قال المحلل العسكري
الإسرائيلي أليكس فيشمان، إن
روسيا وإيران، وبموافقة من الولايات المتحدة، اتخذتا قرارا استراتيجيا للقتال إلى جانب الأسد لإنقاذه.
وقال فيشمان في المقال الافتتاحي لصحيفة "يديعوت" الاثنين، واطلعت عليه "
عربي21"، إن سلاح الجو الروسي بدأ يحلق في سماء
سوريا، وإن المقاتلات الروسية ستشن خلال الأيام القريبة القادمة غارات على مواقع لتنظيم الدولة، وكتائب إسلامية معارضة للأسد.
ونقلا عن دبلوماسيين غربيين، فقد أكد فيشمان وصول قطار جوي روسي إلى مطار في دمشق، فيما يصل الأسبوع القادم آلاف المقاتلين الروس؛ بما فيهم مستشارون ومرشدون وفنيون، إلى جانب رجال الدعم اللوجستي والفني.
وتابع: "كان نشر في الماضي أن الروس يعتزمون تزويد السوريين بطائرات قتالية من طراز ميغ 29 وطائرات تدريب من طراز ياك 130، يمكن استخدامها للقصف أيضا. ليس واضحا أي طائرات ومروحيات قتالية ستصل من روسيا، ولكن لا شك أن طيارين روسا في سماء سوريا، يعملون في مهام قتالية، سيؤثرون على قواعد اللعب في سماء الشرق الأوسط".
ورأى فيشمان أن تحليق الروس في سماء سوريا، يؤثر أيضا على الاعتبارات بالنسبة لشكل استخدام سلاح الجو الإسرائيلي.
وفي الشأن
الإيراني، قال المحلل العسكري إن روسيا وإيران اتفقتا على دعم نظام الأسد في مواجهة
تنظيم الدولة، وإن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية تكيفان سياساتهما في الشرق الأوسط مع إيران، فالأخيرة ترى في إيران محورا مهما في التصدي لتنظيم الدولة على الأقل في الجبهة العراقية.
ويضيف: "تشدد مصادر دبلوماسية غربية على أن إدارة أوباما على وعي بالقرار الروسي للدخول في تدخل عسكري مباشر في سوريا، ولكن حتى اليوم لم ترد على ذلك. فليس فقط لم تعرب الإدارة الأمريكية عن الاحتجاج على هذا التطور، بل إنها كفت أيضا عن إطلاق التصريحات بالنسبة للحاجة لإسقاط نظام الأسد الإجرامي".
وأشار فيشمان إلى أن روسيا وإيران بدأتا عملية إعادة بناء الجيش السوري ومده بالسلاح، مؤكدا أن روسيا تبحث عن ميناء آمن على شواطئ سوريا إلى جانب ميناء طرطوس، لزيادة توريد السلاح والعتاد للجيش السوري.
وتابع: "تركيا هي الأخرى، التي امتنعت حتى الآن عن كل نشاط من شأنه أن يعزز الأسد، اضطرت إلى التسليم بالحسم الروسي – الإيراني وبالصمت الأمريكي في الموضوع وانضمت هذا الأسبوع إلى القصف ضد داعش في سوريا. وبالتوازي، في أثناء زيارة أردوغان إلى قطر قبل زمن ما، توصل إلى تفاهم مع القطريين ومع السعوديين لرفع مستوى قوات الثوار المرتبطين بالإخوان المسلمين والذين يقاتلون ضد داعش، مثل أحرار الشام، الذين يقاتلون ضد الأسد وضد داعش على حد سواء".
وختم فيشمان بقوله: "هكذا يبنى تحالف روسي – إيراني إلى جانب التحالف الأمريكي وحلفائهم ضد داعش. وعلى الطريق أصبحت إيران محورا مركزيا – في نظر القوى العظمى – لحل كل أمراض الشرق الأوسط".