سخر الكاتب
الإسرائيلي بوعز بسموت، من
الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب وبنوده السرية، متهكما بالقول إن إسرائيل ربما تكتشف في نهاية الاتفاق أن إيران ستجري مع القوى العظمى تجارب عسكرية نووية!
وقال بسموت في مقالته لصحيفة "إسرائيل اليوم" الخميس، إن إيران في بلاد العجائب، حيث كشفت وكالة "أ.ب" للأنباء الأربعاء، النقاب عن أنه بحسب الاتفاق النووي السري الذي وقع بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية – والذي هو جزء من الاتفاق العام – فسيستخدم الإيرانيون مراقبيهم كي يفحصوا القاعدة العسكرية في برتشين، المنشأة العسكرية التي يشتبه في أن الإيرانيين يطورون فيها سلاحا نوويا.
وعلق بسخرية على هذا الخبر بالقول: "قرأتم صحيح. القط سيحرس لنا القشدة. يا جماعة، يمكن أن تكونوا هادئين".
وأكد بسموت أن هذا الحديث صحيح ولا يدور عن كذبة نيسان. وتابع سخريته بالقول إنه بحسب ذات المنطق "السليم" للقوى العظمى، فإن هنا إمكانية أن تسمح إسرائيل لنشطاء "حماس" بأن يستخدموا منظومة "القبة الحديدية" في المواجهة التالية، وفي وزارة الداخلية يفكرون بنقل دائرة التأشيرات إلى مسؤولية المتسللين.
وشدد الكاتب على أنه "يجب على إسرائيل أن تكيف نفسها مع العالم. بالفعل، في عالم غريب نعيش. في أثناء العرض الأخير لم تكف إيران عن الخداع والكذب، وبناء ثلاث منشآت نووية سرية، والعالم، بنبل شديد، يقدم لخامنئي الخد الآخر. فهل لا يزال أحد ما لم يفهم لماذا يعارضون في القدس جدا هذا الاتفاق؟ هل لا يزال هناك من يعتقدون بأنه ليس صحيحا الاعتراض على الاتفاق وتعليق الأمل بالكونغرس؟ اتفاق الشجعان؟ اتفاق السذج!" على حد تعبيره.
وقال بسموت: "منذ 14 تموز، حين وقع في فيينا الاتفاق النووي، لا نكف عن أن نتفاجأ. فلا عجب في أن قسما من الاتفاق سري. ليس مفاجئا على الإطلاق أن يقول رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل بضعة أيام بأنه ملزم بالحفاظ على تفاصيل الاتفاق مع إيران في السر. فالرجل يريد أن يحافظ على شرفه. إذا كان الكشف صحيحا، فإن من حقه أن يفكر بالانتحار المشرف"، على حد وصفه.
وأكد أنه "منذ التوقيع على الاتفاق، فقد وجدت إسرائيل صعوبة في هضم بنوده الإشكالية المختلفة. ولاحقا تعاظم الاعتراض فقط. فقد اكتشفنا مثلا المادة 10 في الصفحة 142 في الاتفاق والتي تقضي بأن تساعد القوى العظمى إيران في الدفاع عن المنشآت النووية من التخريب. يقرأ المرء ولا يصدق"، على حد قوله.
وأشار بسموت إلى لقاء "وزير الخارجية الأمريكي جون كيري (جائزة نوبل التالية؟) في الكونغرس الذي اعترف به بأنه لم يرَ الاتفاق السري بين الوكالة وإيران، ولكن – شكرا للرب – حصل على الاطلاع. وعلى الرقابة الذاتية في بروتشين أيضا؟ إذا كان الكشف السخيف صحيحا، فمن الأفضل له أن يعلن "لم أعرف".
وتابع القول: "صدقوني، هذا أفضل! وبعد ذلك جاء الكشف الذي روى أن إيران هي التي ستنقل العينات من المنشأة العسكرية في برتشين وأن الرقابة ستكون بإشعار قبل 24 يوما".
ونوه إلى أن أحد الكوميديين الأمريكيين أبدى ملاحظة بأن الرقابات على المطاعم الحلال في نيويورك تتم بشكل أكثر تواترا. وبشكل عام، وقال الكاتب: "تعالوا نتخيل وضعية يأخذ فيها الإيرانيون العينات وينقلونها إلى مراقبين محليين وعدوا في العقد بما لا يقل عن 24 يوما للإخطار المسبق كي لا يتفاجأ المساكين".
وأضاف الكاتب أن "أوباما رتب لإسرائيل ليس مجرد اتفاق، بل وأيضا فصلا ناجحا على نحو خاص من برنامج "بلاد رائعة" بالفارسية. والآن يمكن أيضا أن نفهم التصريح الإيراني، بعد أسبوعين من الاتفاق، في أنه لن تدخل أي جهة أجنبية منشآتنا العسكرية. وقد عرفوا عما يتحدثون. عرفوا أن القوى العظمى عمليا تنازلت عن الرقابة على المنشأة العسكرية".
وتساءل ساخرا: "ما هي المرحلة التالية؟ ماذا سنكتشف أيضا في الاتفاق السري؟"، منوها إلى أنه ربما تجري إيران مع القوى العظمى تجارب عسكرية نووية بنهاية فترة الاتفاق.