من بين ما أظهرته نتيجة استطلاع للرأي أجريت مؤخرا حول توجهات الأتراك في الانتخابات المقبلة، أن قرابة نصفهم سيختارون حزب "العدالة والتنمية" الحاكم. وتناولت تصريح نائب رئيس الحزب "محمد شاهين" حول مصير الحزب وإمكانية إغلاقه. كما أن الصحف التركية ناقشت في عددها الصادر الخميس، التطورات السياسية على الساحة التركية قبيل أيام من الانتخابات النيابية.
أفادت صحيفة "يني عقد" في خبر لها بأن شركة "أورك" للأبحاث في
تركيا، أعلنت عن نتائج الاستفتاء للانتخابات المقرر إجراؤها في السابع من حزيران/ يونيو المقبل، والذي أجرته داخل 12 محافظة بسبع مناطق.
وبحسب الصحيفة، فإن الشركة قامت بتوجيه سؤال إلى المصوتين داخل تلك المحافظات (إسطنبول- أنقرة- أزمير- بورصة- هاتاي- ديار بكر- أرضروم- طرابزون- زونغولداق- أفيون- أديامان- ننيو شهير). والسؤال هو: لمن ستصوتون في انتخابات السابع من حُزيران؟
وتورد الصحيفة أنه ووفقا لنتائج الاستفتاء الذي تم إجراؤه مع نحو 18 ألفا و750 شخصا داخل 12 محافظة، وتبين من خلالها أن حزب "العدالة والتنمية" احتل المركز الأول في 10 محافظات، فيما احتل كل من حزب "الشعوب الديمقراطية" الكردي وحزب "الشعب الجمهوري"، المركز الثاني في محافظتين. واحتل حزب "الحركة القومية" المركز الثالث في كل من "أرضروم- طرابزون- أفيون- نيوشهير".
وبحسب الصحيفة، فإنه وفقا لنتائج الاستفتاء الخاص بالانتخابات داخل مدينة إسطنبول، يتضح أن حزب "العدالة والتنمية" حصل على نسبة أصوات بنحو 48.2%، فيما حصل حزب "الشعب الجمهوري" على نسبة 32%، وحصل حزب "الحركة القومية" على ما نسبته 8.7%، وحتل حزب "الشعوب الديمقراطية" نسبة 6.5% من الأصوات، الأمر الذي أشعر أعضاءه وزعيمه بالصدمة، حيث إن من ضمن خطط الحزب الاستراتيجية العمل على زيادة أعداد أصواته داخل المدن الغربية بتركيا.
هل سيغلق "العدالة والتنمية" في تركيا؟ وماذا لو أغلق؟
ذكرت صحيفة "يني شفق" في خبر لها، أن نائب رئيس
حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا "محمد علي شاهين" قيم قرار إغلاق حزب العدالة والتنمية، حيث قال إنه وللمرة الأولى أقوم بالتحدث في هذا الأمر هنا. لقد حان موعد إعلان المحكمة الدستورية قرارها المتعلق بدعوى إغلاق حزب العدالة والتنمية.
وتفيد الصحيفة بأن "شاهين" ذكر في تصريحه: "نحن لم نقم بأي عمل خارج عن القانون، ولا يستحق حزب العدالة والتنمية أن يُغلق، ولكن يمكن أن يتم إغلاق الحزب. ولكن السؤال هنا، هل كنا سنستسلم ونغلق الحزب ونذهب؟ هل كنا سنترك البلد بلا حزب حاكم؟".
ويلفت "شاهين" إلى أن "
أردوغان قام عندئذ باستدعائنا، وأخبرنا بأنه علينا تحضير أنفسنا تجاه أي قرار، على أمل أن يتم رفض الدعوى المتعلقة بإغلاق الحزب، ولكن على أية حال فإنه لا بد أن نكون مستعدين لأي قرار. وأخبرنا أن هناك حزبا جديدا في مرحلة الإنشاء، وأن علينا أن نقوم بالتقرب من هذا الحزب وإدارته من جديد وفقا لما يتناسب معنا ومع قوانين الحزب. كما أخبرنا أنه في حال إغلاق الحزب، سأقوم أنا بالتكلف بإنشاء حكومة هذا الحزب. وأخبرنا أنه علينا تجهيز قائمة مجلس الوزراء. وبالفعل قمنا بإعداد القائمة، لأنه لا يمكننا أن نترك تركيا بلا حكومة. وسوف نستمر في الحفاظ على الأمانة التي أعطانا إياها الشعب. لا يمكن إغلاق الحزب بصوت واحد. وقمنا بالفعل بتغيير الدستور، وتصعيب مهمة إغلاق الحزب".
وتورد الصحيفة أن "شاهين" قال في تصريحه، إن الأمر نفسه يُعاد الآن، وإن هناك أمورا تحدث من أجل إسقاط حزب العدالة والتنمية.
وذكرت الصحيفة أن "شاهين" أكد على ضرورة استبعاد أي منظمة تتم إدارتها من داخل "بنسلفانيا"، وعدم السماح لها بالاختلاط بالسياسة داخل تركيا. فالجميع يتحالفون ويعدون الخطط من أجل التخلص من حزب العدالة والتنمية وإسقاطه، وخاصة أحزاب المعارضة، التي تحالفت من أجل إنشاء ائتلاف للتخلص من حزب العدالة والتنمية. ولكننا لن نسمح بكل ذلك.
إسرائيل.. العقل المفكر لزعيم "الشعوب الديمقراطية" بتركيا
أوردت صحيفة "غونيش"، في خبر لها أن أسرار الخطة الاستراتيجية للانتخابات الخاصة بحزب الشعوب الديمقراطية، برئاسة "صلاح الدين دميرطاش" والتي كانت تُدار باسم معارضة الدين ودائرة الشؤون الدينية قد تبينت. وتذكر الصحيفة أنه اتضح أن إسرائيل هي العقل المفكر والمدبر لتلك الخطط. حيث ورد في التقرير الصادر عن مركز "موشا دايان" الإسرائيلي، أنه قد ازداد دور دائرة الشؤون الدينية في عهد حزب العدالة والتنمية. كما أنه ورد في التصريح كل الأمور المتعلقة بدائرة الشؤون الدينية التركية والجوانب التي تزعج إسرائيل.
وتورد الصحيفة أنه ومن ضمن تلك الأمور التي وردت بالتقرير دروس اللغة العثمانية، وكذلك دروس تعليم وتلاوة القرآن الكريم. وبحسب الصحيفة، فإنه وعند النظر إلى الوعود الانتخابية الخاصة بالحزب الديمقراطي الشعبي، فسوف نجد أنها تتطابق بشكل كبير مع ما ورد في تقرير المركز الإسرائيلي، إذ إن "دميراطاش" قام بالتوعد بإغلاق دائرة الشؤون الدينية وكذلك إلغاء الدروس الدينية من المناهج الدراسية.
وتشير الصحيفة إلى أن التقرير انتقد استخدام دائرة الشؤون الدينية لموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وأظهر دورها تجاه المسلمين من المظلومين في جميع أنحاء العالم على أنه خطر كبير يهدد إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى الفتوى التي أصدرها رئيس دائرة الشؤون الدينية "محمد غورمز"، وتقر بأن العلويين جزء لا يتجزأ من الإسلام، ما هو إلا محاولة للتأثير على الشعب التركي.
وتلفت الصحيفة إلى أن كل ما ورد في تقرير المركز الإسرائيلي يتفق مع تصريحات "دميرطاش"، حيث إن دميرطاش صرّح قائلا إن "القدس هي المكان المقدس لليهود، ولا يصح لدائرة الشؤون الدينية أن تتدخل فيه".
دعوات التظاهر في تركيا.. والاختفاء وراء الكلمات
يرى الكاتب "يايت بولوت"، في مقال له بصحيفة "ستار"، أنه في الوقت الذي توقع فيه الجميع أن تعم الفوضى في تركيا قبل الانتخابات، حتى إن البعض توقع أن تتحول تركيا إلى ميدان التحرير "بمصر"، في أحداث "غازي".. فإنه حدث العكس على الإطلاق، وقد سارت جميع أمورها على ما يرام.
ويقول الكاتب إنه في تلك الأوقات، وأثناء أحداث "غازي"، نُشرت مقالة بعنوان "أين سيكون ميدان التحرير في تركيا؟"، وعقبها ظهرت العديد من الكتابات التي تساند تلك المقالة.
ويلفت الكاتب إلى أن ما يراه في تلك المقالة، وما لأريد قوله "ما هو إلا دعوة للتظاهر وملء الميادين في تركيا لتصبح كميدان التحرير بمصر".
أما عن الجملة التي تقول "إن تيار المحافظين قد أعلن نفسه أنه الحزب الحاكم داخل تركيا. ولكنهم لم يستطيعوا السيطرة على المجال الاقتصادي والفني"... فإن ما وراء السطور -وما يُراد قوله- هو أن "كل تلك المجالات تحت سيطرتنا نحن".
ويشير الكاتب إلى أن الجملة التي تقول: "يا أيها الدولة الجديدة القامعة والمسيطرة، انسحبي على الفور".. المراد فيها هو الحديث عن "تكوين مفهوم الدولة الجديدة القامعة والمسيطرة والديكتاتورية، أي أنه يجب أن نقف أمامها ونرفع أصواتنا ونملأ الميادين".
ويرى الكاتب أن "صاحب ذلك المقال ما زال يعيش في تركيا وهو يدرك جيدا أنه سوف يسقط يوما ما، لذلك فهو يتخفى وراء تلك الكلمات. ولكن هيهات، فالشعب أصبح الآن يدرك جيدا مستقبله، ويكتب مصيره بنفسه. كما أني أقوم بمناشدة تلك العقليات، وأقول لهم إن زمنكم قد مضى، لقد انتهيتم، والآن زمن تركيا ومحبي تركيا وشعب تلك الأراضي".