تعمل قوات النظام السوري المدعومة بالميليشيات الطائفية التي تتخذ من بلدة "
خربة غزالة" في ريف
درعا مركزاً عسكريا واستراتيجيا لها، على تفخيخ وتفجير عشرات
المنازل بشكل متناوب، لتنتقم من القيادات والجنود من أبناء البلدة الذين انشقوا عن الجيش السوري خلال أعوام الثورة السورية، إضافة إلى قيادات المعارضة السورية التي واجهت النظام السوري، رغم أن البلدة تخضع لسيطرة تلك القوات والميليشيات بشكل كامل منذ عامين.
فضمن إطار مساعي قوات النظام السوري لتحويل بلدة "خربة غزالة" في ريف درعا إلى منطقة عسكرية محصنة، نظرا لما تحمله من أهمية قتالية واستراتيجية، كونها تقع على الطريق الدولي الرابط بين عمان دمشق، كما تعد أيضا مركز ناحية يتبع لها إداريا عدد من القرى، وأهمها الكتيبة وعلما والغارية الشرقية والغربية، ويحدها جنوبا بلدة الغارية الغربية، وشمالا قرية نامر، وشرقا قرية علما، وغربا مدينة داعل.
وتعد "خربة غزالة" صلة وصل رئيسية بين ريفي درعا الشرقي والغربي، ويبلغ عدد سكانها حسب آخر إحصائية قبل الثورة 23 ألف نسمة، إلا أن البلدة خالية بالكامل من السكان بعد تهجير جميع أبنائها، وتحويل منازلهم إلى مقرات عسكرية، وذلك بحسب ما أكده لـ"عربي21" الناشط الإعلامي "أبو غياث الشرع"، أحد ناشطي البلدة ويتواجد على أطرافها.
وأشار الناشط إلى أن عدد المنازل التي تم تفجيرها حتى يومنا هذا بلغ أكثر من 60 منزلا، تعود ملكيتها لضباط وعناصر
منشقين عن النظام، وقيادات في الفصائل المقاتلة وبعض الأهالي. وتتم عملية التفجير بين فينة وأخرى بزرع متفجرات في أطراف المنزل وتفجيره عن بُعد، ليتم تدمير المنزل بالكامل.
وتتوسط بلدة "خربة غزالة" الطريق الذي يصل مدينة درعا ببلدة الصنمين، وهو الطريق الوحيد الذي يصل مناطق سيطرة النظام في مدينة درعا، انطلاقا من العاصمة دمشق، وفي حال تم قطع هذا الطريق من قبل الثوار، فإن قوات النظام في درعا ستكون في خطر الحصار الكامل من قبل كتائب الثوار، الأمر الذي جعل قوات النظام تعزز مواقعها على هذا الطريق، وتحويله إلى خطّ إمداد عسكري لجنودها في منطقة درعا المحطة.
وأردف الشرع في حديثه لـ"عربي21"، بأنه في معركة جسر حوران مطلع شهر آذار/ مارس 2013، تحمل الثوار المشقة الأكبر في معركة السيطرة على اللواء 38، فقد كانت مهمتهم الأصعب قطع طريق الإمداد وصد أرتال قوات النظام، وحينها بدأت حركة نزوح ا?ھالي من بلدة خربة غزالة، وأخليت من سكانها بشكل كامل خلال أيام قصيرة عقب تعرضها لهجوم عسكري واسع من قوات النظام استمر لمدة شهرين متواصلين، تزامناً مع قصف مركز بكافة انواع الأسلحة.