حذر خبير فلسطيني في قضايا
الاستيطان اليهودي في
الضفة الغربية من أن "
إسرائيل" انتقلت لتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع "
القدس الكبرى"، الذي يهدف لتوسيع حدود القدس المتحلة لتبلغ 10% من مساحة الضفة الغربية.
وقال الدكتور خليل تفكجي، مدير قسم الخرائط في جمعية الدراسات العربية ومقرها القدس، إن قرار وزير الحرب "الإسرائيلي" موشيه يعلون الصادر أمس الأحد بضم مئات الدونمات من الأراضي لثلاث مستوطنات في التجمع الاستيطاني "غوش عتصيون"، الذي يحد المدينة المقدسة من الجنوب يأتي في إطار هذا التطور "الخطير".
وفي تصريحات لـ "عربي 21"، أوضح التفكجي أن المشروع يأتي ليس فقط من حسم مصير الأراضي الفلسطينية في القدس ومحيطها، بل أيضاً من أجل إحداث تغيير ديموغرافي هائل لصالح اليهود، بحيث يتراجع تمثيل الفلسطينيين في تعداد السكان في المدينة إلى 13% فقط.
وأعاد التفكجي للأذهان حقيقة أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" الأسبق أرئيل شارون هو الذي وضع مخطط "القدس الكبرى"، عندما كان وزيراً للبنى التحتية عام 1997، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى استكملت بالفعل بعد أن تمكنت "إسرائيل" من ضم كل المستوطنات والجيوب اليهودية التي أقامتها في حدود القدس بعد احتلال عام 1967.
وأشار التفكجي إلى حقيقة أن المرحلة الثانية من المشروع تتضمن بناء أكبر مدينة استيطانية في الضفة الغربية، والتي سيطلق عليها "عير جانيم" (مدينة الجنان)، والتي ستضم في المرحلة الأولى من بنائها عشرة آلاف وحدة سكنية، محذراً من أن بناء هذه المدينة سيؤدي إلى إحداث تغيير ديموغرافي خطير في القدس والضفة الغربية.
وأشار التفكجي إلى أن أحد أخطر مراحل مشروع "القدس الكبرى" يتضمن ربط تجمع "غوش عتصيون" ببقية المدن "الإسرائيلية" بواسطة خط سكة حديد من أجل تسهيل شروط وظروف إقامة المستوطنين في المكان، و"لإغراء" المزيد من اليهود بالإقامة في المكان.
وحذر التفكجي من مغبة تواصل المفاوضات بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، مشدداً على أن "إسرائيل" وظفت هذه المفاوضات في التغطية على مشاريع الاستيطان والتهويد التي تهدد بتغيير مستقبل الضفة الغربية.
وأكد التفكجي، الذي يعتبر أهم خبير في مجال الاستيطان في فلسطين، أن كل من يصر على الحديث عن إمكانية تطبيق حل الدولتين فإنما يضلل الجمهور الفلسطيني، على اعتبار أنه لم يعد هناك ثمة أراض في الضفة الغربية يمكن أن تقام عليها الدولة الفلسطينية.
ويذكر أن هناك إجماعا بين جميع الأحزاب الصهيونية على ضرورة ضم التجمع الاستيطاني "غوش عتصيون" لـ "إسرائيل" في أية تسوية سياسية، حيث أن هناك توافقا بين اليسار واليمين على ضرورة الاحتفاظ به، ومعظم المستوطنات قد دشنت في الوقت الذي كان فيه حزب العمل في السلطة.
ويذكر أن عدداً من كبار المسؤولين "الإسرائيليين" يقطنون هذا التجمع، على رأسهم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي يقطن مستوطنة "نوغديم"، ووزير الإسكان أوري أرئيل الذي يقطن مستوطنة "أفرات".