بعد
أيام فقط على انعقاد
قمة العقبة الأمنية التي هدفت لإحكام السيطرة على الضفة
الغربية، ووقف موجة عمليات
المقاومة من خلال خطة أمنية أمريكية صاغها الجنرال مايك
فنزل، تحدثت أوساط إسرائيلية أن هذه الخطة لإعادة الأمن في الضفة الغربية محكوم
عليها بالفشل، وأن السلطة
الفلسطينية لن تكون قادرة على تنفيذها، لأن هجوم
المستوطنين على بلدة حوارة ألحق أضرارا بالغة بالتنسيق الأمني بين
الاحتلال والسلطة الفلسطينية واستعادة هدوء المنطقة.
يوني
بن مناحيم الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، ذكر في موقع "
زمن إسرائيل" أن "حماس تواصل تسخين الأجواء قبل شهر رمضان، فيما الولايات
المتحدة وإسرائيل قلقتان للغاية بشأن الوضع الأمني في
أراضي الضفة الغربية، وتوجهات التصعيد نحو الشهر المقبل، مع تواصل إطلاق النار على
قوات الجيش والمستوطنين، وما شهدته مدينة طولكرم من إنشاء كتيبة مسلحة جديدة بدأت
تنفذ عملياتها في المنطقة".
ونقل
في مقال ترجمته "عربي21" عن "كبار
المسؤولين في السلطة الفلسطينية أن مهاجمة المستوطنين لبلدة حوارة خلق أجواء صعبة
في الشارع الفلسطيني، يضاف إلى ذلك تنصل الوزيرين إيتمار بن غفير وبيتسلئيل
سموتريتش من تفاهمات قمة العقبة، وفي مقدمتها تجميد شرعنة البؤر الاستيطانية بضعة
أشهر، ما يعني أن الخطة الأمنية الأمريكية يقدر لها أن تسجل فشلا ذريعًا، لأنه لا
توجد فرصة لنجاحها".
وأوضح
أن "الخطة الأمنية الأمريكية تنص على تجنيد عدة آلاف من رجال الأمن الجدد في السلطة
الفلسطينية، يخضعون للتدريب والتجهيز بالسلاح، والانتشار شمال الضفة الغربية
لمحاربة المجموعات المسلحة، وقد ضغطت الإدارة الأمريكية بشدة على رئيس السلطة محمود
عباس للموافقة عليها، لأنها تريد استخدامها لمنع النشاط العسكري للجيش الإسرائيلي
في المنطقة "أ" بالضفة الغربية، والسماح للسلطة الفلسطينية بمحاربة المقاومة
بدلا منه".
وأشار
إلى أن "الخطة الأمريكية التي يجري تنفيذها ضعيفة للغاية، رغم أنها تهدف للقضاء
على المجموعات المسلحة في الضفة الغربية التي تحظى بدعم كبير في الشارع الفلسطيني،
وتأييد كافة الفصائل، وأي اعتقاد بأن السلطة ستكون قادرة على إحراز تقدم في تنفيذ
الخطة بالقضاء على المقاومة من خلالها سيكتشف أنه وقع في خطأ كبير في قراءة الواقع
على الأرض، ناقلا عن مسؤول كبير في حركة فتح أن الخطة الأمريكية قنبلة موقوتة
ستنفجر في وجه عباس".
وأكد
أن "عجز السلطة الفلسطينية تسبب بوجود هذه المجموعات المسلحة الجديدة التي
نشأت في الضفة الغربية، ونجمت عن واقع أمني واجتماعي جديد، والتقدير في الشارع
الفلسطيني أن أي محاولة من قبل السلطة لمحاربتها ستؤدي لحرب أهلية، وانفجار كبير
في المنطقة، لذلك يصدر عباس دعوات كأنه يريد تنفيذ الخطة، لكنه عملياً سيلجأ للمماطلة
لتجنب الضغط الأمريكي، لا سيما أنه خلال أيام قليلة سيعقد في شرم الشيخ اجتماع لمتابعة
الاجتماع الأمني في
العقبة، وفي غضون ذلك لم تتخذ السلطة أي خطوات عملية لتنفيذ الخطة".
واضح
أن التشاؤم الإسرائيلي بالفشل بتنفيذ الخطة الأمريكية ناجم عن الواقع الأمني الناشئ شمال الضفة الغربية، لأنه يمثل تحدياً للسلطة والاحتلال على حد سواء، خاصة أن أفراد الأمن الجدد المجندون في صفوف السلطة الذين يفترض أن يخضعوا لتدريب
عسكري في الأردن لبضعة أشهر، ثم يعودون للضفة الغربية، وينتشرون في الشمال كثقل
موازن للمجموعات المسلحة، لم يبدأوا بعد هذا البرنامج.
في
الوقت ذاته، فإن الاحتلال ذاته قد لا يكون قادرا على قبول الوضع الجديد الذي نشأ، ما
قد يتعين عليه التحرك، خشية أن تصل العمليات للداخل المحتل نفسه، وقد يكون عشية اتخاذ
قرار قريب بشأن مستقبل التعاطي مع الخطة الأمريكية، في ظل ما يصفه بـ"عجز"
السلطة الفلسطينية الذي أسفر عن نشوء المجموعات العسكرية، وبالتالي فإن نفاد الوقت
لدى الاحتلال، وتردده، قد يفسره الفلسطينيون على الأرض بأنه ضعف، وأن يديه مقيدتان
من قبل إدارة بايدن، وبشعور من النشوة والنصر لديهم يشجعهم على المزيد من الهجمات.