أكد تقرير لمعهد واشنطن للدراسات أن المقاتلين الشيعة
العراقيين، وسعوا من دورهم في الدفاع عن نظام الأسد في
سوريا، على مدى الأشهر القليلة الماضية.
وبحسب فيليب سميث، وهو باحث في جامعة ميريلاند، فقد شكل المقاتلون الشيعة العراقيون منذ أواخر عام 2012 -بعضهم من ذوي الخبرة والبعض الآخر تم تجنيده حديثا- بعض الوحدات الأجنبية الأكثر ديناميكية في هذه الحرب. وبحلول ربيع 2014، كان قد تم سحب العديد منهم من الجبهة السورية للتعامل مع الضغوط المتزايدة التي يطرحها تنظيم الدولة في العراق.
"لكن في الوقت الراهن، وعلى الرغم من استمرار القتال في المناطق الساخنة في العراق مثل تكريت والرمادي، فإن هؤلاء المقاتلين الشيعة يتولون بشكل متزايد مسؤوليات جديدة ويعودون لتولي مسؤوليات سابقة على جبهات متعددة في سوريا".
وأضاف سميث وهو مؤلف دراسة بعنوان "حركة الجهاد الشيعي في سوريا وآثارها الإقليمية"، أن "بعض الجماعات الأكثر حداثة - العميلة لإيران والتي تتخذ من العراق مقراً لها - وسّعت من عمليات التجنيد التي تقوم بها من أجل إرسال المقاتلين إلى سوريا.
وأشار إلى أن التجنيد الجديد يشكل تحولا مستمرا آخر، "إذ إنه يتم تسليم مسؤولية تجنيد ونشر المقاتلين الشيعة العراقيين إلى طلائع عراقية تم إنشاؤها مؤخرا ضمن الشبكة المتوسعة لمنظمات (المقاومة الإسلامية) التي تسيطر عليها إيران. وتشير هذه الجهود، التي تجري منذ عدة أشهر، إلى قيام تطورات إيجابية وسلبية متعلقة بالمقاتلين الشيعة العراقيين في إطار تجنيد ونشر المقاتلين".
استمرار في دور كبير
وأكد الباحث الأمريكي أن المقاتلين الشيعة العراقيين لم يتركوا سوريا فعليا، وسيستمرون في لعب دور كبير هناك. فقدرتهم على أن يكونوا جنود هجوم وعناصر دعم مشاة وعناصر احتياط، قد ساعدت على إعطائهم أهمية. وفي غضون عامين فقط، تحوّل هؤلاء المقاتلون الأجانب من عوامل مساعدة إلى عناصر جوهرية في ساحة المعركة.
وقال إن "مناطق الانتشار الواسعة لشبكة مليشيا أبو فضل العباس، لا سيما في معقل الأسد الجغرافي، توضح المشاكل التي تواجه قوات النظام مع المقاتلين ومع توقعات حجم القوة [على أرض المعركة]. وبالمثل، أبرز انتشار المليشيات العراقية الشيعية في القلمون الصعوبات التي يواجهها حزب الله اللبناني، كما أنه أظهر الكيفية التي تعمل بموجبها
المليشيات الشيعية متعددة الجنسيات في تناسق في كثير من الأحيان".
"ومع ذلك، ففي الوقت نفسه، يشير هذا الانتشار إلى حصول تحول هام في النهج الإيراني في تعزيز قوة الأسد، وعلى وجه التحديد إيكال مهام محددة لبعض المنظمات الشيعية العراقية في العثور على مجندين لسوريا، وهو ما يمثل استمرار الالتزام بدعم نظام الأسد (ولو بتغيير طفيف)".
ويتم بشكل متواصل إنشاء العديد من المليشيات الشيعية العراقية المدعومة من إيران، وقد نشأت معظم هذه الجماعات في وقت قريب من إعلان حزب الله اللبناني رسمياً عن وجوده في سوريا في أيار/ مايو 2013، وثانية في أعقاب سقوط الموصل بيد تنظيم الدولة الإسلامية في حزيران/ يونيو 2014.
ورغم أن هذه المنظمات الجديدة تسلط الضوء على "السير على خطى حزب الله" على نطاق أوسع في المجال الأمني في العراق وسوريا، فإنها تظهر أيضاً كيف يمكن لإيران الانتقاء والاختيار من مختلف الفئات للقيام بمهام محددة.
وقال الباحث في ختام تقرير إنه "في الوقت الذي تعمل فيه عناصر من شبكة لواء أبي الفضل العباس على تطوير العلاقات مع المنظمات العراقية التي أنشئت وتضفي عليها الطابع الرسمي، وحيث تواصل كتائب سيد الشهداء وحركة حزب الله النجباء جهود التجنيد التي تقومان بها، قد يصبح تدفق المقاتلين الشيعة إلى سوريا أكثر تنظيماً، كما أن أدوارهم القتالية في الدفاع عن الأسد يمكن أن تصبح أكثر محورية، مع مرور الوقت".