هاجم مؤيدون للنظام السوري مليشيات
الشبيحة التي يطلق عليها "اللجان الشعبية" و"الدفاع الوطني"، ووصفوا الحواجز المنتشرة داخل مدينة
حلب وعلى أطرافها بـ"اللصوص"، وذلك بعد سيطرة
تنظيم الدولة على طريق إمداد لقوات النظام جنوب شرق.
وكان التنظيم قد سيطر على الطريق الواصل بين بلدتي أثريا وخناصر الذي يبلغ طوله 50 كيلومترا، نهاية الأسبوع الماضي. ويعد الطريق الوحيد لوصول إمدادات النظام، من الساحل مرورا بحماة في وسط
سوريا، إلى مناطق سيطرة النظام في القسم الغربي من مدينة حلب.
بدوره، ردّ إعلام النظام على هجوم مؤيديه وانتقاداتهم بإعلانه عملية عسكرية ضخمة لقوات النظام السوري تنطلق من منطقة أثريا في ريف حلب الجنوبي نحو مراغ، ومن
خناصر نحو مراغ أيضا، وذلك باشتراك المليشيات الموالية للنظام.
وعلق أحد المؤيدين للنظام السوري على صفحته على موقع "فيسبوك" بالقول: "خلال ساعات قليلة يسيطر التنظيم على طريق طوله 50 كيلومترا، ويضرب ثمانية حواجز، ويقتل عشرات من خيرة شباب الجيش، أما عناصر الحواجز الذين أصبحوا جمارك لأخذ المال، والسرقة من المواطنين، ففرّوا تاركين خلف ظهرهم طريق إمداد مهم في هذه المرحلة".
ومن جهتها، صرحت بعض الصفحات المؤيدة لنظام بشار الأسد بأن مليشيات "اللجان الشعبية" مسؤولة عن فقدان الطريق الذي أصبح مدخل "رزق" لهؤلاء. وطالبت هذه الصفحات النظام السوري بتبديل عناصر الحواجز بعد فقدان الطريق، ووضع حواجز عسكرية تابعة للجيش السوري لحماية الطريق وليس لجني المال، على حد قولها.
وفي السياق، أعلن تنظيم الدولة سيطرته على أربعة حواجز لقوات النظام على طريق حلب، وأربعة حواجز أخرى على طريق أثريا - الرقة، بينما أعلن النظام السوري عن تمكنه من السيطرة على 15 كم من أصل 50 على طريق الإمداد الوحيد له، وأكد استمرار إغلاق الطريق إلى مدينة حلب.
وقال ناشطون من داخل مدينة حلب أن أسعار جميع المواد التموينية والمحروقات ارتفعت داخل المدينة، وذلك بعد عدة ساعات من انقطاع الطريق، حيث استغل بعض التجار إغلاقه، وأوقفوا ضخ البضائع داخل أسواق المدينة؛ بحجة الخشية من استمرار قطع الطريق.
أبو أحمد، أحد السكان القاطنين داخل مناطق سيطرة قوات النظام في غرب حلب، قال لـ"عربي 21": إن "السبب الرئيسي لهذا الغلاء هو الشبيحة، فهم يحتكرون كل شيء، ويتعاملون مع التجار الكبار، ويقومون بحمايتهم من الرقابة والتفتيش، ويطلقون أذرعهم الاستغلالية داخل أسواق مدينة حلب، ويمارسون يوميا الابتزاز، والسرقة، والخطف، وأصبحوا مافيات تتنقل داخل المدينة لجني الثروات بطرق مختلفة"، بحسب تعبيره.
وتابع أبو أحمد: "أصبح هؤلاء يتاجرون بكل شيء؛ بسبب تواجدهم على الحواجز، وتواجدهم أيضا في الفروع الأمنية، فهم يقومون بابتزاز سيارات الشحن التجارية، وحافلات نقل الركاب، ويتقاضون مبالغ مالية مقابل إعطاء معلومات عن معتقل أو الإفراج عنه".
من جهة أخرى، شنت قوات النظام هجوما واسعا على الريف الجنوبي لمدينة حلب؛ لتأمين الطريق الدولي حلب – دمشق، حيث تسعى للوصول إلى الطريق لجعله طريقا بديلا واحتياطيا عن طريق السفيرة، الذي يضطر النظام من خلاله لقطع عشرات الكيلومترات من الطرق الفرعية من أجل الوصول إلى القسم الغربي من مدينة حلب، بالإضافة إلى عملية عسكرية أخرى بالقرب من بلدة السفيرة، في مناطق سيطرة تنظيم الدولة، وتهدف إلى الوصول إلى مطار كويرس.