نشرت صحيفة
لبنانية، تفاصيل من
اعترافات شاب لبناني، تمكن جهاز المخابرات الإسرائيلي "
الموساد" من تشغيله لصالحه، وتنفيذه عدة مهام للرصد والتصوير ونقل المعلومات للاحتلال.
وقالت صحيفة الأخبار، إن الشاب الذي أشير له باسم "حسن ع"، زود الموساد بأسماء زملاء له، وأبناء بلدته، وقدم معلومات عن مواقع زعم أنها مستودعات صواريخ لحزب الله، على مدار عامين، منذ حزيران/ يونيو 2020.
ولفتت إلى أن بداية العمالة كانت بعد استدراجه برسالة عبر تطبيق واتساب، من قبل ضابط موساد، على أنه لبناني في الخارج، ويعمل بتوظيف شبان لشركة أمن وحماية لرجال الأعمال الكبار حول العالم.
وأوضحت أن حسن ناقش مع المتصل، تفاصيل العمل، لكن الراتب كان خاضعا لنجاحه في الاختبار، وطلب منه التوجه إلى أحد المطاعم في بيروت، وتقديم نفسه على أنه مرافق لرجل أعمال يريد عقد اجتماع في المطعم، والأهداف هي: دراسة المكان، وتحديد الإحداثيات، والطوابق وكاميرات المراقبة، ورسم مخطط لإخلاء الشخصية، في حال حدوث طوارئ.
وبعد تنفيذ المطلوب منه، أبلغه الضابط بنجاح الاختبار، وأن شخصا آخر اسمه ألكسي، سيتولى تدريبه والتواصل معه، وكان رجلا يتحدث المصرية بلكنة ركيكة، وزعم أن أصله مصري وهاجر إلى روسيا، وعمل ضابطا في الجيش الروسي، قبل العمل في شركة للأمن، وكان أول مبلغ مالي أرسله ألف دولار تسلمها من شخص في وسط بيروت.
وطلب الضابط منه شراء هاتف سامسونغ وشريحة جديدة، غير مسجلتين باسمه، للتواصل معه حصرا، وشدد على أن يشتريهما، من مكان بعيد عن منزله.
وأبلغ الموقوف المحققين بأنه أدرك عندها أن الرجلين من الموساد الاسرائيلي، وخصوصا أن سامر سأله عن المراكز التي خدم فيها عندما كان منتسبا إلى
حزب الله، وذكر أسماء وحدات الحزب بالأرقام. لكنه، رغم ذلك، قرّر الاستمرار في التواصل مع ألكسي الذي سأله، أيضاً، عن الدورات العسكرية والدينية التي خضع لها.
ورغم أن انتسابه الى الحزب بحسب الصحيفة لم يدم أكثر من عامين، بين 2006 و2008، فقد بالغ الموقوف في تضخيم الأمور لترغيبهم في تشغيله، فأبلغ مشغليه بأنه انخرط منذ صغره في «كشافة المهدي»، قبل أن يلتحق بالتعبئة ويخضع لدورات عسكرية في لبنان وسوريا وإيران، وأنه غادر الحزب بعد إصابته أثناء القتال في سوريا، علما بأنه خضع لدورة دينية ودورة محو أمية سلاح ودورة مقاتل، وقاتل في سوريا عام 2015 في صفوف لواء أبي الفضل العباس وليس حزب الله.
وبالتواصل مع ألكسي، كشف الأخير أنه ضابط في الموساد، وبرر الموقوف ذلك بأنه "ربما كان واثقا من أنني سأواصل العمل لحاجتي إلى المال بسبب الوضع الصحي لوالدي وشقيقي وتراكم الديون علي".
وقالت الصحيفة إن حسن وجد عملا كسائق شاحنة في شركة مقاولات في قضاء مرجعيون، وعندما أبلغ ألكسي بذلك، سأله الأخير عن المناطق التي يسلكها بحكم عمله، فأجاب بأنه يتجول بين شقرا وميدون وبيروت. عندها شجعه على الاستمرار في العمل الجديد، غير أنه غادر الشركة بعد نحو شهر، وعندما أبلغ مشغله الإسرائيلي بالأمر، انفجر غاضبا لأنه كان على وشك أن يطلب منه تنفيذ مهمات في المناطق التي كان يتجوّل فيها.
عندها أبلغه حسن بأن له أصدقاء بين الموظفين وأبدى استعداده لتنفيذ أي مهمة مرتبطة بشركة المقاولات، فطلب منه ألكسي تزويده بعدد الآليات في الشركة وأنواعها وصورها وأرقام لوحاتها وإحداثيات المكتب الرئيسي للشركة ومواقع تثبيت كاميرات المراقبة، إضافة إلى عدد العمال وأسمائهم وأرقام هواتفهم، ونوع جهاز إرسال الوايفاي واسم الشبكة وكلمة المرور الخاصة بها.. وبعد تأمين هذه المعلومات، أرسل ألكسي إليه 2000 دولار تسلمها من الشخص نفسه في محلة الدورة في بيروت.
كانت المهمة التالية جمع معلومات عن أحد المجمعات التجارية في صيدا، لكن حسن لم يتمكن من تنفيذ المهمة بسبب الإقفال العام جراء جائحة كورونا.
ولفتت الصحيفة إلى أن ضباط الموساد طلبوا من حسن، التوجه إلى تركيا، وقاموا بإخضاعه لجهاز فحص الكذب خوفا من استمرار ارتباطه بحزب الله، وبعد التأكد منه، قاموا بتزويده بعدد من الهواتف ومبلغ تسعة آلاف دولار، وبرمجيات في الهاتف للتصوير ونقل الإحداثيات والصور.
بعد عودته إلى بيروت، كلف حسن بالتقصي عن مستودعات صواريخ لحزب الله في بلدة قانا، فزوّد مشغله بإحداثيات لفيلّا مهجورة ومركز للحزب ومنزل أحد المشايخ ومزرعة دواجن في بلدة عيتا الشعب، كما أنه زوّده بأسماء عناصر في الحزب من أبناء قانا وعمل كل منهم.
وصيف العام الماضي، بعد تنفيذه المهمة الأخيرة، قرر حسن وقف التواصل مع مشغله، ولجأ إلى أمن حزب الله لكنه لم يعترف بعمله مع الموساد.. إذ زعم أنه تلقى عرض عمل من شركة أجنبية تعمل في مجال حماية الشخصيات في لبنان وخارجه، وأن شكوكه ثارت في أن تكون الشركة تابعة للاستخبارات الإسرائيلية، بعدما طُلبت منه معلومات تتعلق بحزب الله، قبل أن يعتقله فرع المعلومات ويدلي باعترافاته كاملة.