أو عربية وغيرها". بحسب مقال لكيوان نشره موقع "عرب48".
اقرأ أيضا: "هآرتس" عن فوز نتنياهو: يوم أسود بانتصار الفساد
الكاتب
عبد السلام فايز قال في مقال اطلعت
عليه "عربي21" إن نتائج الانتخابات تشير إلى أن إجماعاً إسرائيلياً متجانساً على
معاداة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وبأن الأحزاب والتيارات الإسرائيلية داخل
دولة الاحتلال مهما اختلفت فيما بينها، ومهما احتدمت في سياساتها الداخلية
والخارجية، إلا أنها وفي نهاية المطاف تتوحد تحت سقف العداء للشعب الفلسطيني.
وأضاف:
"يبقى كُره الفلسطيني بالنسبة لها شعارها الأوحد الذي لا يختلف عليه
إسرائيليان اثنان مهما تباعدا في عالم السياسة"، متسائلا: "وإلّا كيف يفوز نتنياهو المُدان بقضايا
فساد تخوله بقضاء ما تبقى من حياته خلف القضبان وكيف يحظى بنيامين نتنياهو بثقة
عالية لدى الإسرائيليين، وهو الذي كان قَلِقاً إلى حدٍّ بعيد قبل فترةٍ وجيزة من
أنْ يُساق إلى قفص الاتهام؟ ألا يدل ذلك على أنّ جرائم نتنياهو بحق الفلسطينيين
وممارساته العدوانية هي التي شفعت له وجعلت صفحته ناصعة البياض بعدما كانت مسودّة
بفعل ماكنته العدوانية".
إحصائية مثيرة لعنصرية وتحريض الاسرائيليين ضد العرب في 2019
مصادر لـ"عربي21": هذه تشكيلة حكومة علاوي المتوقعة
هل تمهد انتخابات إيران لـ"برلمان متشدد"؟.. هذه تأثيراتها