حذرت مسؤولة عمليات
الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في
لبنان لوتي روبرت، من أن
الوضع في البلاد يتدهور في مجالات المساعدات الإنسانية والخدمات الصحية جراء
استمرار العدوان الإسرائيلي.
وأشارت روبرت إلى
"مقتل أكثر من ألفي شخص وإصابة آلاف آخرين من المدنيين، وإلى زيادة القلق من
تصعيد العنف".
وأسفر العدوان على
لبنان منذ أكتوبر 2023 إجمالا عن ألفين و483 شهيدا و11 ألفا و628 جريحا، بينهم عدد
كبير من النساء والأطفال، فضلا عن أكثر من مليون و340 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم
الضحايا والنازحين بعد 23 أيلول/ سبتمبر الماضي.
ويرد "حزب
الله" يوميا بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية
ومقار استخباراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما يعلن
الاحتلال عن جانب من
خسائره البشرية والمادية، فإن الرقابة العسكرية تفرض تعتيما صارما على معظم
الخسائر.
ولفتت روبرت إلى
"نزوح أكثر من مليون شخص ثلثهم من الأطفال بسبب الهجمات الإسرائيلية، وفقا
للسلطات اللبنانية ما يصعّب العمل في مجال تقديم الخدمات الصحية".
وقالت: "نواجه
أزمة نزوح جماعي في لبنان. يقيم كثير من الأشخاص الآن مع أهاليهم أو جيرانهم أو
أصدقائهم".
وأضافت: "هناك
العديد من الملاجئ المؤقتة في البلاد، لكن هذا ليس وضعا مستداما، والعديد من الناس
بحاجة ماسة لدعم"، وذكرت "بوقوع هجمات إسرائيلية على لبنان كل يوم،
معظمها في جنوب البلاد والعاصمة بيروت".
وفي إشارة إلى
الاضطراب في لبنان بسبب العدوان، قالت روبرت: "نحن في الصليب الأحمر ننقل
دعمنا الإنساني ولكن قبل كل شيء نعلم تماما أننا بحاجة إلى وقف العنف لأن الوضع
مقلق ومستمر منذ مدة".
وأوضحت مسؤولة الاتحاد
أن "الهجمات الإسرائيلية أثرت أيضا في جهود المساعدات الإنسانية المستمرة".
وتابعت: "رغم أن
الصليب الأحمر اللبناني هو المزود الرئيس لخدمات الإسعاف في البلاد، إلا أنه أصبح
من الصعب يوما بعد يوم تقديم هذه الخدمة، لا سيما في مناطق النزاع".
وشددت على أهمية سلامة
حياة العاملين والمتطوعين في مجال الإغاثة الإنسانية، مبينةً أنهم يواجهون صعوبات
متزايدة، وأن بعض متطوعي الصليب الأحمر أصيبوا.
وقالت المسؤولة
الدولية: "حتى الآن تمكنا من العمل في جميع أنحاء لبنان، لكن الأمر بات أكثر
صعوبة".
وأضافت: "نحن
أيضا متأثرون حقا من حيث سلسلة التوريد، لأنه علينا جلب الكثير من المنتجات من
أدوية وطعام ومواد أساسية".
ولفتت إلى
"الهجوم الإسرائيلي على المعبر الحدودي الرئيسي بين لبنان وسوريا، الذي جعل
الأمر صعبا على منظمات الإغاثة لاستيراد المساعدات الإنسانية".
وفي 4 تشرين أول/ أكتوبر
الجاري شن الطيران الإسرائيلي غارة على منطقة "المصنع" شرق لبنان، التي
تضم المعبر الحدودي مع سوريا، ما أدى إلى قطع الطريق الدولي وتوقف العمل بالمعبر.
وأشارت روبرت إلى أن
"الوضع في مرافق الرعاية الصحية في لبنان شديد المأساوية"، لافتة إلى
"تدمير إسرائيل الكثير من مرافق الرعاية الصحية، لا سيما في جنوب البلاد".
وقالت إن "ما
يقارب الـ100 مركز صحي تعمل في الجنوب اضطرت إلى الإغلاق بسبب الوضع الخطير"، وأضافت:
"نرى نظاما صحيا متوترا في جميع أنحاء البلاد يواجه صعوبة في تقديم الخدمة
للعدد المتزايد من المرضى".