قالت
صحيفة "
فايننشال تايمز" في تقرير لمراسلها أندرو إنغلاند، إن قوة الجذب
الدائمة للرئيس التركي رجب طيب
أردوغان بددت آمال المعارضة، التي تواجه مهمة صعبة
في الجولة الثانية من
الانتخابات الرئاسية لمواجهة موقف الرئيس القوي.
وأكدت
الصحيفة أن المعارضة لم تكن قادرة على توجيه الضربة القاضية ضد مناضل لا يكل وألقى
بظله على السياسة التركية خلال العقدين الماضيين، موضحة أن كل شيء يؤشر نحو زخم في
صالح أردوغان.
ورأت
أن المعركة الانتخابية تدخل منطقة غير واضحة بسباق الفوز بالرئاسة في 28 أيار/مايو،
إلا أن أردوغان استطاع تحقيق انتصارات عدة منذ قيادته أول مرة لحزب العدالة
والتنمية وانتصاره 2002، ومستعد للمعركة.
واعتبرت
أن أردوغان سيحاول استغلال خوف الناخبين من التحالفات الهشة التي حكمت تركيا قبل
حكم العدالة والتنمية، بينما سيحاول
كيلتشدار أوغلو التأكيد على كلفة المعيشة على
أمل أن تكون كعب أخيل أردوغان، حيث زاد معدل التضخم إلى 405 وسجلت الليرة معدلات
متدنية.
لكن
هناك شكوك حتى بين المعارضة حول قدرة كيلتشدار أوغلو، 74 عاما على هزيمة الزعيم
السياسي الماهر ويتساءلون عن حكمة تحالفه اختياره كمرشح بدلا من مرشح شاب، مثل
أكرم إمام أوغلو، عمدة إسطنبول.
في
المقابل، نشرت صحيفة "
نيويورك تايمز" تقريرا لمدير مكتبها في إسطنبول،
بن هوبارد، قال فيه إن أردوغان تقدم بفارق كبير عن منافسه الرئيسي في الانتخابات
التركية، رغم انتقادات التضخم المرتفع، واتهام الحكومة بالفشل في التجاوب مع
الزلازل الكارثية التي قتلت أكثر من 50 ألف شخص قبل ثلاثة أشهر فقط.
ونقل
عن محمد علي قولات، خبير استطلاعات الرأي التركي البارز الذي توقع أداء أقوى
للمعارضة قوله: "بالنسبة لأردوغان، هذه أعظم خاتمة له".
لكن
حقيقة أن أردوغان لم يتمكن من الفوز بأكثر من 50% من الأصوات، حتى بعد أن
استخدم العديد من مقومات قوته لتحويل الملعب لصالحه، تشير إلى أن بعض الناخبين قد
سئموا من إدارته المالية وتوطيد السلطة بين يديه، بحسب الصحيفة.
وأضافت:
"العديد من المنافذ الإخبارية التركية مملوكة لرجال أعمال مؤيدين لأردوغان،
مما يضمن أنها توفر تدفقا مستمرا من التغطية المبهجة، مع القليل من الاهتمام
بمزاعم الفساد أو أخطاء الحكومة".
وأجبرت
الحكومة بعض المؤسسات الإخبارية التي تنتقدها على إغلاق أبوابها، وغرامة أخرى بسبب
تغطيتها، وحاكمت بعض الصحفيين، حيث صنفت مجموعة مراسلون بلا حدود تركيا في المرتبة
165 في مجال حرية الصحافة من بين 180 دولة تم تصنيفها.
ورأت
الصحيفة أن أردوغان استخدم سلطته لإمالة المنافسة لصالحه، حيث كان يوزع فوائد
جديدة على الناخبين من الخزانة الوطنية.
وكتب
هوارد إيسنستات، أستاذ التاريخ المشارك في جامعة سانت لورانس، في رسالة بريد
إلكتروني: "إن تأكيد أردوغان على القومية والإرهاب والمؤامرات الغربية الشائنة ليس
مجرد ديكور بالنسبة للعديد من الناخبين، إنه جوهر نظرتهم للعالم".
وعلى
عكس ما يمكن أن يقدمه أردوغان للناخبين، لم يكن بوسع المعارضة سوى تقديم الوعود.
وعلقت
ليزيل هينتز، أستاذة مساعدة العلاقات الدولية في كلية الدراسات الدولية المتقدمة
بجامعة جونز هوبكنز: "على الرغم من الإحباط من الاقتصاد وآثار الزلازل، لم
يعتقد الكثير من الناس أن تحالفا معارضا – لا سيما تحالف مع انقسامات أيديولوجية
داخلية وصراعات شخصية على السلطة – سيكون قادرا على الحكم بفعالية".
وقالت
هينتز إن كون كيلتشدار أوغلو ينحدر من أقلية دينية ربما أدى إلى استبعاد بعض
الناخبين. إنه علوي، وهو عضو في طائفة إسلامية غير تقليدية ينظر إليها بازدراء من
قبل بعض أعضاء الأغلبية المسلمة السنية في تركيا.
وقالت
هينتز: "من المحتمل أن يكون بعض السنة لا يريدون التصويت لصالح علوي".