تحيي تركيا، الثلاثاء، الذكرى السنوية الأولى للزلزال المدمر الذي ضرب جنوب البلاد في السادس من شباط/ فبراير 2023، فيما يجري الرئيس رجب طيب
أردوغان جولة على المناطق التي نُكبت جراء الكارثة.
وكانت تركيا قد بدأت العام 2023 بكارثة مدمرة وصفت في الأوساط المحلية بأنها "كارثة العصر"، حيث ضرب زلزال بلغت شدته 7.8 على مقياس ريختر المناطق الجنوبية، تلاه زلزال آخر بعد ساعات بقوة 7.7، ما تسبب في تفاقم الكارثة التي صنفت على أنها أكثر الكوارث الطبيعية التي ضربت المنطقة منذ سنوات فتكا، والأكبر في أوروبا خلال قرن، بحسب الأناضول.
وأسفر الزلزالان المدمران اللذان تركز أولهما في ولاية قهرمان مرعش التركية في جنوب البلاد، عن مقتل ما يزيد على الـ50 ألف شخص في تركيا بينهم المئات من السوريين اللاجئين، فضلا عن الدمار المادي الضخم الذي خلف ملايين النازحين بين عشية وضحاها، وفق هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد".
وعلى إثر الكارثة، أعلنت تركيا 11 ولاية من ولايات الجنوب "منكوبة"، كما أنه تم رفع حالة الإنذار إلى المستوى الرابع، الذي يشمل طلب المساعدة الدولية، لتستقبل البلاد بعدها مساعدات من 93 دولة، بحسب الأناضول.
ويجري الرئيس التركي جولة تفقدية على مناطق الزلزال، حيث يتوجه في وقت لاحق الثلاثاء إلى ولاية قهرمان مرعش، مركز الزلزال المدمر، وذلك بعد مروره على ولايات
هاتاي وغازي عنتاب.
ووفقا لوسائل إعلام تركية، فإن أردوغان سيلتقي مع عائلات ضحايا الزلزال في البرامج التي سيتم تنظيمها، وسيقوم بفحص أعمال إعادة الإعمار والإحياء في الولاية، كما أنه سيتم تسليم منازل جديدة للمنكوبين عبر قرعة الإسكان.
وقال أردوغان عبر تدوينة في منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن "آلام الأرواح التي فقدناها في الزلازل قبل عام لا تزال تحرق قلوبنا مثل اليوم الأول".
وأضاف أن "الدمار الذي شهدته مقاطعاتنا الإحدى عشرة، والتي تعد من أقدم المستوطنات في تاريخ البشرية، كان هائلا حقا"، معتبرا أن "هذه الكوارث الكبرى والمعاناة الكبيرة تشكل نقاط تحول حيث يتم اختبار قوة الأمم وأخوّتها".
وتعهد أردوغان بمواصلة حكومته إعادة إعمار المناطق المنكوبة جراء، وذلك لغاية "تأمين مأوى آمن لكل مواطن تضرر منزله بسبب الكارثة".
وفي السياق، قام الأتراك في الولايات المتضررة، بإحياء ذكرى الكارثة عبر قضاء ليلتهم في الطرقات رغم برودة الطقس، حيث تحدث البعض عن تجاربهم ليلة الزلزال، فيما قام آخرون بإحراق البخور والصلاة من أجل من فقدوا.
من جهته، أعلن والي هاتاي، إحدى الولايات المتضررة بشدة من الكارثة، يوم الثلاثاء عطلة في كافة مدارس الولاية بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للزلزال.
وشهدت العديد من المساجد في المناطق المنكوبة برامج دعاء وقراءة من القرآن لأجل الذين فقدوا أرواحهم في الزلزال.
ولا تزال كارثة الزلزال في رأس قائمة الأجندة الإعلامية والسياسية في تركيا بعد مرور عام على وقوعها، لا سيما مع اقتراب الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في نهاية آذار/ مارس المقبل، حيث يطرح المرشحون في إسطنبول برامج لتطوير المدينة المهددة بالزلازل من أجل تجنب كارثة محتملة على غرار ما حصل في جنوب البلاد.