حذر مجلس الأوقاف الإسلامية في مدينة
القدس المحتلة، من الأخطار المترتبة على اعتداءات
الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، التي تنذر بـ"إشعال حرب دينية لا تبقي ولا تذر".
وجرى تنظيم "مسيرة الأعلام" أو "رقصة الأعلام" وسط رفع حالة التأهب الأمني، بشكل عدواني في قلب مدينة القدس المحتلة أمس، بمشاركة العديد من المسؤولين الإسرائيليين بينهم وزراء ونواب، تحت حماية أجهزة الأمن الاحتلال الإسرائيلي وقواته العسكرية، والقناصة التي اعتلت أسوار القدس التاريخية.
وعن خطورة تنظيم "مسيرة الأعلام" واقتحام المسجد الأقصى بشكل كبير، أكد الشيخ عبدالعظيم سلهب، رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس، أن "الاحتلال الإسرائيلي يهدف من كل هذه الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته والإساءة لأقدس مقدسات المسلمين في هذه الديار، إلى إشعال حرب دينية لا تبقي ولا تذر، وسيتحمل الاحتلال كل ما ينجم عن ذلك".
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "المسجد الأقصى مسجدنا، والقدس مدينتا، ومرفوض الاعتداء عليها، نحن قدر لنا أن نكون مرابطين في هذه الديار، ونحن أوفياء لمسجدنا، والتاريخ يؤكد أن أهل القدس أوفياء للمسجد الأقصى، يلتقون حوله ويذودون عنه".
وشدد الشيخ سلهب، على أنه "لا علاقة لليهود بالمسجد الأقصى المبارك مطلقا، وكل ما تقوم به سلطات الاحتلال بقوة العسكر والسلاح، هو اعتداء على الأقصى، ولا يثبت أي حق لليهود فيه".
وحذر "العقلاء في الجانب الآخر، إن وجد هؤلاء"، من التداعيات الخطيرة لاستمرار الاعتداء على المسجد الأقصى، منوها إلى أن "الأقصى مكان حساس، لا تقتربوا منه، والشرطة الإسرائيلية يجب أن تكون خارج الأقصى".
"مسجد للمسلمين"
وأكد رئيس مجلس الأوقاف، أن "المسجد الأقصى بكل ساحاته؛ تحت الأرض وفوقها، هو مسجد إسلامي للمسلمين وحدهم ليس لليهود أي علاقة به"، منوها إلى أن الوضع في القدس "خطير جدا، وينذر بإشعال فتيل النار".
وقال: "الأوضاع غير مستقرة وصعبة جدا في مدنية القدس التي تقع تحت الاحتلال، وهي محاصرة من قبل الاحتلال، وتم فصلها عن محيطها
الفلسطيني"، منوها إلى أن "الاحتلال يسعى إلى تفريغ القدس من سكانها، والاعتداء على كل شيء في المدينة المقدسة. الكل مهدد في القدس؛ البشر والمقدسات وحتى الأموات؛ حيث يتم الاعتداء على المقابر".
ونوه سلهب إلى أن "ما يجري في القدس والمسجد الأقصى، غطرسة احتلال لا يمكن السكوت عليها"، مهيبا بـ"المسلمين والعرب في كل أنحاء العالم، بأن يهبوا لرفع المعاناة عن المقدسات والمدينة المقدس، وهذه المسيرة، هي نذير شؤم وخطر كبير يتهدد المدنية وسكانها".
واستعدادا لتلك المسيرة، اقتحم 1262 متطرفا المسجد الأقصى، وتم خلال المسيرة الاعتداء على المقدسيين وإغلاق شوارع المدينة، وسط حالة تأهب أمني من قبل قوات الاحتلال وصخب وصراخ من المشاركين في المسيرة الاستفزازية، وإطلاق شعارات عنصرية مثل "الموت للعرب".
ويعتمد الاحتلال تنظيم "مسيرة الأعلام" بالتزامن مع الذكرى المزعومة لـ"توحيد القدس"، التي تم فيها استكمال احتلال مدينة القدس عام 1967 بزمانه العبري، حيث يتعمد الاحتلال عبر أذرعه المتمثلة بالأحزاب اليمينية المطرفة والجماعات الاستيطانية، إدخال المستوطنين المشاركين في المسيرة لساحة باب العامود والبلدة القديمة بالقدس، في استفزاز واضح لمشاعر المقدسيين والمسلمين في العالم.