التقى السفير الإيراني لدى لبنان، محمد
فتحعلي، قيادة
الجماعة الإسلامية في لبنان التي تعد امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين، وذلك للمرة الأولى منذ تسلمه منصبه قبل عام، في بلد عادة ما يجول فيه سفراء الدول الإقليمية والعالمية المؤثرة للقاء قيادات الأحزاب والحركات السياسية.
وبحسب بيان رسمي صادر عن الجماعة، وصل "
عربي21" نسخة عنه، فإن الأمين العام للجماعة إبراهيم المصري وقيادة الجماعة، استقبلوا ظهر الخميس السفير فتحعلي، يرافقه عدد من مستشاري السفارة.
ولفت البيان إلى أن
اللقاء "كان فرصة للتعارف، جرى خلاله بحث الأمور والتطورات التي يعيشها لبنان والساحات الإسلامية المجاورة، والتأكيد على ضرورة العمل الجاد للخروج من الأزمات التي تعانيها هذه الساحات بما يحقن الدماء ويفوّت الفرصة على المتربّصين بهذه الأمة".
وفيما لم يرى مراقبون أن اللقاء ربما يكون بروتوكوليا ولن يبنى عليه شيء، يعبّر مصدر قريب من الجماعة لـ"
عربي21" عن خشيته بأن يستفز اللقاء أجزاء من الساحة السنية، وتحديدا تلك المؤيدة للثورة السورية، جراء المواقف العدائية تجاه إيران ودورها في المنطقة.
وأكد رئيس المكتب الإعلامي في الجماعة، وائل نجم، أن الزيارة ربما تشكل استفزازا للساحة السنية في لبنان أو جزء منه، وهذا طبيعي ومتفهم في ظل حالة الرفض لمواقف إيران بلبنان وسوريا.
ويؤكد نجم في الوقت ذاته أن الجماعة لم تقطع علاقتها مع السفارة الإيرانية في بيروت، "علما أن السفير الإيراني هو من بادر بطلب الزيارة، وأبدى حرصه عليها، والجماعة ليست في وارد القطيعة مع أي طرف ولا تملك رفض أي طلب للقاء أحد".
وأشار نجم إلى أن النقاش خلال اللقاء تطرق لكثير من القضايا في الساحتين اللبنانية والإسلامية، حيث تطرق اللقاء إلى الأزمة السورية والمواقف منها، "وقد قلنا وجهة نظرنا الثابتة منها ورؤيتنا لحلها بكل شفافية".
وكشف نجم عن طرح السفير الإيراني خلال اللقاء للمبادرة التي أعلنتها طهران مؤخرا، بشأن حل الأزمة السورية، شارحا بنودها، دون أن يخوض في تفاصيل موقف الجماعة منها، في خطوة ربما تفهم على أنها محاولة إيرانية لطرح المبادرة على أطراف بالمعارضة السورية على علاقة بالجماعة.
يأتي هذا اللقاء على الرغم من المواقف المعلنة للجماعة الإسلامية المؤيدة للثورة السورية، والرافضة بشدة للدور الإيراني في
سوريا، وفي ظل حالة الانقسام الحادة في الساحة اللبنانية بسبب مشاركة حزب الله، الحليف الأقوى للجمهورية الإسلامية، في القتال إلى جانب قوات النظام السوري.