وافق أعضاء
الكنيست الإسرائيلي مساء أمس الأربعاء، على قرار ينص على رفض إقامة دولة
فلسطينية، وذلك للمرة الأولى في تاريخ المجلس.
وأيد القرار 68 عضوا منهم زعيم حزب "الوحدة الوطنية" الإسرائيلي بيني غانتس ونواب حزبه، بينما عارضه 9 نواب فقط.
وقدم مشروع القرار عضو الكنيست، زئيف إلكين، عن كتلة "اليمين الرسمي"، وحظي الاقتراح بتأييد من المعارضة والائتلاف، بما في ذلك أحزاب "اليمين الرسمي" والليكود، و"المعسكر الوطني"، و"شاس"، و"يهدوت هتوراه"، و"عوتسما يهوديت"، و"يسرائيل بيتينو"، و"الصهيونية الدينية".
فيما غادر النواب من حزب "هناك مستقبل" الذي يقوده زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، الجلسة لتجنب دعم القرار.
ووصف قرار إقامة دولة فلسطينية بعد أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي٬ بأنها "مكافأة للإرهاب وستكون خطرا وجوديا على إسرائيل"، وأن حركة حماس ستستولي على الدولة الفلسطينية وتحولها إلى "قاعدة إرهابية إسلامية متطرفة" في وقت قصير.
وفي 21 شباط/ فبراير الماضي، صوت الكنيست بأغلبية ساحقة، لصالح قرار الحكومة رفض الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية، في قرار حظي بدعم 99 عضوا في الكنيست، في حين صوت 9 أعضاء ضده.
طرد النواب العرب
وطرد الكنيست في جلسته رئيس تحالف الحركة العربية للتغيير، أيمن عودة، بعد وصفه رئيس وزراء الاحتلال
نتنياهو بالإرهابي خلال جلسة ساخنة في البرلمان.
وفي نفس الجلسة وخلال حديث عضو ورئيس
القائمة العربية الموحدة منصور عباس من على المنصة حاول العديد من أعضاء البرلمان الآخرين مقاطعته حتى سأله أحد الأعضاء بصوت مرتفع: "أنت تريد وقف الحرب أليس كذلك؟" مكررا سؤاله.. فأجابه عباس بعصبية قائلا: "نعم، أنا أريد وقف هذه الحرب".
ومضى عباس في حديثه رغم محاولة آخرين مقاطعته: "50 ألف مدني قتلوا في قطاع
غزة، واضح أنني أريد وقف الحرب". في هذه الأثناء، صاحت النائبة من حزب الليكود، تالي غوتليب، مخاطبة النائب عباس: "إذا أسميت جنودنا بالقتلة فمكانك ليس هنا".
ولم تكتف النائبة بالصراخ من بعيد، بل توجهت نحو النائب عباس مسرعة لتسمعه ما تقول، فما كان من حراس الكنيست إلا أن حالوا دون وصولها إلى النائب الذي كان يردد "ماذا أصابكم؟ هل جننتم؟".
وأثار تصريح عباس غضبا في الجلسة، وأمر رئيس الكنيست أمير أوحانا بإنزاله من المنصة على الفور قبل أن تدور اشتبكات كلامية بين النائب وعدد آخر من النواب. وأعلن أوحانا إصدار "تحذير" لـ عباس.
ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت على ادعاءات عباس مؤكدا أن "خمسين ألف شخص لم يقتلوا" في غزة. وقال: "في بعض الأحيان يختبئ هؤلاء الإرهابيون الجبناء خلف المدنيين، ما يتسبب في مقتلهم"، معتبرا أن الجيش الإسرائيلي "أخلاقي".
منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي يشن الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي حربا وحشية على غزة أسفرت عن نحو 128 ألفا بين شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وتواصل "تل أبيب" هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي في القطاع.