أعلنت الحكومة الليبية، أمس السبت،
الحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح الضحايا الذين سقطوا أول أمس في منطقة
غرغور بطرابلس خلال مظاهرة كانت تطالب بإخلاء العاصمة من كافة المظاهر المسلّحة.
وأعلن رئيس الحكومة الليبية علي زيدان، في مؤتمر صحفي عقده قبل ظهر بالعاصمة طرابلس، الحداد وتنكيس الأعلام لمدّة 3 أيام، على أرواح الضحايا الذين سقطوا أول أمس الجمعة في منطقة غرغور خلال مظاهرة سلمية كانت تطالب بإخلاء العاصمة من كافة المظاهر المسلّحة.
فيما أعلنت غرفة عمليات ثوار
ليبيا، مساء السبت، حالة الطوارئ في العاصمة طرابلس لمدة 48 ساعة، على خلفية
الاشتباكات التي شهدتها الجمعة والسبت.
كما أعلن مجلس محلي طرابلس، بمثابة مجلس بلدي، إضرابا عاما بالعاصمة وضواحيها لمدة 3 أيام بداية من اليوم الأحد؛ "حدادا" على أرواح
قتلى هذه الاشتباكات.
وقالت "الغرفة" في بيان لها إن الهدف من إعلان حالة الطوارئ هو "المحافظة على الأمن العام" و"الحفاظ على حياة المدنيين وحقن الدماء وسلامة الأطفال والنساء والشيوخ من المخاطر التي تهدد حياتهم باقترابهم من موقع الحدث (الاشتباكات)".
وأكدت أنها "تسعى بالتنسيق مع رئاسة الأركان العامة بالجيش الليبي ووزارة الداخلية وكافة مؤسسات المجتمع المدني والمجالس المحلية والحكماء إلى استتاب الأمن وتقديم الجناة للعدالة".
ولم يتسن التأكد من الإجراءات التي تتبع إعلان حالة الطوارئ بالعاصمة الليبية، لكن حالة الطوارئ في دول أخرى تمنح السلطات صلاحيات استثنائية من بينها توقيف مشتبه بهم دون إذن قضائي.
وغرفة عمليات ثوار ليبيا هي مجموعة مسلحة تشكلت في الأشهر الأخيرة من ثوار سابقين شاركوا في ثوار 17 فبراير / شباط 2011 التي أطاحت بالرئيس الراحل معمر القذافي، وأسندت لها الحكومة مهام لحفظ الأمن بطرابلس.
وكانت اشتباكات حادة شهدتها طرابلس، منذ عصر أول أمس الجمعة وامتدت لعدة ساعات، عندما خرج متظاهرون في مسيرة حاشدة للمطالبة بإخراج ميلشيات مسلحة من العاصمة.
غير أن عناصر من هذه الميلشيات واجهوا المتظاهرين بالأسلحة الثقيلة عندما اقتربوا من معسكر لهم في منطقة غرغور (جنوبي طرابلس)؛ ما أدى إلى اندلاع اشتباكات امتدت إلى مناطق أخرى من العاصمة، بينها تاجوراء (شرقها).
وتدخلت قوات من الجيش في محاولة لإعادة الهدوء، وتمكنت من فض الاشتباكات، لكن يظل التوتر سائدا في العاصمة.
وعناصر الميليشيلت المسلحة التي تسيطر على منطقة غرغور الراقية، هم في الأساس من سكان مدينة مصراته (شرق طرابلس) وقدموا إلى غرغور وسيطروا عليها عقب اندلاع ثورة 17 فبراير/ شباط 2011، التي أطاحت بحاكم ليبيا، العقيد الراحل معمر القذافي؛ نظرا لأن تلك المنطقة كان يسكنها كبار رجال القذافي، وتتميز بأن معظم بناياتها من القصور الفاخرة.
وتجددت أمس السبت الاشتباكات في طرابلس، بين سكان من ضاحية تاجوراء، شرقي العاصمة، وعناصر من ميلشيات مسلحة قدمت، صباح السبت، من مدينة مصراتة (شرق العاصمة) وتمركزت في مقر عسكري شرق الضاحية لمساندة زملائهم، قبل أن تغادرها على وقع هذه الاشتباكات.
وأسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل أحد المدنيين وإصابة أربعة أخرين، بحسب مصدر طبي.
وقالت وزارة الصحة في بيان في وقت سابق أمس السبت، إن 43 شخصاً قتلوا، وأصيب 461 آخرون بعدما أطلق مسلحون النار على المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بخروج كافة الكتائب المسلحة من العاصمة الليبية طرابلس.
إلى ذلك، قالت مصادر أمنية ليونايتد برس إنترناشونال، في وقت سابق، إن من بين القتلى في حادثة غرغور أول أمس، الصحافي صالح حفيانة، إلى جانب إصابة 3 صحافيين آخرين بجروح.
وتعيش طرابلس حالة هدوء حذر، غير أن المراقبيين يتخوفون من تداعيات ما قد يسفر عنه تشيع جنازات القتلى والصلاة عليهم في مكان واحد بميدان الشهداء وسط العاصمة عقب صلاة عصر أمس السبت.
وكان متظاهرون تجمعوا بعد صلاة الجمعة أمام مسجد القدس وانطلقوا إلى مقر إحدى الكتائب المسلحة التابعة لمدينة مصراته والمتمركزة بمنطقة غرغور في طرابلس لمطالبتها بإخلاء العاصمة من الوجود المسلح فيها، وهم يحملون الأعلام البيضاء وأعلام الإستقلال، ما دفع بعناصرها الى إطلاق الرصاص الحي عليهم.