استنكر القائم بأعمال المرشد العام للإخوان المسلمين في
مصر محمود عزت هجوم البعض عليه من داخل جماعة
الإخوان، قائلا: "لقد ضاقت صدور الإخوان بما ينشر في شبكات التواصل الاجتماعي وفيما يتحدث به بعض الإخوان في وسائل الإعلام حتى تساءلوا: هل يقع هذا من عاقل، فضلا عن أن يكون أخا مسلما؟".
وكانت اللجنة الإدارية العليا لجماعة الإخوان، التي تمثل أحد طرفي
الخلافات داخل الجماعة في مواجهة الجبهة المعروفة إعلاميا بالقيادة التاريخية التي يتزعمها "عزت"، قد اتهمته أنه ينفرد بقرارات الجماعة ويخالف لوائحها ويقصي الآخرين، قائلة: "يمثل الآن القائم بأعمال المرشد العام للإخوان، وهو هيئة مكتب الإرشاد ومكتب الإرشاد، وهو مجلس الشورى الذي يقرر من يحضر ومن لا يحضر دون الالتزام بأية لوائح، وهو إذا تم تفكيك المكاتب الإدارية والتفريق بين أعضائها، فسيكون هو أيضا المكاتب الإدارية، وكل القرارت تصدر باسمه مخالفا لوائح الجماعة".
وقالت- في بيان سابق لها-: "بذلنا على مدار ستة أشهر كاملة كل المحاولات للالتقاء به دون جدوى، وطلب رؤساء المكاتب الإدارية وبعض القطاعات الجغرافية الطلب نفسه ولم يحدث، مما يلزمنا أن نصارح الإخوان أننا لا نستطيع أن نؤكد لهم شيئا يقينيا هل هو موجود أو غير موجود؟ هل هو في مصر أو خارجها؟ ولا عن الظروف المحيطة به رغم كثرة التساؤلات والظنون حول هذه الملابسات، مما يجعل كل ما يصدر باسمه موضع شك ولا يمكن أن نطمئن إليه بحال من الأحوال".
وتساءل "عزت" – في بيان له الثلاثاء-: "هل حدث ذلك أو بعضه في صفوف الإخوان؟ هل حدث في صفوف الذين قدموا قوافل الشهداء من الرجال والنساء؟ هل حدث في صفوف الثابتين الصابرين في السجون والمعتقلات؟ هل يعقل أن يكون مثل ذلك بين المرابطين في الميادين والشوارع يصدعون بالحق ولا يخافون لومة لائم؟ أقول للأسف كان كل ذلك أو بعضه بنزغ من الشيطان ووقع ما يحسبه البعض هينا وهو عند الله عظيم".
وقال: "لن يكون المستضعفون في عصرنا هذا أئمة إلا إذا ابتلوا كما ابتلي أبوهم إبراهيم ونبيهم محمد (صلى الله عليه وسلم)، وقد يكون ابتلاء الذين استضعفوا من داخلهم أشد من ابتلائهم من عدوهم، وقد يكون الابتلاء أن يكون فيهم سماعون لغيرهم، وقد تصل الغفلة ببعضهم حتى تأتي عصبة منهم بالإفك، وقد يقولون ما ليس لهم به علم، فهم لم يسمعوه بآذانهم ولم يعرضوه على عقولهم، وبلغ الضيق إلى عقد الألسنة، كما قال موسى - عليه السلام- "وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي".
وأشار إلى أنه "اطلع على ما قامت به اللجنة الإدارية وأعضاء مجلس الشورى وأعضاء مكتب الإرشاد في الداخل والخارج من ردود منصفة فيها تمحيص للحقائق ونشر كثير من الوثائق والمستندات، كما ورد بعضها في الموقع الرسمي للجماعة رجاء أن يعقل العاقلون، فأوصي الإخوان جميعا بدراستها والتواصل مع من أثرت عليه بعض هذه الشبهات".
وأردف: "لا بأس من تمحيص الحقيقة في ظل الأخوة، ولا بأس من التواصل على شبكة المعلومات، ولكن بأدب الإسلام وأخلاقه، ثم انصرفوا إلى مهامكم الدعوية الثورية، فقد أهل علينا شهر رجب شهر الإسراء والمعراج، وليكن حراكنا الثوري فيه من الذكر والعمل الصالح والطاعات ما يربط الناس بربهم ثم بمسرى نبيهم (صلى الله عليه وسلم)".
وأوصى "عزت" الطلاب بأن يجعلوا من قرب الامتحانات مناسبة للتواصل والتعاون مع المجتمع كله وفي مقدمتهم الآباء والأمهات، مضيفا بأن "شباب الثورة لديهم من الجدية والشجاعة في مواجهة الظالمين، فقدم ما قدم من الشهيدات والشهداء، فإن هذا الشباب يتطلع إلى مستقبل يقوم فيه بدوره في نهضة وطنه وعزته بالاجتهاد والتحصيل رغم كل ما نعانيه من ظلم وبطش وفساد وإهدار لمقدرات الأمة وتضييع لحقوقها، فهذا الشباب ما قام بثورته إلا لعزة وكرامة أمته".
واختتم بقوله: "إنني أؤكد اليوم أن ثورتنا ما قامت إلا لتستكمل إعداد الأمة لمعركتنا الفاصلة بيننا وبين الصهاينة، وأول القوة التي نعدها هي قوة الإيمان والعقيدة، ثم قوة الوحدة والأخوة، حتى يأتي اليوم الذي يقول فيه الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فاقتله، ولا شك أن حراكنا الثوري هو تنمية وتعبير عملي عن ذلك، وليظل الهدف واضحا لا ننحرف عنه أو نخدع بغيره".
وظهرت أزمة جماعة الإخوان الداخلية للعلن بوضوح في شهر أيار/مايو الماضي، وذلك على خلفية تباين وجهات النظر بشأن مسار مواجهة سلطة الانقلاب وشرعية القيادة في الظرف الجديد.
واشتعلت تلك الخلافات، في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حينما أعلن مكتب الإخوان المسلمين في لندن إقالة محمد منتصر (اسم حركي مقيم داخل مصر) من مهمته متحدثا إعلاميا باسم الجماعة، وتعيين متحدث جديد بدلا منه، هو طلعت فهمي، وذلك في أعقاب خروج مشرف للجنة إدارة محمد عبد الرحمن بعدد من القرارات الموقعة منه، التي قال إنها باعتماد من القائم بأعمال المرشد العام للإخوان عزت، التي تقضي بإعفاء بعض حاملي الملفات المهمة وتجميد عضويتهم، وأبرزهم المتحدث الإعلامي محمد منتصر.