لم يجد تجار
مصريون مجالا للارتزاق خلال الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها مصر حاليا سوى الاتجار بفوانيس تحمل اسم المرشح الرئاسي عبدالفتاح
السيسي وزير الدفاع السابق (قائد الانقلاب)، خاطبين به ود المؤيدين والمعارضين له معا، وذلك بحسب رؤية كل طرف للفانوس (اللعبة): هل يقلل من شأن السيسي، ويمتهنه، أم يزيد منه ويوقره؟
فقد نشرت جريدة "الوطن" (الداعمة للانقلاب) الأحد تقريرا بعنوان "فانوس رمضان.. وحوي يا سيسي".. تحدثت فيه عن فانوس يُباع في حي الموسكي التجاري بـ 45 جنيها (نحو ستة دولارات ونصف الدولار الأمريكي) أطلق عليه التجار اسم "فانوس السيسي".
الفانوس على هيئة أشكال مختلفة للسيسي، أحدها يظهر فيه راكباً دبابة، وآخر وهو واقف بزي الجيش، كما أنه يغني أناشيد رمضان، قائلا: "
وحوي يا وحوي.. وأهلا رمضان".
"محمد حماصة" أحد التجار قال -طبقا للتقرير: "إحنا طلبنا تصنيع فانوس السيسي عشان هو واكل مع الناس اليومين دول.. لكن لو حمدين نجح في الانتخابات، طبعاً هنعمله فانوس ولعبة ونظبطه آخر تظبيط".
بينما قال العاملون بالمتجر: "من الآخر.. التجارة دي شطارة، لا تعرف تحب، ولا تكره، يعني لا مع حمدين، ولا سيسي، إحنا بنشوف السوق عايز إيه، ونمشي وراه".
سيدة تحمل ابنها على كتفها سألت البائع: "بخمسة وأربعين جنيه ليه يا أخويا؟".. فأجابها: "ده لسه نازل يا مدام.. منه لعبة، وكمان بيقول: "وحوي يا حوي".. و"أهلا رمضان".
التجار قالوا إنهم على اتصال دائم بالمصانع المصنعة لهذه الفوانيس في الصين، مؤكدين أنه بعد نفاد هذه الكمية، سيبحثون، وينتظرون ماذا سيحدث في الشارع السياسي، وبناء عليه تتحدد الرؤية بالنسبة إليهم، في طلبياتهم من المصانع، في المرة المقبلة.
بينما سخر نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" من الأمر. وقال أحدهم: هل يقول الفانوس أو السيسي حقا: "وحوي يا وحوي.. أم "صفا وانتباه"؟! فيما تساءل ثان: "شوف المصريين بيفكروا إزاي؟!".. وقال ثالث: "مصريون أذكياء فعلا.. الفترة الحالية موسم مهم بالنسبة لهم بسبب قرب رمضان والانتخابات الرئاسية"، وقال رابع: "عرفوا إزاي يستغلوا الفرصة"، فيما قال خامس مستنكرا: "هل وصلت العسكرة حتى إلى شهر رمضان؟!".