طرحت العمليات الانتحارية الأربع، التي ضربت
عدن وتبناها
تنظيم الدولة الإسلامية، الكثير من الأسئلة، خاصة أن البيانات التي صدرت عن دولة
الإمارات التي تتواجد بريا في المدينة، والسعودية التي تقود قوات التحالف، كانت شبه غامضة، وكشفت أن القوات الإماراتية التي تم استهدافها هي ذاتها لم تكن تعلم بطبيعة العمليات، وكانت قد فوجئت بها.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد تبنى أربع عمليات نفذها أربعة انتحاريين، وأفلت منها نائب الرئيس
اليمني خالد بحاح، فيما استهدفت العمليات الأربع مقر الحكومة ومقر قوات التحالف ومقر القوات الإماراتية في عدن، لتكشف العمليات الأربع عن حجم هشاشة القوات الإماراتية وضعف سيطرتها على الأرض، حيث قيل في البداية إن التفجيرات كانت ناتجة عن قصف بالصواريخ، إلا أن تنظيم الدولة كشف بأن انتحارييه كانوا في المكان، وهم الذين نفذوا العمليات.
وكان بحاح كتب عبر صفحته على "فيسبوك" أن صاروخين سقطا في حرم فندق القصر، حيث مقر الحكومة اليمنية الشرعية، إضافة إلى عدد آخر من الصواريخ سقطت في أماكن مختلفة من المدينة، وهو ما أكده الناطق باسم الحكومة، وما أكده أيضا بيان الإمارات التي أعلنت أن أربعة من جنودها قتلوا.
كما كانت صحيفة "عدن الغد" قالت بعد ساعات من وقوع التفجيرات إنه تم استهداف مقر الحكومة في فندق القصر، ومقر قيادة التحالف، ومنزل الشيخ صالح بن فريد العولقي بالبريقة، الذي تستخدمه الإدارة الإماراتية مقرا لها، بالإضافة إلى عملية مماثلة استهدفت مقر الإدارة العسكرية الإماراتية الواقع بالقرب من مصنع بازرعة للحديد.
وتضاربت الأنباء حول أعداد الضحايا الذين سقطوا في العمليات التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية، حيث زعمت وسائل الإعلام التابعة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين أن أكثر من 70 شخصا قضوا في العمليات، فيما قال البيان الإماراتي الرسمي إن 15 جنديا قضوا في التفجيرات، من بينهم أربعة جنود إماراتيين فقط، بينما أصدرت
السعودية بيانا منفصلا قالت فيه إن أحد جنودها قتل في تفجيرات عدن.
وتطرح هذه التفجيرات المفاجئة الكثير من الأسئلة؛ إذ شهدت شبكات التواصل الاجتماعي عاصفة من الأسئلة والتعليقات التي تتساءل عن كيفية وصول الانتحاريين أو السيارات المفخخة إلى هذه المواقع الحيوية والحساسة في مدينة عدن، التي تقول الإمارات إنها تسيطر عليها في الوقت الراهن، وهو ما دفع الكثير من المراقبين إلى الاستنتاج بأن القوات الإماراتية تبسط سيطرة هشة على المدينة، وأن الوضع فيها لا زال غير مستقر.
كما أن التفجيرات التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية تعيد طرح الأسئلة حول نجاح الحوثيين وصالح في اختراق صفوف تنظيم الدولة، واختراق تنظيم القاعدة، حيث إن العمليات تصب في صالح الحوثيين الموالين لإيران التي من المفترض أن تنظيم الدولة يحاربها في سوريا.
كما تعيد هذه التفجيرات إلى الأذهان ما كان قد ورد في تقرير المبعوث الأممي، الذي كشف لأول مرة أن الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح يقيم علاقات مع تنظيم القاعدة، وأنه أمر القوات اليمنية قبل خلعه من منصبه بوقف هجوم كان من المفترض أن يستهدف التنظيم، وما أورده التقرير من أن صالح التقى عددا من قادة التنظيم، وكان يقوم باستثمار عملياته لتحقيق أهدافه السياسية والقضاء على الثورة اليمنية.