منعت قوات الأمن الأردنية، الجمعة، آلاف المحتجين من الوصول للسفارة الفرنسية في عمان للاحتجاج على
الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم التي نشرتها مؤخراً مجلة "
شارلي إيبدو".
واعتقلت قوات الأمن عدداً من المشاركين في المسيرة التي أطلق عليها "إلا رسول الله"، بعد منعهم من التوجه إلى السفارة الفرنسية، بحسب تصريحات ناشطين لـ"عربي21".
وتجمع الآلاف من الأردنيين احتجاجاً على نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، التي قامت صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية بنشرها قبل عدة أيام.
واستخدمت القوات الأمنية القوة لمنع المشاركين من الوصول إلى السفارة الفرنسية، مما أدى إلى إصابات في صفوف المشاركين في المسيرة، وحالات اختناق إثر التدافع.
وقال أحد منظمي المسيرة، وهو محمد السعايدة لـ"عربي21": "أغضبتني الإساءة التي وجهت لكل المسلمين في الأرض، من خلال تلك الرسومات البغيضة المسيئة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلّم. لكنني أيضاً لست مع العنف أو أن يكون القتل هو وسيلة الرد على المسيئين".
وأوضح أن "ديننا الإسلامي هو دين قائم على التسامح والمحبة، ولنا في الرسول أسوة حسنة عندما كان يقابل ما يتعرّض له من إساءة وأذى في حياته بالتسامح والرد بالمعروف والإحسان. والسيرة النبوية مليئة بمثل هذه الأحداث".
وانتقد السعايدة مشاركة الزعماء العرب في
مسيرة باريس، حيث قال "آلمني مشاركة بعض رؤسائنا العرب المسلمين في مسيرة فرنسا المنددة بحادثة قتل الصحفيين، ليس تأييداً للقتل، بل لأننا لم نشاهدهم من قبل ينتفضون ويستنكرون مئات المجازر التي نفذت بحق المسلمين.. أين هم عن غزة؟ بل أين هم عندما نشرت تلك الرسومات التي كانت سبباً فيما جرى؟ أولا يعنيهم الرسول وهم المسلمون كما يعنينا؟".
وتساءل: "إذا نشرت الصحف لدينا رسماً أو مقالاً يسيء ليس لنبي، بل لأحد الحكام دون تحديد ما هي ردود الفعل المتوقعة"، وأجاب: "بالتأكيد سيكون العقاب جزاؤهم بسبب الفتنة أو إفساد العلاقات".
وعبّر المشاركون من خلال يافطات رفعوها عن رفضهم للمسيرة التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة قادة وزعماء دول عديدة، تنديداً بالهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو"، حيث عدّوها مقدمة لعدة إجراءات ستطال المسلمين "بعد إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام".
وندد المشاركون في بيان لهم بمشاركة الزعماء العرب، وقالوا: "هم على باطلهم تجمعوا ونصرة للحاقدين تنادوا، لم نرهم ينصرون أطفال غزة، وحرائر الشام، وشيوخ العراق، ومستضعفي بورما، ومسلمي إفريقيا الوسطى، خرست ألسنتهم عن نصرة أهل الإسلام، وتنافحوا وقاحة لنصرة من أساؤوا لرسول الله".