طرح تسارع التقارب بين دولتي تركيا ومصر ومحاولة حلحلة الملفات العالقة بينهما بعض التساؤلات بخصوص الأزمة الليبية وتداعيات هذا التقارب عليها وعلى الدفع نحو إجراء العملية الانتخابية هذا العام.
وأكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري خلال استقبال نظيره التركي، مولود تشاوش أوغلو في العاصمة المصرية
القاهرة أن "اللقاء تناول عدة ملفات ومنها الملف الليبي وكيفية مواجهة التحديات المشتركة وتحقيق الاستقرار بالمنطقة والإسهام في الحل الإيجابي للإشكاليات العالقة هناك".
في حين أكد أوغلو أن "دور مصر في المنطقة هام وأن الملف الليبي كان من بين القضايا التي جرت مناقشتها خلال زيارته الأولى إلى مصر بعد قطيعة لأكثر من 10 سنوات".
مراقبون رأوا أن هذا التقارب في هذا التوقيت ربما يساهم بقوة في الدفع نحو الانتخابات عبر قيام كل دولة منهما بإقناع والضغط على حلفائها من الأطراف الليبية بضرورة إنجاز انتخابات رئاسية وبرلمانية هذا العام".
فما تداعيات هذا التقارب بين تركيا ومصر على
حل الأزمة الليبية والانتخابات؟
"نتائج إيجابية"
من جهته، قال الصحفي الليبي، محمد الصريط إن "هذا التقارب مهم الآن في الملف الليبي كون الدولتين من أهم الدول الاقليمية المتداخلة في الشأن الليبي، لكن يجب أن تتجه القاهرة وأنقرة بشكل فعلي لتوحيد رؤاهما حول سبل الحل للأزمة الليبية ولا يكون هذا التقارب نابعا فقط من الضغوط الأمريكية".
وأشار في حديث لـ"عربي21" إلى أن "القاهرة لديها أولويات تختلف اختلافا كبيرا مع أهداف
أنقرة والعكس، وبالتالي فإنه في حال حدث تقارب فستكون له نتائج إيجابية على الأزمة في
ليبيا وفي حال نجح هذا التقارب فإنه سيخلق قاعدة مشتركة بين الدولتين تكون بداية لحل الأزمة الشائكة في ليبيا"، وفق تقديره.
"مرونة وتناغم"
الناشط والأكاديمي الليبي، عماد الهصك، قال من جانبه إن "هذه الخطوة ستسهم في تعجيل الحل الليبي، باعتبار أن الأطراف السياسية الرئيسة في ليبيا منقسمة في ولائها بين الدولتين، وموقف هاتين الدولتين يؤثر بشكل كبير على المواقف السياسية لهذه الأطراف".
وبخصوص أزمة مبادرة باتيلي واختلاف الدولتين حولها، قال لـ"عربي21": "لن يتعارض التقارب المصري التركي مع بيان باتيلي، لأن موقف هذا الأخير قد تغير، وعدل عن فكرة استبعاد المجلسين النواب والدولة، وهذا يتناغم بطبيعة الحال مع الموقف المصري، وأما تركيا فإنها لن تجد حرجًا في قبول هذا التغير ما دامت لا تزال تلعب دورا مهما في الملف الليبي، والسياسة التركية هي من المرونة بمكان ما يجعلها قادرة على استيعاب وتفهم التغيرات السياسية والتناغم معها"، بحسب رأيه.
"ليس في صالح ليبيا"
من جهته، رأى وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي أن "أي تقارب من أي طرف مع تركيا حاليا أو مستقبلا من أجل حل الأزمة الليبية لن يكون فى صالح ليبيا حتى ولو كانت الخطوة من أقرب جيرانها وحلفائها كوني أرى أن تركيا تاريخيا ومعنويا هي العدو الأول للشعب الليبي"، وفق تعبيره.
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "بيان مجلس الأمن الدولي الأخير بخصوص ليبيا والذي لمح إلى استبعاد مجلسي النواب والدولة فى حل مشكلة إجراء الانتخابات والذي رفضته القاهرة هو في الحقيقة يعبر عن طموحات الليبيين بأن يتولى المبعوث الأممي البحث عن بديل باستبعاد هذه الأطراف"، كما صرح.