كشف تحقيق صحفي
جديد، عن تورط أجهزة الأمن
التونسية بأحداث كبرى في البلاد خلال العقد الأخير، من
بينها تسفير مقاتلين تونسيين إلى الخارج، إدارة عمليات مسلحة وهمية.
وكشف برنامج
"ما خفي أعظم" الذي تبثه قناة "الجزيرة" عن تسريبات ووثائق
حصرية، تثبت تورط شخصيات نافذة بأجهزة الأمن التونسية وأبرزها عصام الدردوري، بملف
تسهيل سفر شبان تونسيين بعد الثورة التونسية للانضمام إلى المقاتلين في ما تسمى
بؤر التوتر في
سوريا والعراق وليبيا.
ويعتبر عصام
الدردوري، من أكثر الشخصيات الأمنية التي يلفها الكثير من الجدل، إذ اتهم بتسريب
مكالمات حساسة مع مسؤولين أمنيين سابقين ورفعت ضده قضايا عدة، كما أنه تصدر المشهد
التونسي في ملف "التسفير".
وعرض التحقيق
شهادات أكدت أن الدردوري كان إحدى الأدوات التي تستعملها بعض الجهات لشيطنة المشهد
السياسي وضرب بعض الجهات السياسية والأمنية، إذ تم استعماله من طرف الدولة العميقة
لعرقلة مسار الثورة وتشويه المشهد السياسي، وفق تعبير الحقوقي والمستشار الرئاسي
السابق، سمير بن عمر.
وعرض التحقيق
تسريبات صوتية ومصورة مرتبطة بالدردوري تكشف جانبا من الدور الخفي الذي يؤديه
بخلاف الصورة التي يظهر عليها في العلن.
وأظهرت
التسريبات الصوتية تواصل الدردوري مع شخص
لبناني غامض يدعى محمد علي إسماعيل ويعمل
لصالح النظام السوري.
ومن ضمن
التسجيلات المسربة تسجيل آخر يظهر قيام الدردوري بتسريب معلومات أمنية حساسة، من
بينها قائمة أسماء لعناصر سريين جندهم الأمن التونسي خارج الحدود، وهذه التسريبات
تعزز التخابر مع جهات خارجية وتسريب معلومات أمنية سرية إلى الخارج.
وأكد الدردوري
في اتصال هاتفي مع البرنامج أنه شاهد رئيسي في ملف "التسفير"، وأن
الاتهامات الموجهة إليه مردودة على أصحابها، ووصف التسريبات التي تؤكد تورطه بأنها
واهية.
عمليات أمنية "وهمية"
وحصل التحقيق
الصحفي على عدد من الملفات والوثائق السرية الخاصة بالتحقيق في عمليات أمنية مسلحة
وقعت في تونس، والتي ورد اسم الدردوري في إحداها.
وأظهرت
الوثائق أن الدردوري تقدم بشكوى ضد أحد المدعين العامين وهو حافظ العبيدي، واتهمه
بالاعتداء على فتاة قاصر عام 2016، ولكن يتبين أن القاضي كان مسؤولا مباشرا عن
التحقيق في عمليات أمنية عصفت بالبلاد بين عامي 2015 و2016، أهمها عمليتي
"المنيهلة" و"متحف باردو"، واعترفت الفتاة لاحقا بأن الدردوري
استغلها كعنصر اختراق، حسب قولها، واتهمته بالتحرش بها.
تجنيد الأمن
للعناصر
وحصل التحقيق الصحفي
على شهادة سرية من عنصر اختراق تم تجنيده من قبل الأمن التونسي، حيث تم تكليفه بنقل
الأموال والمسلحين المطلوبين بين ليبيا والجبال الحدودية التونسية.
وأظهر التحقيق
كيف قام جهاز الحرس الوطني بتجنيد التونسية زينب كشرود لإيصال أموال إلى الجماعات
المسلحة في الجبال على الحدود التونسية
الجزائرية، لكنها اعتقلت من قبل الأمن
الجزائري.
وعرض البرنامج
شهادة عنصر اختراق تابع للحرس الوطني التونسي يؤكد فيها أنه بين نار الإرهاب
وتجاهل الدولة ويطلب الحماية من الدولة.
وتطرق
البرنامج إلى الهجوم الذي استهدف متحف باردو في قلب العاصمة التونسية في مارس/آذار
2015 وخلف مقتل أكثر من 20 شخصا وإصابة 50 آخرين، مشيرا إلى أن قاضي التحقيق تحدث
حينها عن تحريف خطير للوقائع بانتزاع اعترافات تحت طائلة التعذيب.