نشرت وكالة "فارس نيوز"
الإيرانية، مقالا تعتبر فيه أن
الشيعة مظلومون منذ 1400 سنة من قبل البعثيين والتكفيريين، وأنهم يستفيدون من تغطية تحالف يضم الإمارات، قطر، السعودية، وتركيا، وأن هدفهم استمرار عبودية الشيعة.
وقال المقال الذي نشرته، "فارس نيوز" واطلعت عليه "
عربي21"، "عانى شيعة
العراق كباقي شيعة العالم منذ استشهاد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عام 40 هجرية (661 ميلادية)، وحتى سقوط النظام الصدامي الفاشي عام 2003، القمع والظلم والاضطهاد، والتمييز دون أن تشفع لهم كل الكم الهائل من نقاط الاشتراك مع إخوانهم
السنة".
وأضاف الوكالة في المقال الذي عنونته بـ"هيهات منا الذلة"، "كان الشيعة يتوقعون أن ينعموا بشيء من الأمان بعد أكثر من 1400 عام من الظلم والاضطهاد، إثر سقوط نظام السفاح حجاج العصر المقبور صدام، ولكن جاءت الأحداث على عكس توقعاتهم بالكامل، حيث تحولت شوارع قرى ومدن العراق إلى مسالخ ذبحت فيها أطفال ونساء وشيوخ وشباب الشيعة من الوريد إلى الوريد، وتفنن البعثيون الذين تحولوا بين ليلة وضحاها إلى إسلاميين متطرفين في قتل الشيعة".
وتابع "لم يتركوا وسيلة لا تخطر حتى ببال الشياطين في إرضاء ساديتهم، إلا واستخدموها، فجروا المستشفيات والمدارس والملاعب ورياض الأطفال والمساجد والحسينيات والكنائس والمقاهي والمتنزهات، وذبحوا الأطفال والنساء وبقروا بطون الحوامل، ومثلوا بالجثث وفخخوها واغتصبوا النساء وباعوهن في الأسواق فقتلوا وهجروا الملايين من البشر".
ووأضح "زاد من حدة الظلم الذي يعانيه الشيعة بشكل عام، وشيعة العراق بشكل خاص، ظهور عقيدة دينية متطرفة تحمل تفسيرا مشوها للإسلام في جزيرة العرب، تركت كل الإسلام وتعاليمه السامية وبنت أساسها على تكفير الشيعة، وإشاعة الكراهية، والحقد والبغضاء بين المسلمين ضد الشيعة".
وأفاد أن "الوهابية التي نمت وترعرت في كنف المستعمر البريطاني ومن ثم الأمريكي وتحولت إلى خنجر غرس في ظهر الأمة الإسلامية كما غرس الثنائي المجرم بريطانيا وأمريكا الخنجر الصهيوني في قلب العالم الإسلامي".
وسجلت الوكالة، شبه الرسمية، أن "البعثيين والتكفيريين ارتكبوا كل هذه الفظائع التي تأنفها حتى الوحوش باسم الدفاع عن السنة، وباسم الدفاع عن التوحيد، وباسم الدفاع عن الصحابة، بينما حقيقة الأمر ليس ذلك بكل تأكيد".
وزادت أن "هؤلاء الموتورين يتحركون بأجندات سياسية ترفض أن يحكم العراق الشيعة، رغم أن الشيعة يمثلون نحو 70 بالمائة من الشعب العراقي ومن حق الأغلبية أن تحكم بلدانها في كل مكان".
ومضت تقول: "الطريف هو أن الشيعة الذين يمثلون الأغلبية في العراق لم يستفردوا بالحكم، بل أعطوا إخوانهم من أهل السنة حصة أكبر بكثير من النسبة التي يشكلونها من نفوس الشعب العراقي".
قبل أن تستدرك أن "الأوضاع الأمنية في العراق ما زالت في حال تدهور منذ عام 2003، حيث يعمل البعثيون والتكفيريون جنبا إلى جنب في ضرب كل جهد يبذل لتهدئة الأوضاع في العراق بهدف دفع الأوضاع إلى الانفجار والفوضى، لإثبات مقولة كان وما زال يرددها البعثيون والتكفيريون من أن الشيعة ليسوا أهلا للحكم، فهم خلقوا ليكونوا رعية وأتباع، وأن طرق الحكم في العراق كلها تؤدي إلى أهل السنة، فهم أسياد العراق وأهله ومن عداهم أما مطعون في دينه أو قوميته أو مشكوك في وطنيته".
وحمل المقال مسؤولية "حالة التغول البعثي التكفيري في العراق" إلى "دول إقليمية معروفه بعدائها القديم لأهل البيت عليهم السلام ولأتباعهم، مثل السعودية وبعض الدول الخليجية أمثال قطر والإمارات، ودخلت تركيا مؤخرا ناديهم الطائفي المقيت، حيث تجند هذه الدول الحاقدة أموالا ورجالا وإمكانات، وامبراطوريات إعلامية هدفها الأول والأخير ضرب كل جهد قد يخرج العراق من دوامة القتل والفوضى، وشن حرب نفسية على الشيعة ودفعهم إلى الإنكفاء".
واتهمت الوكالة "القنوات الفضائية الحاقدة على الشيعة والعراق بشكل عام مثل قناتي "الجزيرة" القطرية و"العربية" السعودية وأخواتهما، ولكن كانت النتيجة أن دخلت "داعش" الوهابية المجرمة إلى الرمادي".
ودافعت الوكالة في مقالها عن "الحشد الشيعي" معتبرة أن "هذا المشهد المشوه والكاذب يمكن تلمسه في الحرب التي يشنها التكفيريون والبعثيون في محافظة الأنبار، حيث يتم تحميل قوة وطنية مخلصة مكونة من أبناء الشعب العراقي، وهي قوة الحشد الشعبي، مسؤولية كل الجرائم البشعة التي يرتكبها البعثيون والتكفيريون ضد السنة في المناطق الغربية من العراق".
وتابعت أن "الهدف هو حشر قوات الحشد الشعبي في زاوية ضيقة، ومنعها من الانخراط في الجهد العسكري من أجل تطهير المناطق السنية من العراق من أدران البعثيين والتكفيريين، وهو ما حصل بالفعل، عندما اضطرت السلطات العراقية لمنع قوات الحشد الشعبي من مواصلة عملية تحرير مدن الأنبار تحت وقع وضغط الحرب النفسية التي شنها البعثيون المندسون في العملية السياسية".
وقالت إن هذا "التحالف القذر بين التكفيريين والبعثيين والرجعية العربية ضد شيعة العراق، وحتى ضد السنة الأصلاء من العراقيين مازال يواصل حربه النفسية ضد الشعب العراقي، وبشكل أكثر حدة، بعدما قررت الحكومة العراقية أن تتجاهل هذه الحرب النفسية الخبيثة وطلبت من أبناء العراق الشرفاء المنخرطين في قوات الحشد الشعبي التوجه إلى الرمادي، وتحريرها بعد المجازر التي ارتكبها البعثيون والتكفيريون ضد أطفال ونساء هذه المدينة".