قال الرئيس
الإيراني، حسن
روحاني، الثلاثاء، في ختام لقاء عقده مع نظيره التركي، رجب طيب
أردوغان، إن
تركيا وإيران متفقتان على ضرورة وقف الحرب في اليمن، وتشجعان التوصل إلى حل سياسي في هذا البلد.
وقال روحاني، حسب ما نقل عنه التلفزيون الرسمي الإيراني: "تطرقنا إلى الأوضاع في العراق وسوريا وفلسطين، وكان لنا نقاش أطول حول اليمن. نعتقد نحن الاثنين أنه من الضروري إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن، والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، ووقف الهجمات" في هذا البلد.
وتتهم إيران بتقديم الدعم إلى الحوثيين في اليمن، ونددت بضربات التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية. ومع أن تركيا لا تشارك عسكريا في هذه الضربات، إلا أنها تطرقت إلى تبادل معلومات استخباراتية بينها وبين قوات التحالف العربي.
ولم يتطرق الرئيس التركي إلى الموضوع اليمني في تصريحه الصحفي.
وكان أردوغان استقبل الاثنين في أنقرة ولي ولي العهد ووزير الداخلية السعودي محمد بن نايف، دون الإعلان عن فحوى ما دار خلال هذا اللقاء.
وأضاف روحاني أن البلدين "بمساعدة دول أخرى في المنطقة يعملان لإقرار السلام والاستقرار، وإقامة حكومة موسعة" في اليمن.
وتابع الرئيس الإيراني: "نحن متوافقان على ضرورة وضع حد للحرب في كل المنطقة".
التجارة بين البلدين
من جانبه، أعلن أردوغان أن الميزان التجاري بين البلدين ليس لصالح تركيا، حيث إن "إيران تصدر بقيمة عشرة مليارات دولار، وتستورد بأربعة مليارات فقط من البضائع التركية".
وأوضح أردوغان أن الفترة الماضية شهدت بطئا في في التبادل التجاري بين البلدين، قائلا: "العلاقات التجارية كانت على مستوى عال حتى العام 2013، إلا أنها شهدت بطئا في العام المنصرم، وضعنا هدفا بأن نصل إلى حجم تبادل تجاري 30 مليار دولار، إلا أننا الآن أقل من الهدف الذي حددناه".
وتابع بأن "الحجم وصل إلى نحو 14 مليار دولار فقط. العقوبات المفروضة على إيران لعبت دورا في عدم وصولنا إلى الهدف المحدد".
وطالب الرئيس التركي أيضا بأن تتم المبادلات التجارية بـ"عملتي البلدين" وليس بالدولار أو اليورو "لكي لا نبقى تحت ضغط قيمة هاتين العملتين".
وطالب أردوغان بخفض سعر الغاز الذي تبيعه إيران لتركيا، وقال إن "الغاز الذي نشتريه من إيران هو من الأغلى، وإذا تم تخفيض السعر فسنشتري أكثر، وهذا ما يجب أن تقوم به دولة صديقة".
كما أنه أعرب عن رغبته بتوسيع الرحلات الجوية إلى المدن المتوسطة الحجم في إيران.
ومن المتوقع، بحسب وسائل الإعلام، أن يتم توقيع ثماني وثائق عمل خلال الزيارة، ولا سيما في مجالات النقل والجمارك والصناعة والصحة.
توتر العلاقات بسبب اليمن
وكان الرئيس التركي اتهم في أواخر آذار/ مارس الماضي، إيران بالسعي لـ"الهيمنة" على اليمن، فيما عبّرت تركيا عن دعمها للتدخل العسكري الذي أطلقته السعودية وحلفاؤها ضد المتمردين الحوثيين.
وتساءل روحاني: "إيران تبذل جهودا للهيمنة على المنطقة. كيف يمكن السماح بذلك؟".
ورد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، فاتهم أنقرة بتغذية زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وتم استدعاء القائم بالأعمال بسفارة تركيا في طهران إلى وزارة الخارجية الإيرانية، التي طلبت منه "توضيحات" بشأن تصريحات أردوغان.
وندد نواب محافظون إيرانيون وبعض الصحف بما وصفوه "إهانات" أردوغان، مطالبين بإلغاء الزيارة.
وتتعارض مواقف تركيا وإيران بشأن سوريا أيضا، فطهران تعدّ الحليف الإقليمي الرئيسي لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، فيما تدعم أنقرة المعارضة.
وعلى الرغم من هذه التوترات الإقليمية، يسعى البلدان لتعزيز علاقاتهما التجارية والاقتصادية.