أثار زعيم حزب الديمقراطية والتقدم،
علي باباجان، جدلا واسعا بسبب انتقاده لشركة "
بايكار" واتهامه لها باحتكار منظومة
الطائرات المسيرة التي تعد أحد المشاريع الدعائية في يد الحكومة التركية.
وقال باباجان في لقاء على قناة "FOX TV"، إن الطاولة السداسية عندما تصل إلى السلطة، ستجري مساءلة بشأن ما تم إنجازه في صناعات الدفاع، معتبرا أن الطائرات المسيرة التي تنتجها شركة بايكار هي أحد المشاريع الدعائية التي في يد الحكومة، مما جعل المشروع مقدسا لا يمكن المساس به.. بالتأكيد "سنمسه ونتطرق إليه".
وأضاف باباجان: "كنت عضوا في مجلس الأمن القومي لمدة 8 سنوات، وأدرك أهمية النهوض بقدراتنا الخاصة في صناعات الدفاع لأمن بلادنا، وبقاءنا بحاجة إلى تكنولوجيا الدول الأخرى في بعض العمليات تقيد الجيش التركي، ونعتقد أن الطاقة الإنتاجية والتكنولوجيا التي أنتجت في تركيا، وخاصة فيما يتعلق بالطائرات المسيرة، مهمة للغاية ونعتقد أنها مصدر فخر لبلدنا".
وتابع باباجان، بأن الخطأ كان يتمثل في أن كافة إمكانيات الدولة والمساعدات بما فيها الميزاانيات يتم تحويلها إلى شركة واحدة تقريبا.
وأضاف: "كان يجب تحويل موارد مماثلة إلى 4-5 شركات على الأقل، لأن هذا العمل لا يمكن أن يحدث دون دعم حكومي".
ولاقت تصريحات باباجان انتقادات واسعة في البلاد، فيما هاجمه الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان في خطاب اليوم الأربعاء.
وقال أردوغان، إن صناعة الدفاع في بلدنا تتعرض للهجوم من أولئك الذين يعتبرونها تهديدا لهم.
وتابع أردوغان: "وكان آخر مثال على هذه العقلية الخبيثة الهجوم على شركة بايكار التي تحولت إلى علامة تجارية عالمية، يستهدفون كل الشركات ومنتجاتها وصناعاتنا الدفاعية ونجاحها عبر بايكار، ويعتقدون أنهم يستطيعون إيذاءها بسبب علاقة القرابة التي تجمعنا بها".
يشار إلى أن المدير التنفيذي لشركة بايكار سلجوق بيرقدار، هو صهر الرئيس التركي أردوغان.
وهاجم أردوغان باباجان قائلا: "اذهب وواصل بيعك للحفاظات.. أنا آسف لأنه كان معي لمدة 15 عاما، ولم يتعلم مني أي شيء عن المنافسة الدفاعية".
من جهته قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في تصريحات صحفية: "من غير المقبول أن ينزعج البعض في داخل البلاد من المستوى الذي وصلت إليه بلادنا في مجال صناعة الدفاع، وأصبحوا يعربون عن ذلك علانية، عدم احترام الجهد الوطني مصيبة كبيرة".
وشدد على أن الطائرات المسيرة كان لها حصة كبيرة في إنجازات القوات المسلحة، "أدين أولئك الذين يسعون لتشويه الشركة المنتجة لها".
أما زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، فقال إن الشركات العاملة في صناعات الدفاع في تركيا تجاوزت الألفين، ومن ينزعج من الطائرات المسيرة سلم نفسه وإرادته للإمبرياليين، ولا يمكن أن يكون ابنا لهذا البلد.
من جهته قال رئيس مجلس الإدارة خلوق بيرقدار، نحن لا نخشى من المنافسة، نحن نتنافس مع الطائرات المسيرة التي تنتجها الولايات المتحدة والصين وإسرائيل، ونصدر لـ27 دولة.
وأضاف في تغريدات على "تويتر": "منذ تأسيسنا، حصلنا على 75 بالمئة من عائداتنا من خلال الصادرات، وفي عام 2022، كانت 99.3 بالمئة من عقودنا قائمة على التصدير.. لن تجد مثل هذه الشركة في العالم ناهيك عن تركيا".
وتابع: "لا يتم ضخ موارد الدولة في شركتنا، على العكس لم نتلق فلسا واحدا من الحوافز النقدية أو المنح التي تقدمها الدولة، ولم نستخدم قرضا بنكيا واحدا، كما هو الحال مع جميع مشاريعنا، قمنا بتطوير أكينجي وقيزل إلما بمواردنا الخاصة".
وأضاف موجها حديثه لـ"باباجان": "جهلك وعدم إدراكك بالتكنولوجيا الوطنية لا يمنحك الحق في إلقاء الافتراءات علينا".
أما سلجوق بيرقدار كتب في تغريدة على تويتر: "شركة بايكار ليست مؤسسة لتكون مادة للأجندة السياسية القذرة من شخص ما.. لم ولن نسمح له بذلك.. سنواصل نضالنا دون المساس بمثلنا وقيمنها، وسندافع عن حقنا ضد الافتراءات والأكاذيب المنحطة".
بدوره قال زعيم حزب البلد والمرشح الرئاسي المحتمل محرم إنجه في تغريدة على "تويتر": "باباجان الشريك في الطاولة السداسية يقول إنه سيتطرق لمشاريع الطائرات المسيرة المحلية، نحن في حزب البلد نجد أنها مشاريع صائبة، وعندما أصبح رئيسا للجمهورية سنزيد من الاستثمار في الصناعات الدفاعية، هذه قضية وطنية فوق السياسة”.
الصحفية التركية المعروفة إيجه أونر، قالت إن "أمن تركيا ودفاعاتها ليست مسألة سياسية، ويمكن انتقادنا النظام السياسي، لكن هذه المسألة أعلى من الموضوع السياسي، وتقول أولا بأن "المستقبل في السماء"، ثم تقلل من هذا الجهد.. والأمر لا يتعلق بشأن شركة تريد التطرق إليها، لأنها غدنا، والدول التي لا تستطيع حماية سمائها لا يمكنها أبدا التأكد من مستقبلها".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال السبت الماضي، إن معدل التوطين في الصناعة الدفاعية ارتفع إلى 80 بالمئة بعد أن كان 20 بالمئة قبل عشرين عاما.
وأوضح أن مقاتلة "قزل إلما" المسيرة ستكون قادرة على حمل القنابل المزودة بها مقاتلات إف 16.
وأشار إلى أن التجارب الصاروخية لتركيا تقلق اليونان، مؤكدا أن أنقرة لا شأن لها بأثينا ما دامت تصرفاتها رشيدة.
ومنتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أعلنت شركة "بايكار" أنها أجرت تجارب التحليق الأولى للمقاتلة المسيرة، واستُكملت بنجاح.
ومطلع آذار/ مارس الماضي، أماط سلجوق بيرقدار رئيس مجلس إدارة "بايكار"، اللثام عن المقاتلة المسيرة المحلية ونشر حينها صورا لهيكلها من دون أجنحة.
وعلى عكس الطائرات المسيرة، فإن "بيرقدار قزل إلما" تستطيع إجراء مناورات خاطفة، وتنفيذ مهام القتال جو ـ جو مثلها مثل المقاتلات التقليدية، بحيث تمكن تركيا من تغيير الموازين الحربية الجوية.
ومن المخطط أن تؤدي "بيرقدار قزل إلما" المهام الأكثر صعوبة بفضل ميزة التخفي عن شاشات الرادارات بشكل أكبر، وأن يصل وزنها في الإقلاع إلى 6 أطنان، وهي قادرة على حمل 1500 كيلوغرام من الصواريخ والذخائر.