أعلن مختار محمدوف سفير أذربيجان في دولة الاحتلال أن بلاده ترحب بـ "دفء" علاقاتها مع إسرائيل، بزعم أن "يكون أصدقاؤنا أصدقاء"، متباهيا بعد تعيينه بستة أشهر في تل أبيب بما اعتبره تعاونهما الاستراتيجي، واصفا العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل بـ"المزدهرة"، معتبرا أنها غير موجودة لإيذاء
إيران، رغم أن المنشورات الأجنبية تتحدث عن نواياها استخدام الأراضي الأذرية للعمل ضد إيران، وهو ما أنكره محمدوف نفسه مرات عديدة.
واستدرك في مقابلة مع صحيفة "
إسرائيل اليوم"، ترجمتها "عربي21" بالقول إن بلاده "لا تسمح لدول أخرى باستخدام أراضيها لأغراض مختلفة، كما أنها تتوقع من الدول المجاورة الأخرى ألا تعمل ضد الآخرين على أراضيها"، ملمحا إلى محاولات إيران إيذاء الإسرائيليين في أذربيجان، وتم إحباطها بالتعاون مع إسرائيل، وفي الوقت ذاته تتصدر التقارير حول صفقاتهما العسكرية وصادراتهما التسلحية الواسعة عناوين الأخبار، مع توقع بتوسيع هذه العلاقات في جميع المجالات: الأعمال التجارية والإنترنت والتكنولوجيا الفائقة والزراعة".
وأضاف: "لدينا تعاون طويل واستراتيجي مع إسرائيل على أساس العلاقات مع الجالية اليهودية التي تعيش معنا منذ عقود، والآن نريد توسيع العلاقات معها لتشمل الاستثمارات في الزراعة والتعليم والصحة، وقد بدأنا في العمل ببعض المجالات.. على سبيل المثال، فقد زار وزير الزراعة آفي ديختر، باكو، ووقع على خريطة طريق للتعاون الزراعي، وهذه ليست سوى البداية، وهناك مجال مزدهر بين الدول هو بيع التقنيات العسكرية، لأن كل دولة في العالم تركّز بشكل أساسي عليها".
وأشار إلى أنه "من المهم بالنسبة لنا أن نستثمر في التكنولوجيا العسكرية القوية، وإسرائيل هي إحدى الدول التي نتعاون معها في هذا المجال، ونحن ممتنون لدعمها وتعاونها، لقد أنشأنا هذا العام مركزا إلكترونيا في باكو بالتعاون مع معهد التخنيون في حيفا، حيث يتم تدريب الخبراء الأذربيجانيين في مجال الأمن السيبراني، ونعتقد أن تجربة إسرائيل مع هذه التهديدات مهمة للغاية، وكذلك في مجالات التعليم لمهنتي الهندسة والتكنولوجيا".
وأوضح أن "الموقف الأذري من تطبيع إسرائيل والسعودية ينطلق من أنه سيؤدي إلى مزيد من الاستقرار في الشرق الأوسط، كما أننا نسعد برؤية الدفء في العلاقات مع تركيا، خاصة لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نيويورك، لأن تركيا شريك وحليف استراتيجي لنا، ونريد أن تؤدي شراكتنا إلى خلق المزيد من فرص التعاون، وكنا أول دولة شيعية أقامت علاقات مع إسرائيل، ونحن رواد في خلق المناخ الذي يتيح هذا التقارب، وأعتقد أننا أثرنا بشكل غير مباشر على التطبيع مع الدول الإسلامية الأخرى".
وزعم أن "علاقات إسرائيل وأذربيجان تعتبر مثالا للدول الأخرى في المنطقة التي رأت إمكانية إقامة دولة ذات أغلبية مسلمة شيعية علاقات مع إسرائيل دون صراع، وسنكون سعداء بمزيد من المساهمة في عملية توسيع التطبيع التي ستسهم في إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، أما عن مسألة زيادة هذا التطبيع فنحن لا نتحدث علنا عن مثل هذه القضايا، مع أن موقفنا أن العلاقات مع إسرائيل فعالة للغاية للجانبين، ولا نعتبر هذه الشراكة ضد إيران أو دول أخرى".
ويبدي سفير أذربيجان في دولة الاحتلال نشاطا دبلوماسيا وإعلاميا لافتا، فقد سبق له أن التقى الرئيس التنفيذي لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة ويليام دروف، لمناقشة ما وصفها بـ"الشراكة الأذربيجانية الإسرائيلية"، والخطط المستقبلية، والتطلع لتطوير وتعميق التعاون الجاري مع المنظمات الأمريكية، وتوسيع شراكتهما، كاشفا أن القيادة الأذرية باتت تنفذ سياسة لمخاطبة القادة اليهود في جميع أنحاء العالم.
وأضاف في مقابلة سابقة مع صحيفة "
معاريف"، ترجمتها "عربي21" أنه "فور تعيينه سفيرا في إسرائيل، فقد التقى بنائب رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، مالكولم هاينلين، واتفقا على زيادة الاتصال اليهودي بينهما، وفي وقت سابق التقى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف برئيس المؤتمر الأوروبي للحاخامات الحاخام بنحاس غولدشميت خلال المؤتمر الأمني في ميونيخ، زاعما أن سبعة معابد يهودية موجودة في أذربيجان: ثلاثة في باكو، ومثلها في كوبا، واثنان في أوغوز، وقد تم افتتاح كنيس جديد في 2010، يعتبر أحد أكبر المعابد اليهودية في أوروبا".
يمكن القول إن تفعيل التنسيق السياسي وترسيخ العلاقات الأمنية والترتيبات العسكرية بين دولة الاحتلال وأذربيجان، يثير تساؤلات عديدة، يجعلها تخرج من إطار العمل السياسي إلى التمركز العملياتي، والرغبة بتقوية النفوذ الإسرائيلي في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز، والبحث عن دور فيها، في ضوء أن تلك العلاقات تحفل بالكثير من اللقاءات على المستويات الرسمية، ومناقشة مستقبل تطوير العلاقات الثنائية بينهما، وتعزيزها، والدفع بها من مجرد العلاقة الاقتصادية البحتة، إلى العلاقة الاستراتيجية.