تسبب
الزلزال المدمر الذي ضرب 10 ولايات في الجنوب التركي، بكارثة حقيقية أسفر عنها مقتل عشرات الآلاف، لكن منطقة واحدة في ولاية
هاتاي التي تعرضت لأضرار جسيمة، لم تشهد انهيار مبنى واحد وهي "إرزين".
وقال رئيس بلدية
إرزين في ولاية هاتاي، أوكيش إلماس أوغلو، إن المدينة لم تشهد انهيار مبنى واحد، ولم ينجم عن الزلزال أي إصابة أو وفاة، هناك أضرار في بعض المباني فقط نتيجة شدة الزلزالين".
ولفت إلى أن هناك بعض المزايا الخاصة في المدينة، منها المناطق السكنية الجيولوجية، فالمدينة مليئة بالمنازل من طابق وواحد، مع وجود بعض البنايات السكنية، منوها إلى عدم التساهل تجاه البناء غير القانوني وعدم تراجعه من خلال النيابة العامة عن قرار هدم المنازل المخالفة.
موقع "
DIKEN" التركي، ذكر أن رئيس البلدية في حديثه لقنوات التلفزة أشار إلى أنه لم يسمح بأي بناء غير قانوني في المدينة، وينسب الناس الفضل إليه ولرؤساء البلديات السابقين.
لكن "حقيقة إرزين" لا تقتصر على ذلك..
وللمدينة تاريخ من مئات السنين، وأول عملية بناء فيها كانت عند سفح جبال أمانوس المحيطة بالمنطقة، ومع مرور الوقت توسعت، وتم بناء هياكل جديدة في نقاط بعيدة عن الجبال.
ويبلغ عدد سكان المدينة 42 ألف نسمة، وتبعد 15 كيلومترا عن مدينة عثمانية، و55 كيلومترا عن إسكندرون، و150 كيلومترا عن كهرمان مرعش (مركز الزلزال).
ولم يشعر مواطنو المدينة بشدة الزلزال، وبسبب الهزة غادروا المنازل على الفور، كما أن عدد المباني الشاهقة هناك قليل، ويبلغ ارتفاع المباني الشاهقة من 6 إلى 8 طوابق، وعدد المنازل المكونة من طابق واحد مرتفع للغاية، ومعظم الشقق لا تزيد على الأربعة طوابق.
ويذكر سكان المدينة الحساسية التي أبدتها البلديات السابقة والحالية. ورئيس البلدية الحالي استلم منصبه منذ أربع سنوات تقريبا، ومعظم المنازل والشقق عمرها أكثر من ذلك، ومنها ما يبلغ عمرها نحو 60 عاما وهي متينة. والبلديات السابقة قاومت البناء أكثر من أربع طوابق.
ويعتقد سكان المنطقة أن سلسلة جبال أمانوس قللت أيضا من تأثير الزلزال المدمر، لافتين الانتباه إلى امتلاء الأرضيات بالصخور، وفي عملية البناء، يقوم مواطنو المدينة بالبناء على الأرض المغطاة بالرمال مع وضع الصخور فوقها.
ووفقا لمهندس مدني، فإن مسافة المنطقة عن خط الصدع، بالإضافة للجبال المحيطة بها والتي تحميها، لها أهمية بالغة، وليس من الصحيح أن ينسب عدم تضرر المدينة بالزلزال إلى البلدية فقط.. لأن الدمار لم يحدث بسبب عوامل عدة.
خبير الزلازل ناجي قورور، مع إقراره لدور البلدية، أكد أيضا على السمات الجيولوجية، مشيرا إلى أهمية بناء مناطق سكنية مقاومة للزلازل.
وأشار إلى أن ما ذكره رئيس البلدية صحيح، وأفضل إعداد لزلزال هو جعل المناطق مقاومة للزلازل، كما أن للهيكل الجيولوجي والموقع التكتوني والسمات الجيولوجية لهذه المنطقة تأثير كبير لأنها توفر حماية طبيعية من الزلزال.
الأكاديمي المتقاعد في جامعة إسطنبول التقنية وخبير الزلازل أوكان تويسز، ذكر أنه لا يوجد تحرك في خطوط الصدع قرب إرزين، وتوجد خطوط صدع على بعد 30- 40 كم من المدينة، ولكن يوجد بينها كتلة جبلية كبيرة تسمى أمانوس.
وتابع: "على الأرجح لم تحدث هزات كبيرة في إرزين، وهي أرض ضعيفة، وتقع المدينة على الطمي الذي نقلتها الأنهار من الأمانوس".
وأضاف: "أرزين القديمة تقع باتجاه أطراف الجبال، والمنازل هناك متبعثرة وتتكون من طابق واحد. والمدينة حاليا تنتشر باتجاه الطمي".
خبير الزلازل شكرو إرصوي في جامعة يلدز التقنية، ذكر أن بلدات مثل "هسا، وإصلاحية، وقرخان، وأنطاكيا، وسمنداغ" في ولاية هاتاي عانت من دمار كبير بسبب ظروف الأرض السيئة، ولكن المنازل الواقعة على منحدرات أنطاكيا لم تتعرض لأضرار كبيرة، والأمر ذاته مع إرزين.
وفي 6 شباط/ فبراير الجاري وقع زلزالان متتاليان بقوة 7.7 درجة و7.6 درجة جنوب
تركيا وشمال سوريا، وتسببا في خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في الولايات المنكوبة جراء الزلزال.
والولايات العشر المنكوبة هي: كهرمان مرعش، وهاتاي، وكليس، وديار بكر، وأضنة، وعثمانية، وشانلي أورفا، وأديامان، وملاطية، وغازي عنتاب.
والأربعاء، أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد" أن القشرة الأرضية تحركت بمقدار 7.3 متر بفعل زلزال كرهمان مرعش.
وأوضح مدير الحد من مخاطر الزلزال أورهان تتار، أن القشرة الأرضية اهتزت لمدة دقيقتين أثناء الزلزالين، ويتراوح عمقهما ما بين 8.5 و10 كيلومترات تحت سطح الأرض.