في تحول كبير في السياسة
السعودية تجاه القضية الفلسطينية، غابت السعودية عن
مشهد اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب
إسماعيل هنية، في طهران، بعد مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان، عكس
موقفها في 2004 إبان استشهاد مؤسس حركة حماس الشيخ
أحمد ياسين.
وبعد اغتيال إسماعيل هنية، اكتفت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بنشر تقرير
ورد فيه: "تلقى صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية،
اتصالا هاتفيا، من معالي وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية المكلف علي باقري كني، وتناول الاتصال العلاقات الثنائية، وآخر التطورات في المنطقة".
وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، تلقى اتصالا
هاتفيا من وزير الخارجية الإيراني بالإنابة، علي باقري، عقب الإعلان عن عملية الاغتيال.
وبحسب الجانب الإيراني، الذي أكد أن "وزير الخارجية السعودي فيصل بن
فرحان، ندد باغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، وإجراء الكيان
الصهيوني ضد وحدة أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ووصف الوضع في المنطقة
بالمتأزم والخطير".
وشدد الوزير السعودي على "ضرورة خفض التصعيد في المنطقة" مؤكدا أن "المملكة العربية السعودية ترحب بإقامة اجتماع لمنظمة التعاون
الإسلامي لدراسة استشهاد إسماعيل هنية، وتؤكد مواصلة المشاورات بين
البلدين".
وبالعودة إلى عام 2004 حين استشهد مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، وفي
الخميس الأول من نيسان/ أبريل 2004، دعا ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد
العزيز حينئذ، إلى إقامة صلاة "الغائب" على الشيخ أحمد ياسين في الحرم.
وأمر ولي العهد الأئمة في جميع أرجاء المملكة بإقامة صلاة الغائب على الشيخ أحمد ياسين بعد صلاة الجمعة مباشرة، فيما وصفت السعودية عملية اغتيال الشيخ ياسين
بأنها "عدوان غاشم، استهدف بالدرجة الأولى اغتيال الجهود الدولية الرامية إلى
إعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط".
وأكدت السعودية في بيان صدر عقب اجتماع مجلس الوزراء السعودي، الذي عقد
جلسته برئاسة الأمير عبد الله، أنها "تدين بشدة هذا العمل الإجرامي والمنافي
لجميع الأعراف والقوانين والقواعد الدولية والإنسانية، وترى أنه آن للمجتمع الدولي
أن يشارك في المسؤولية إلى ما آلت إليه الأمور في الأراضي الفلسطينية المحتلة".