ملفات وتقارير

فلسطينيون يبتكرون سلاح السخرية من "جيش البامبرز"

جندي إسرائيلي يختبئ خلف "حاوية القمامة" خشية إصابته بحجارة الفلسطينيين - تويتر
برزت "السخرية" كأسلوب جديد يستخدمه الفلسطينيون في انتفاضتهم الثالثة، للمساهمة في ضرب معنويات جنود الاحتلال الإسرائيلي، ودحض أسطورة "الجيش الذي لا يقهر"، من خلال تداول الصور، ومقاطع الفيديو، والتعليقات الساخرة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
    
وتحت هاشتاغ "جيش البامبرز" تداول النشطاء صورا لجنود الاحتلال وهم "يتخبطون رعبا" أمام الشاب مهند العقبي، منفذ عملية إطلاق النار التي وقعت في المحطة المركزية للحافلات ببئر السبع في 18 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي.

ونشر الناشط علي قراقع في صفحته على موقع "فيسبوك" فيديو بعنوان "على بلاطة.. مستوطن أقرع وزمباوي" سخر فيه من هروب الجنود من منفذ عملية بئر السبع، وقدرة الأخير على إيقاع الرعب في قلوبهم؛ لدرجة أنه تمكن من الاستيلاء على بندقية أحد الجنود.

وقال في الفيديو إن "الجنود هربوا وفقدوا السيطرة على أنفسهم، فقتلوا أحد أصدقائهم"، مشيرا إلى المستوطن "الأصلع" الذي رد على العملية بالهجوم على الفلسطينيين بالخليل بعصا غليظة، فكان مصيره الدهس بشاحنة يقودها شاب خليلي، ما أدى إلى مصرعه.

وكتبت فريال عبدو (25 عاما) في صفحتها على "فيسبوك": "المستوطن أول ما يشوف سكينة بمطبخه؛ بفزع وبصرخ.. اتعقّد.. والله ليقشر البرتقالة بأسنانه".

ونشرت عبدو بعض مقاطع الفيديو التي تظهر خيبة جنود الاحتلال، وفشلهم في التصدي للفلسطينيين الغاضبين، ناهيك عن محاولات هربهم الفاشلة، وعقبت على مشهد محاولة جندي إسرائيلي صد عجل سيارة دحرجه شاب فلسطيني نحوه، ما أدى إلى وقوع الجندي أرضا، وقالت: "جنود فافي (يحبون الرفاهية)".

وتداول نشطاء صورة لجندي إسرائيلي مختبئ خلف "حاوية القمامة" خشية أن يُصاب بحجارة الفلسطينيين.

وتناقل آخرون مقاطع فيديو تعكس قدرة الشباب الفلسطيني المشارك في المواجهات، على استفزاز جنود الاحتلال، وإغاظتهم بأفعال طريفة ومتنوعة، ونشر فخر الرنتيسي من رام الله، فيديو لأحد الشباب الفلسطينيين وهو يخمد بواسطة دلو قنبلة غاز مسيل للدموع، وقال: "الشاب لم يهرب من القنبلة، بل جلس فوق الدلو ضاحكا؛ لأنه أبطل مفعولها قبل أن تنشر سمّها".

دلالات

وحول هذه الظاهرة؛ قال الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي، إن أساليب المقاومة المختلفة، وخاصة السخرية والاستهزاء، تعمل على "كيّ وعي الجندي الإسرائيلي، وتفقده صفة التفوق التي يتغنى بها، وتدمر معنوياته الهابطة أصلا".

وأضاف لـ"عربي21" أن "هناك دلالة مهمة جدا لأسلوب السخرية، وهي أن الخوف لا يجد طريقه لنفوس هؤلاء الشبان الفلسطينيين العزل، رغم ما يحمله هذا الجندي من سلاح وعتاد".

ورأى أن "هدم المنظومة العسكرية الإسرائيلية المتغطرسة؛ يحتاج إلى توسعة أساليب المقاومة وتنويعها"، مشيرا إلى أن "من المهم إحداث فتحة في جدار الاحتلال الرخو هذا، ولو كانت بسيطة، لكنها ستتسع مع الأيام".

ودعا الشرقاوي إلى وجود قيادة موحدة لتوجيه الانتفاضة الثالثة "التي يجب أن تدار من خلال عمل منظم، يتمكن من توفير الحشد اللازم، لتؤتي الانتفاضة ثمارها المرجوة، وتحقق أهدافها".