بعد مرور 11 عاما على ذكرى
25 يناير (ثورتنا المجيدة) بالتمام والكمال، هؤلاء شركاء صناعة وإنتاج
العنف بقصد وغير قصد فالنتيجة واحدة..
1- حاكم مستبد، يغلق الفضاء العام ويكبت الحريات ويمنع الحقوق ويغلق الأبواب والنوافذ ويفتح السجون والمعتقلات (سيسي نموذجا).. الخطة نفسها تعتمد على استراتيجية تفجير حالة عنف، ومعها توسيع حملة تخويف وترهيب للمجتمع كله. استخدم
السيسي العنف في المقام الأول لحماية نظامه الانقلابي، وملاحقة المعارضين ومنعهم من تهديد امتيازات النخبة الحاكمة وحلفائها من المنتفعين، ثم استخدمت أجهزة الأمن العنف بشكل مفرط، إذ ترى في كل من لا يصطف مع السيسي خصما يجب قمعه بالقتل أو السجن أو النفي.. ومن ثم أصبحت للسيسي عداءات مع كل فئات الشعب، الفقراء والأغنياء، بتوع السياسة، وبتوع حزب الكنبة، مفيش حد فلت من ظلم السيسي ومؤسساته خاصة الجيش والشرطة والقضاء، وسيبك من نفايات ومخلفات الإعلام، ميستهلوش، لو حانت الفرصة وتمكن الشعب هيعمل في السيسي زي ما بيعملوا الشاورما (طبعا دي معروفة ومشهورة)، فلكل فعل رد فعل.
2- نظام فاسد، ينهب الثروات ويكثر الفقر والاحتياجات، فيزيد الفجوة بين الطبقات، فريق يأكل الشهد وآخر لا يجد الفتات.. ترتبت على ذلك بيئة خصبة للحقد والحسد وعدم الرضا المفعم بالعنف (نظام سيسي نموذجاً)، تورطوا معه فارتبط مصيرهم بمصيره في رد الفعل نحوهم.
3- الدعم الخارجي المباشر المقدم في شكل تدفقات مالية بالمليارات من دول خليجية أساسا، بجانب التحالفات والرعاية الخارجية (الغربية والشرقية) التي يهمها في المقام الأول تفجير موجات من العنف، تخدم مصالح الانقلاب العسكري، والمصالح الغربية والأمريكية في المنطقة، وتوفر الذريعة المناسبة لتأسيس نظم حكم عسكرية، وإجهاض ثورات الربيع العربي.
4- الأذرع الإعلامية التي تروج سلسلة من الأكاذيب والمغالطات تصنعها أجهزة الأمن تارةً في العلن وأخرى في السر لتشويه الحقائق وشيطنة الخصوم، واللعب على وعي البسطاء بالمعلومات المغلوطة، التي يروجها مجموعة من الصحفيين والإعلاميين المرتزقة، أمثال: عمرو أديب، وموسى، والديهي، والباز، ومصطفى بكري، وإبراهيم عيسى، وغيرهم كثير.. بهدف تبرير جرائم النظام ضد الشعب.
5- قاض ظالم، يهدر العدل فيسود الظلم وتضيع الحقوق وتفقد الثقة ويشيع العقوق، فيتولد العنف.. تصور أن ابنا أو أبا حكم المدعو قاض (محمد شيرين أو حسن فريد مثلا) بالإعدام على أبيه أو ابنه زوراً وبهتاناً، هل ينسى ذلك؟ إطلاقا.
6- مشرع طامع، يشرعن الفساد ويدعم
الاستبداد لا يقوم بالقسط ولا يقدم الخدمات، ينسى وظيفته فيتحول إلى مكتب تنفيذي تابع ذليل لحاكم ظالم مستبد، (برلمان سيسي بغرفتيه نموذجاً).. برلمان فاسد يصدر تشريعات قانونية توفر غطاء شرعيا لجرائم النظام، مثل قوانين "التظاهر" و"الكيانات الإرهابية" و"مكافحة الإرهاب" و"حماية المنشآت العامة".. أسوأ مشهد أن تضيع الحقوق ويقنن للظلم باسم القانون والمشرع الديكوري في الدستور.
7- شيوخ السلطان، يجعلون من الدين مطية لكل مستبد، لا يأمرونه بمعروف ولا ينهونه عن منكر، بل ينكرون غضبة الشعوب ويحرمون ويجرمون النقد والنصح والخروج في تظاهرات.. هؤلاء أسوأ مكونات المشهد (أمثال شوقي علام، وعلي جمعة، وخالد الجندي، وغيرهم).. أصلحوا دنيا غيرهم بإفساد دينهم، كما قال عبد الله بن المبارك رضي الله عنه.
8- أجواء تشيع فيها الفتن والرذيلة والهجوم على الدين وكل فضيلة باسم الحرية والتنوير، والحق في القول والتعبير لهم دون غيرهم.. يعانون من مرض في التفكير وسوء في التصرف (خالد منتصر وفريد الشوباشي نموذجاً).
9- مدّعو العلم والدين، من أصحاب الهوي لا المعرفة بيقين، يكفرون الناس بغير علم ولا هدى، ويستحلّون الدماء والأعراض والأموال.. جهات عديدة (شخصيات وكيانات) يرعاها النظام ويوجهها، تعمل بأمره ووفق إرادته (بابا الكنيسة وسمير صبري المحامي نموذجا).
الخلاصة:
- أغلبية الأسباب اجتماعية سياسية حقوقية نفسية، والدين أو بالأدق الفهم الخاطئ للدين أو التوظيف السيئ للدين جزء قليل.. وإن كانت لا توجد دراسات علمية تقول إن الدين - أي دين - يحمل بين نصوصه ما يحرض على العنف.
- إذا انحدرت في مستنقع التنازلات في دينك فلا تتهجم على الثابتين بأنهم متشدّدون! بل أبصر موضع قدميك لتعرف أنك تخوض في الوحل.
- الحرام يبقى حراماً حتى لو كان الجميع يفعله.
- لا تتنازل عن مبادئك حتى وإن كنت وحيدا في ذلك.
- دعك منهم فسوف تُحاسب وحدك.. "وكلّهم آتيه يوم القيامة فردا"، فاستقم كما أُمرت لا كما رغبت.
في الختام يقول الكاتب الأمريكي إليوت أبرامز: "
مصر لم تكن أبداً أقل نفوذاً في المنطقة أكثر مما هي اليوم، إنها ليست على الإطلاق قائدة للعالم العربي، ولا يوجد رئيس دولة عربية يطلب مشورة السيسي الآن".. مصر "النظام" تصنع العنف.. من ينتج العنف؟.. مصر "النظام" تنتج العنف.