نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لمحرر الشؤون الدفاعية كيم سينغوبتا، قال فيه إن عملية "
شيدر" هي الحرب الوحيدة التي تخوضها
بريطانيا بالأسلحة التقليدية، حيث تقوم القوات الجوية الملكية البريطانية بحملة منذ شهر أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، على بعد مئة ميل من المكان المتوقع قيام الضربات المثيرة للجدل ضده.
ويشير التقرير إلى أن الحملة تضمنت القيام بحوالي 340 غارة جوية، وقتلت أكثر من 350 مقاتلا، ودمرت عشرات القواعد والسيارات العسكرية ومخازن الذخيرة ومنشآت تدريب واتصال، بحسب المسؤولين في وزارة الدفاع.
ويورد الكاتب نقلا عن وزارة الدفاع قولها إن عدد الضحايا المدنيين هو "صفر"، مستدركا بأنه قد ينظر إلى هذا الادعاء على أنه جدلي، ولم يتم التحقق منه، ولا من أي جانب آخر من جوانب الحملة، التي تمت المصادقة عليها في مجلس العموم بـ 524 صوتا مقابل 43 صوتا. ويشير إلى أن الوقت الوحيد الذي تم فيه طرح أسئلة جادة حول الضحايا على الأرض هو عندما استخدمت بريطانيا طائرات دون طيار لقتل الجهاديين رياض خان وروح الأمين في
سوريا، وكلاهما يحمل الجنسية البريطانية.
وتقول الصحيفة إنه "بشكل عام، فإن العملية في سوريا هي توسيع لعملية
العراق. وستبدأ الهجمات خلال ساعات من تصويت البرلمان، حيث ستطير الطائرات البريطانية من قواعد في إيطاليا وربما اسكتلندا، وسيتم ضبط العملية من مركز القيادة للعمليات الجوية المشتركة التابع للتحالف الذي تقوده أمريكا في قاعدة العديد في قطر. أما القيادة العامة فستكون من المقر الدائم للقيادة المشتركة في نورثوود في مقاطعة ميدل سيكس".
ويلفت التقرير إلى أن طائرتي تورنادو "جي آر 4"، قد غادرتا من قاعدة "آر إي أف أكروتوري"، وستغادر ست طائرات تايفون من قاعدة "آر إي أف لوسيماوث"، للانضمام إلى ثمان طائرات تورنادو تستخدم في العراق حاليا. وتحمل طائرات التورنادو قنابل "بيفوي 4"، وقنابل "بريمستون"، وتستخدم طائرات التايفون قنابل "بيفوي 4".
ويرى سينغوبتا أن هذا مهم؛ لأن قنابل "البيفوي" تستخدم في العادة لضرب الأهداف الكبيرة وتدمر البنايات، ما يزيد من احتمال وقوع ضحايا مدنيين. بينما قنبلة "بريمستون"، فتعتمد على التوجيه بالليزر، وتستخدم في ضرب الأهداف المتحركة، أو الإصابة بدقة في المباني. ورأسها المتفجر أصغر من مثيلاتها مثل قنبلة "هيلفاير"، ولذلك تقلل من احتمال سقوط ضحايا مدنيين. مستدركا أن مخزون القنابل من هذا النوع قل بشكل كبير، حيث ذكرت بعض التقارير أن المخزون من هذه القنبلة وصل إلى حوالي 10 قبل شهرين.
وتذكر الصحيفة أنه بحسب قواعد الاشتباك البريطانية، فإنه في حال وضع الأهداف المتحركة، مثل مقاتلي
تنظيم الدولة، فإنه يمكن للطيار اتخاذ القرار بنفسه، أما الأهداف الثابتة فيجب أن يتخذ القرار فيها مركز القيادة للعمليات الجوية المشتركة.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأنه بعد حملة غارات استهلالية مكثفة في سوريا، فإنه يتوقع أن تكون "العمليات القتالية البريكانية" في سوريا على مستوى تلك التي في العراق، التي تشكل حوالي 8% من نسبة الغارات التي يقوم بها الائتلاف. مشيرا إلى أن سلاح الجو البريطاني يقدم حوالي 30% من المعلومات للتحالف، من خلال عمليات التجسس والمراقبة التي تقوم بها طائرات دون طيار من طراز "إم كيو ريبر". واستخدمت هذه الطائرات فوق سوريا لأشهر طويلة، ولن يؤثر التصويت في البرلمان على عملها.
ويجد الكاتب أنه سيكون هناك فرق كبير إن قررت الحكومة أن تسلح المزيد من هذه الطائرات دون طيار بصواريخ "هيلفاير"، حيث تم قتل المزيد من الجهاديين البريطانيين، المتواجدين بشكل أكبر في سوريا وليس في العراق، من الدولة البريطانية، خاصة بعد الآراء التي أبداها زعيم المعارضة جيرمي كوربين حول "إطلاق النار بهدف القتل".
وتبين الصحيفة أن موقف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد
كاميرون كان صلبا بشأن الخلاف الذي حصل إثر مقتل رياض خان وروح الأمين، حيث أعلن أنه لن يتوانى عن الموافقة على المزيد من هذه الهجمات لحماية الأمن القومي. كما أنه لم يتوان عن الادعاء بأن بريطانيا أدت دورا كاملا في عملية أمريكا التي كان نتيجتها مقتل الجلاد المقنع محمد إموازي، الذي أطلق عليه اسم (جون الجهادي).
وينوه التقرير إلى أن المشاركة الغربية في الحملة الجوية ستزيد بشكل عام في المستقبل. مستدركا بأن الشركاء الإقليميين في الحملة بدأوا بالانسحاب. فالسعودية والإمارات حولتا معظم طائراتهما للحملة ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. والأردن، الذي قام بحملة غارات مكثفة بعد حرق تنظيم الدولة للطيار الأردني، فعل الشيء ذاته. والبحرين قامت بآخر غاراتها الجوية في شهر شباط/ فبراير. ولا تزال الطائرات الحربية القطرية تحلق في سوريا، ولكن دورها محدود. وتركيا تركز على ضرب الانفصاليين الأكراد أكثر من تنظيم الدولة.
ويوضح سينغوبتا أنه لا أحد في بريطانيا يقول إن الحملة الجوية ستتحول إلى حملة برية، وتشير تجربة عملية "شيدر" إلى عدم وجود حاجة لأعداد كبيرة من العسكر على الأرض. وقد اشتكى أعضاء في لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني لدى زيارتهم للعراق في وقت سابق من هذا العام، من قلة عدد الجنود البريطانيين على الأرض، وبعدهم عن الخطوط الأمامية.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن مجموع عدد الجنود الأمريكيين في العراق يصل إلى 3500 جندي، ولدى أستراليا 600 جندي، وقد يعزز هذا العدد بـ 330 آخرين، وفي المقابل لا يوجد سوى 275 جنديا بريطانيا.