يمكن لتركيا ومصر تطبيع العلاقات الدبلوماسية قريبًا بعد خلاف سياسي
استمر أقل من عقد من الزمان، وبينما تستمر الخلافات الأساسية بين أنقرة والقاهرة
حول قضايا مختلفة - مثل ليبيا - فإن المصالحة السياسية قد تؤدي في النهاية إلى بيع
الأخيرة المعدات العسكرية السابقة، وخاصة الطائرات المسلحة المسيرة.
ونشر موقع "
فوربس" تقريرا، ترجمته "عربي21"،
قال فيه إن العلاقات بين
مصر وتركيا توترت بشدة في أعقاب انقلاب تموز/ يوليو 2013
في القاهرة، الذي أطاح بحكومة الرئيس محمد مرسي المنتخبة ديمقراطيًا لكنها لم تدم
طويلاً؛ حيث قاد رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي ذلك الانقلاب بصفته
السابقة كقائد للجيش المصري وأصبح فيما بعد رئيسا، فيما كانت
تركيا - لفترة وجيزة
- قد عقدن آمالا كبيرة في أن تتمكن من تعزيز العلاقات مع مصر في ظل حكومة الإخوان
المسلمين برئاسة مرسي، منذ أن شاركت تلك الحكومة نظرة إسلامية مماثلة لحزب العدالة
والتنمية الحاكم في تركيا.
وذكر الموقع أنه خلال الفترة القصيرة لمرسي في السلطة؛ فقد خططت مصر
لشراء عشر طائرات بدون طيار من طراز "أنكا" من تركيا، ولكن لم يتم تسليم
أي منها في النهاية، على الأرجح بسبب الانقلاب وإدانة تركيا القوية للسيسي.
وأفاد الموقع بأن صناعة الطائرات المسيرة في تركيا تقدمت بشكل كبير
في السنوات التي تلت ذلك؛ حيث سعت نحو 30 دولة حول العالم لاستخدام طائرة "
بيرقدار تي بي 2" المسيرة، التي واجهت القوات المدعومة من مصر خلال الحرب الأهلية
الليبية، ما أغضب القاهرة، التي ألمحت إلى أنها قد تتدخل مباشرة في ليبيا إذا
تقدمت القوات المدعومة من تركيا بشكل أكبر، وذلك في منتصف عام 2020.
وأشار الموقع إلى أنه الآن بعد أن تتمكن تركيا ومصر من إصلاح
العلاقات قريبًا - وذلك على خطى العديد من المنافسين الإقليميين الذين وافقوا على
التقارب - فقد تشتري القاهرة الطائرة التركية المسيرة، التي يمكن أن تعرضها أنقرة
على مصر، خاصة أنها باعتها فعلا لأحد منافسي القاهرة الإقليميين.
وأوضح الموقع أن تركيا باعت طائرات "بيرقدار تي بي 2" المسيرة العسكرية
إلى إثيوبيا في عام 2021، وهو ما كاد أن يوقف المحاولات المبكرة لإعادة العلاقات
مع مصر؛ حيث باعت أنقرة الطائرات المسيرة إلى أديس أبابا وسط المواجهة بين الدولة
الواقعة في شمال أفريقيا ومصر بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير وصراعها الداخلي ضد
المتمردين الانفصاليين في منطقة تيغراي؛ حيث يُقال إن طائرات "تي بي 2" المسيرة -
بجنب طائرات الصين وإيران المسيرة أيضًا - لعبت دورًا مهمًا في نتيجة حرب تيغراي.
ولفت الموقع إلى أن إثيوبيا لم تكن وحدها الدولة التي كانت على خلاف
على مع جاراتها وحصلت على الطائرات المسيرة من تركيا؛ حيث اشترت المغرب نحو 13
طائرة من طراز "بيرقدار تي بي 2" في نفس العام، والتي اتهمتها الجزائر بالمشاركة في
غارة غامضة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 أسفرت عن مقتل ثلاثة من مواطنيها في
منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها، فيما أصرت تركيا على أنها لم تنحز إلى أي
طرف في نزاع الجزائر والمغرب؛ حيث عرضت على الجزائر أن تشتري هي الأخرى طائرات
تركية مسيرة، وهو ما حصل من خلال شراء الجزائر لعشر طائرات تركية مسلحة مسيرة من
طراز "أنكا-إس"، التي تنتجها شركة صناعة الطيران التركية (تاي) المملوكة
للدولة.
ووفق الموقع؛ فقد تعرض أنقرة على القاهرة طائرات "تي بي 2" أو أي
طائرات مسيرة أخرى متاحة للتصدير في محاولة لإثبات حيادها في نزاع سد النهضة، خاصة أن مصر مهتمة بتطوير صناعة الطائرات المسيرة وقد ترغب في الإنتاج المشترك الذي
يمكن أن يشمل عمليات نقل تقنية كبيرة.
واختتم الموقع التقرير بالقول إن حالة مصر لن تكون الأولى؛ ذلك أن الحرب
الأهلية الليبية شهدت استخدام الإمارات المتحالفة مع مصر وحفتر للطائرات الصينية
المسيرة ضد تركيا وحلفائها في طرابلس؛ ولكن منذ إصلاح العلاقات مع تركيا في عام
2021؛ فقد طلبت أبو ظبي 120 طائرة مسيرة من طراز "تي بي 2" مقابل ملياري دولار، كما أنه كان
هناك حديث عن إنشاء فرع مصنع بايكار على أرض إماراتية للإنتاج المحلي.