يقول موقع "ديلي بيست" إن وزارة الدفاع الأمريكية نفت علمها بتقارير تحدثت عن عملية لإنقاذ الطيار الأردني معاذ
الكساسبة، عشية رأس السنة الميلادية.
ويكشف الموقع عن قيام مقاتلات بقصف مدينة
الرقة، عاصمة
الدولة الإسلامية، وذلك جزء من عملية يقول سكان محليون إنها كانت مصممة لإنقاذ الرهينة الأردني الكساسبة، بحسب تقارير.
ويشير التقرير إلى أن سكانا محليين في المدينة يقولون إن قتالا شرسا حدث في الأول من كانون الثاني/ يناير الماضي. وبحسب قناة الجزيرة القطرية، فقد أجبر مقاتلو الدولة مروحيتين عسكريتين كانتا محملتين بقوات الكوماندوز للتراجع، حيث حاولتا الهبوط في الرقة. وتم تدمير 20 عربة تابعة للدولة الإسلامية.
ويبين الموقع أن القتال كان شرسا؛ لأن الثمن كان كبيرا. وبحسب ناشطين من الرقة ومراسلين في المنطقة، فقد تحطمت طائرة أردنية ليلة عيد الميلاد، وكانت هذه العملية محاولة لإنقاذ الكساسبة.
وينقل التقرير ما يزعمه أبو إبراهيم الرقاوي، وهو ناشط في حملة "الرقة تذبح بصمت" بأن الأردنيين حاولوا إنقاذ طيارهم في الأول من كانون الثاني/ يناير، وقال مسؤول أمني أردني إن عملية الإنقاذ تمت في اليوم الأول من العام الحالي، ولكنه لم يقدم تفاصيل.
ويذكر الموقع أن الحكومة الأردنية لم تعلق بشكل رسمي على عملية الإنقاذ المزعومة، فيما قالت مصادر في البنتاغون إنه لو كانت هناك عملية لإنقاذ الطيار فإن الأمريكيين لم يكونوا جزءا مشاركا في هذه المهمة.
ويقول التقرير إن مزاعم الرقاوي تشبه التقارير الصحافية المحلية، التي تحدثت عن عملية عسكرية فاشلة. مضيفا أن الرقاوي كان أول من تحدث عن مقتل الكساسبة، في حين أن بقية العالم ظل يتصرف على افتراض بقاء الطيار على قيد الحياة، فالناشط الرقاوي لديه معرفه بالواقع السوري والنزاع الدائر.
ويورد التقرير أن الناشط الرقاوي كتب أن "مدينة الرقة شهدت في يوم 2 كانون الثاني/ يناير ضربات جوية قوية قامت بها مقاتلات عسكرية". وأضاف أن الطائرات كانت تضرب المنطقة. وكتب "حاولت مروحيات عسكرية القيام بعملية إنزال جوي".
وبحسب الرقاوي، الذي تحدث للموقع الأمريكي، فإن "القصف الشديد، الذي قام به مقاتلو الدولة، منع السرب الأول من المروحيات من الهبوط، لكن سربا آخر تبعه بعد ذلك بعشر دقائق".
ويضيف أن مروحيتين ثانيتين حاولتا الهبوط في الليل، لكنهما أجبرتا على العودة من حيث جاءتا.
ويوضح التقرير أنه بحسب مسؤولين أردنيين وأمريكيين فقد قتل الكساسبة في الثالث من كانون الثاني/ يناير.
ويعلق الموقع أن مهمة الإنقاذ لم تكن ناجحة، وخطط لها ونفذت بطريقة سيئة. فاستخدام القوة لتحرير
الرهائن مثل نسج خيوط تحت إطلاق النار، وقد فشل الأمريكيون في الكثير منها.
وبحسب خبراء عسكريين تحدثوا للموقع، فمحاولات كهذه تعد صعبة بدرجة كبيرة؛ لأنها يجب أن تعتمد على معلومات أمنية في غاية الدقة وتوقيت جيد، وهما أمران من الصعب تحققهما في محاور الحرب.
وينقل الموقع عن العضو السابق في القوات الخاصة "دلتا فورس"، لاري فيكرز، قوله: "أي من هذه العمليات يعتمد على الحظ، وهي عمليات تخاطر فيها بكل شيء أو لا تحقق شيئا".
ويلفت التقرير إلى أن عاملة الإغاثة البريطانية ليندا نورغروف قتلت في أفغانستان عام 2010، بقنبلة يدوية رمتها قوات الكوماندوز، أثناء عملية إنقاذها.
ويذكر الموقع أنه في كانون الأول/ ديسمبر حاولت وحدة الفقمات البحرية وفريق صغير من قوات الكوماندوز اليمنيين التقدم نحو مجمع سكني مبني من الطين لتحرير الرهينة الأمريكي لوك سومرز، والرهينة الجنوب أفريقي بير كوركي. ولكن قبل أن تتقدم وحدة الإنقاذ خرج أحد مقاتلي تنظيم القاعدة من الغرفة، التي كان يحتفظ فيها بالرهينتين، وأطلق النار، وهو ما أدى إلى موت الاثنين.
ويورد التقرير أن مسؤولا في الأمن القومي الأمريكي يقول: "كان لدينا حافز قوي بضرورة المحاولة، وكنا نعرف أن الحظوظ ليست جيدة، فأنت لا تطلق رصاصة مرة واحدة ثم أخرى، ولا تعتقد أن الخطر لا يزداد بشكل دراماتيكي".
وأضاف المسؤول للموقع: "كنا نعرف أن حياة سومرز مهددة بالخطر وكذلك هناك تهديد حقيقي للقوة، ولكن ما هو ثمن عدم فعل شيء، إنه خطر كبير، ولكن لا يمكنك ترك الرجل".
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أنه قبل خمسة أشهر حاولت قوة من وحدة "دلتا" الهبوط في مخزن للنفط في شرق سوريا في مهمة لإنقاذ الرهينة الأمريكي جيمس فولي وستيفن سوتلوف، ولكن الوحدة كانت متأخرة، فقد تم نقل الرهائن إلى مكان آخر، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".