دون قرار.. هكذا أنهت المحكمة العليا في إسرائيل الثالثة مداولاتها حول عزل
نتنياهو السادس، بحجة عدم الأهلية وتوقيعه على اتفاق تناقض المصالح معها في 2020م، ولأول مرة في تاريخها تنعقد بكامل هيئتها الـ (15) لبحث قانونية تصويت الكنيست في القراءتين الثانية والثالثة حول حجة عدم المعقولية، والقرار سوف يصدر في (12) أيلول القادم. فيا ترى، هل إسرائيل الثالثة.. تختمر؟!
البرفسور حاييم كلاين من جامعة تل أبيب بمقال له بصحيفة الجيروزاليم بوست باللغة الإنجليزية يقول؛ «إن
الحرب الأهلية التي تختمر والتي نشهدها الآن، ليست مشهدا عابرا، إنما عملية طويلة، وأن هذا النزاع الأهلي في طوره الأول، والمعسكران المتخاصمان في طور التبلور والتشكل».
إسرائيل الثالثة تختمر على نار هادئة، وكلا المعسكرين اليمين المتطرف ممثلا في حكومة نتنياهو السادس يتقدمهما الحريديم، والمعارضات الأخرى من اليسار ممثلا في المعسكر الوطني «لابيد- غانتس» يتقدمهما الأشكناز مؤسسو الدولة، ينتظران قرار المحكمة العليا حول حجة عدم المعقولية. فإلغاء القانون هو انتصار للأشكناز، وتمريره انتصار لليمين المتطرف، ولا يمكن أن تنهي المحكمة العليا اجتماعاتها الدائمة دون قرار، على غرار ما فعلته في مسألة عزل نتنياهو السادس.
البرفسور كلاين يختم مقالته بالقول: «في أي حرب أهلية وشيكة ستكون اليد العليا لليمين»؛ كونه مسلحا ويقيم في أطراف تل أبيب وضواحيها، وفي المستعمرات بالضفة الغربية ولديهما مليشيات مسلحة تحظى بشرعية قانونية ودعم من وحدات بالجيش الإسرائيلي، فيما المعسكر الوطني يقيم بمراكز المدن وليست لديه مليشيات مسلحة، وبحاجة إلى دعم العرب الإسرائيلين لكي يقاوم عنف اليمين المتطرف، وهناك من يتحدث علنا عن تزايد أعداد الراغبين بالهجرة، وجلهم من الأشكناز إلى الخارج، وأن 4% فعليا حجزوا تذاكر هجرة، مقابل 42% يفكرون بمغاردة إسرائيل الثالثة دون العودة.
المحمكة العليا يوم 12/أيلول القادم برئاسة القاضية إستر حيوت، سوف تصدر قرارا تاريخيا حول تثبيت أو بطلان قانون حجة المعقولية، فاليمين يهدد علنا ويعتبر أن أي قرار بإلغاء القانون هو تجاوز للكنيست وللحكومة وللأغلبية المنتخبة، فيما يرى المعسكر الوطني أن إلغاء القانون هو انتصار للديمقراطية، وعلى حكومة نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف احترام قرارات المحكمة العليا، والتغريدات على تويتر وإنستغرام لبني غانتس ولابيد تتلاقى حول ذلك، فيما يتصدر المشهد في المعسكر المتطرف ياريف ليفين وسيمحا روتمان وبن غفير وسموترتيش وآخرون.
إسرائيل الثالثة تختمر على نار هادئة، وغالبية المحللين والمفكرين الصهاينة يتحدثون علنا أن الحرب الأهلية قادمة، وأن الخراب الثالث قادم لا محالة، وأن الهدوء الحالي هو ما يسبق العاصفة، وأن ثلة المتطرفين الصهاينة الشرقيين الحريديم وراء كل ما يجري اليوم.
(عن صحيفة الدستور الأردنية)