كشف
وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، عن الموعد المقبل لعقد الاجتماع
الوزاري الثلاثي مع النظام السوري بحضور الجانب الروسي.
وقال
الوزير التركي في تصريحات صحفية إن الاجتماع الوزاري الثلاثي القادم، يمكن أن يعقد
في
روسيا أو دولة ثالثة في النصف الثاني من كانون الثاني/ يناير.
وأضاف:
"اجتمعنا أولاً على المستوى الفني، ثم على المستوى العسكري، والآن على
المستوى السياسي".
خطط
التقارب موضوعة منذ 3 أشهر
وتسارعت
وتيرة التطبيع بين
تركيا والنظام السوري، منذ اقتراح الرئيس رجب طيب
أردوغان منتصف
شهر كانون الأول/ ديسمبر، على نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إجراء لقاء ثلاثي بين
تركيا وروسيا والنظام السوري، يسبقه وكالات الاستخبارات ثم وزراء الدفاع ثم خارجية
الدول الثلاث، وهو ما رحبت به موسكو الحليف الوثيق لنظام بشار
الأسد.
الدبلوماسي
المقرب من الخارجية الروسية رامي الشاعر، أكد لـ"عربي21" أن اللقاءات
بين المسؤولين الأتراك والسوريين، يجري التحضير لها منذ ثلاثة أشهر بتعليمات من أردوغان
وبوتين ومن خلال وساطة روسية.
وأوضح
أن الأشهر الثلاثة الأخيرة شهدت اتصالات مكثفة أمنية وعسكرية ودبلوماسية، جمعت
موسكو وأنقرة ودمشق، كما أن طهران شاركت في بعض الاجتماعات، بهدف تعزيز نظام التهدئة
ضمن تفاهمات "أستانا"، ووضع الخطوات التي يجب أن تتخذ لمساعدة
سوريا في
تجاوز الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها، باعتبارها عاملا هاما جدا للحفاظ على نظام
التهدئة والاستقرار في سوريا، إضافة إلى سبل حل أزمة اللاجئين، وأيضا تطويق الجماعات
المسلحة غير المسيطر عليها.
العوائق موجودة
الباحث
التركي فراس رضوان أوغلو، توقع في حديثه لـ"عربي21" أن لقاء الأسد
أردوغان سيحصل خلال الفترة المقبلة، لكن هناك مرحلة طويلة قبل عقد اللقاء بين
الطرفين، لأن هناك معوقات تحتاج إلى وقت لإزالتها.
وأشار
إلى أن المصافحة بين أردوغان والسيسي لم تزل العوائق بين تركيا ومصر، مؤكدا أن
الشروط بين أنقرة ودمشق وكيفية تحقيقها تواجه معوقات تحتاج إلى وقت لمعالجتها.
لكن الدبلوماسي الروسي لفت إلى أن روسيا تؤكد على أن القضايا العالقة بين الجانبين يجب أن يتم حلّها عن طريق الحوار وأن تكون
التسوية في الطرق السلمية، على أنه لا يمكن حل هذه المشاكل الأمنية والاقتصادية
بما في ذلك قضية اللاجئين دون تطبيع العلاقات التركية السورية.
وشدد
على أن تشاووش أوغلو سيلتقي نظيره فيصل المقداد بحضور سيرغي لافروف في موسكو بداية
العام القادم، وبعدها سيتم اللقاء بين أردوغان والأسد، قبل الانتخابات الرئاسية في
تركيا.
وبين
أن الأطراف اتفقت على وضع المهام لكل طرف على الخارطة، وهذا يشمل إعادة تموضع بعض
القوات السورية والتركية وفتح بعض الطرق وتسيير دوريات مشتركة، والاتفاق على عودة
اللاجئين، وتسوية وضع بعض التنظيمات المسلحة، وأن تكون هذه المساعي مشتركة على الأرض
السورية لإيجاد صيغة لتسوية أوضاعهم.
وبحسب
الدبلوماسي المقرب من الخارجية الروسية، فقد تم الاتفاق بين أنقرة ودمشق على تهيئة
الأجواء الأمنية على الحدود، وأن يستلم حرس الحدود السوري مهامه في المعابر وأن
يتم تهيئة كل الأجواء الآمنة لبدء عمليات التبادل التجاري وسوريا.
وتابع:
"هذه العمليات ستبدأ مباشرة بعد لقاء الرؤساء والتي ستسهل وصول المساعدات إلى
سوريا، وأقصد بالدرجة الأولى الاقتصادية لوقف التدهور الاقتصادي الذي تعاني منه
سوريا اليوم".
تركيا
وافقت على شروط الأسد
نشرت
صحيفة "الوطن" شبه الرسمية في سوريا، تقريرا تحدثت فيه عن مخرجات اجتماع
موسكو الثلاثي، الذي ضم وزراء الدفاع لدى روسيا وتركيا والنظام السوري.
ووفقا
للصحيفة فإن أنقرة وافقت على سحب قواتها من الأراضي السورية، كما تم البحث في
تنفيذ الاتفاق الذي تم عام 2020 بخصوص افتتاح طريق الـ"M4" الدولي.
وبحسب
الصحيفة المقربة من النظام السوري، فقد أكدت الأطراف في اجتماع موسكو على أن
ميليشيات حزب العمال الكردستاني هي ميليشيات عميلة لأمريكا وإسرائيل وتشكل الخطر
الأكبر على سوريا وتركيا.
وبينت
أن كل ما اتفق عليه خلال اجتماع موسكو ستتم متابعته من خلال لجان مختصة تم تشكيلها
من أجل ضمان حسن التنفيذ والمتابعة، مشيرة إلى أن اجتماعات لاحقة ستعقد بين الطرفين
من أجل مزيد من التنسيق.